Menu

روسيا الاتحادية الدور والنموذج في العالم والإقليم

نصّار إبراهيم

بدعوة من المركز الثقافي الروسي في بيت لحم وجمعية الصداقة الفلسطينية الروسية تم تنظيم ندوة مساء السبت الموافق 29 تشرين أول 2016 في المركز الثقافي الروسي حول دور روسيا الاتحادية في العالم والإقليم في هذه المرحلة، شارك في المداخلات كل من:

-الأخ نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح – رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية.

- د.فيكتوريا كوروتشينكا – متخصصة في دراسات الشرق الأوسط من جامعة بيطرسبوغ.

-د. محمد نعيم فرحات – أستاذ في جامعة القدس المفتوحة.

-د. صبري مسلم – محاضر في جامعة القدس المفتوحة.

-د. نصار إبراهيم - كاتب وباحث.

-أدار النقاش الصديق د. أسعد العويوي.

الأفكار الأساسية للمداخلة التي قدمتها في الندوة:

هناك قول نسمعه باستمرار في هذه الأيام من قبل القوى الرجعية والقوى والأنظمة المرتبطة بالمشاريع الأمريكية للهيمنة على المنطقة وأيضا من قبل بعض حتى القوى اليسارية في العالم العربي ملخصه: أن روسيا لا تختلف عن أمريكا وأن لها أيضا مصالح مثلها مثل أمريكا، وبالتالي فإن تدخلها في سورية و العراق هو الوجه الآخر للتدخل الأمريكي فكلاهما دولتان إمبرياليتان. فهل هذا القول له ما يبرره؟
هذا يفرض تحديد أسس المقاربة والمقارنة، لكي يتم تحديد طبيعة ومضمون وشكل الدور الروسي في المنطقة والعالم.

-الإشكالية العالمية: الاختلال العالمي بين الدول الغنية الكبرى والدول الصغيرة أو النامية وشروط التوازن . التطرف والإرهاب – مشاريع التنمية بين الهيمنة والاستقلال – حقوق الإنسان بين النظرية والممارسة والتوظيف السياسي – المؤسسات والاتفاقيات الدولية السياسية والاقتصادية، دعم أم هيمنة وسيطرة؟ النموذج الأمريكي الاستعماري والنموذج الروسي تاريخياً.

-معايير النقاش أو القياس:

-التجربة التاريخية للتدخلات الروسية في المنطقة [ سورية - العراق – مصر – الجزائر – فلسطين] المساعدات الاقتصادية (السد العالي نموذجا)– بناء وتسليح الجيوش الوطنية – الحفاظ على استقلالية القرار الوطني. الموقف من حركات التحرر العالمية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

-تجربة الشعوب العربية مع الحقبة الاستعمارية الغربية والتدخلات الأمريكية. (تقسيم العالم العربي، الهيمنة على الاقتصاد العربي ومصادر الطاقة، الحروب العدوانية...)

-بعد الثقافي والأخلاقي للدور الروسي (الأدب والفنون ومدرسة الاستشراق الروسي)، الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، مقارنة بالهيمنة الثقافية للنمط الأمريكي (هوليوود وثقافة الكوكاكولا والوجبات السريعة نموذجا)، ودور الكنيسة الغربية، الثقافة الاستعمارية الغربية العنصرية "حِمل الرجل الأبيض."

-رؤية دور روسيا في هذه المرحلة مشروط برؤية الأبعاد التاريخية التي تعود لروسيا القيصرية، ومن ثم الاتحاد السوفييتي، النمط الروسي في العلاقات الدولية. تعدد الأقطاب والتوازن.

-انهيار الاتحاد السوفيتي: العوامل الداخلية والتدخلات الخارجية.

-البيروقراطية والأزمة الاقتصادية والاجتماعية، منجزات المرحلة السوفييتية.

-المشروع الأمريكي الغربي: تهميش دور روسيا وحصارها: السيطرة على الاقتصاد وإغراق روسيا في الديون- قضم واقتحام المحيط الجيوسياسي لروسيا (الحرب الأفغانية - الحرب العراقية - الدرع الصاروخية – الأزمة الجيورجية – الأزمة الاوكرانية - السيطرة على مصادر الطاقة والصراع على الغاز( خطوط الغاز الخمسة: سيل غاز روسيا الشمالي – السيل الجنوبي – خط نابوكو من كازاخستان – الخط الإيراني – خط غاز قطر ) - ورقة حقوق الإنسان والديمقراطية.

-البحار الخمسة الدافئة ودورها( البحر الأسود – البحر الأبيض المتوسط – بحر قزوين – البحر الأحمر – الخليج العربي).

-نموذج البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونموذج مجموعة البريكس ومنظمة شانغهاي.

-الربيع العربي – كارثة ليبيا ومجلس الأمن – العراق – اليمن – مصر.

-الصراع في سورية وعلى سورية:

العامل الذاتي في الصراع: لو لم تصمد سورية ولم يثبت الجيش العربي السوري قدرة هائلة على الصمود والتماسك والارتكاز إلى عقيدة وطنية وقومية حقيقية، ولو لم يصمد الشعب السوري ويحافظ على نواته الصلبة ، ولو لم تكن القيادة السورية رابطة الجأش وصلبة على المستوى الاستراتيجي ومرنة في التكتيك السياسي لما وجدت روسيا مجالا للتدخل المؤثر في الصراع.. ولكانت سورية قد انتهت وانهارت منذ زمن أمام هول هذه الحرب والتدخلات العالمية التي تستهدف تحطيمها.

-المشروع الأمريكي الغربي الرجعي العربي: تدمير الدولة الوطنية السورية – الاعتماد على المجموعات والمنظمات الإرهابية – تفكيك الدول العلمانية وتقسيم الدول العربية على أساس طائفي – تغذية ثقافة التطرف والصراع الطائفي – نقل الصراع والإرهاب إلى قلب روسيا (الشيشان وغيرها).

-روسيا تدافع عن ذاتها ومجالها الحيوي وأمنها القومي، وهذا يتقاطع مع مصالح الدولة الوطنية السورية.

أهمية الدور الروسي:

-قدم مثالا ونموذجا بديلا لعلاقات الهيمنة والسيطرة والغطرسة الاستعمارية وإنهاء سياسة القطب الواحد بكل ما ترتب عليها من سياسات وحروب وتدخلات عدوانية.

-إعادة بناء العلاقات في المؤسسات الدولية السياسية والاقتصادية على أسس أكثر عدالة وتوازناً.

-استعادة الدور في آسيا والشرق الأوسط.

-فلسطينياً: حتى نطالب روسيا بلعب دور أكثر فاعلية على صعيد القضية الوطنية بكل ما تستند إليه من إرث إيجابي مثل دعم الاتحاد السوفييتي لحركة التحرر الوطني الفلسطيني في العقود السابقة، فإن على القوى الفلسطينية أن تعيد بناء استراتيجيتها الوطنية وأن ترى بعمق التحولات الاستراتيجية وكيفية استثمارها لدعم نضالات وحقوق الشعب الفلسطيني.

-حينها يمكن أن نطالب روسيا بلعب دور يوازي وزنها وثقلها العالمي بحيث لا تبقى الولايات المتحدة هي المتحكم الوحيد بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.