Menu

سليمان خاطر.. الشاهد والشهيد!

هاني حبيب

في الخامس أكتوبر/ من تشرين أول 1985، وبينما يقضي "سليمان" المجند في قوى الأمن المركزي المصري، على الحدود مع الأراضي المحتلة، تسلل 7 إسرائيليين إلى نقطة حراسة، فأطلق طلقات تحذيرية في الهواء، إلا أن المتسللين استمروا في الاقتراب من مكمنه، فأطلق عليهم الرصاص وقتلهم، وتمت محاكمته كونه أطلق الرصاص على سائحين مدنيين وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، لكنه وجد مقتولاً بعد عام من سجنه في زنزانته، وقيل أنه انتحر!

كثير من الجيل العربي - المصري الحالي، ربما لا يعرف الكثير عن هذا الحدث، لذلك اجتهد المسرح المصري قبل عامين، بعرض مسرحية باسم سليمان خاطر، وعاد لعرضها مجدداً قبل ايام، لكن محامياً اسمه سمير صبري، تقدم ببلاغ إلى النائب العام يتهم بها المسرحية بأنها تمس وتسيء إلى الجيش المصري، فقامت وزيرة الثقافة بإيقاف المسرحية، في حين تم إلقاء القبض على مخرج المسرحية أحمد الجارحي ومؤلفها وليد عاطف والتحقيق معهما وإيداعهما السجن بتهمة إهانة الجيش المصري والإساءة له.

يقول مخرج المسرحية قبل إلقاء القبض عليه خلال اتصال هاتفي مع برنامج "على مسؤوليتي"، إن العمل المسرحي "سليمان خاطر" يفضح جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي ادعت أن سليمان خاطر بطلها، وهذا غير صحيح كما يتبين من سياق العمل المسرحي الذي تم عرضه بنادي الصعيد قبل أن يصدر قرار بوقفه!

يقول شقيق سليمان خاطر، أن أخيه كان في التاسعة من عمره عندما رأى آثار قصف قوات الاحتلال لمدرسة "بحر البقر" المصرية عام 1970، والتي تركت خلفها 30 شهيداً، معظمهم من الأطفال، وقد تأثر الجندي سليمان بهذه الجريمة، خاصة بعدما تخرج من كلية الحقوق وانضم إلى الخدمة الإلزامية في الجيش المصري، إلا أن دفاع الجندي سلمان أمام المحكمة العسكرية التي عقدت لإدانته، قال في رده على النيابة التي قالت أن القتلى الإسرائيليين مجرد سياح، "كيف يقترب السياح من مكامن الأمن في منتصف الليل"، هذا السؤال - الجواب، لم يكن كافياً لكي يوصفه إعلاميي النظام في ذلك الوقت "بالجنون"!

وقبل يومين من إلقاء القبض على مخرج ومؤلف المسرحية ووقفها، تحدث الرئيس المصري أمام أحد المؤتمرات قائلاً: "الإساءة للجيش والشرطة خيانة عظمى وليس حرية رأي، ولن أسمح بالإساءة إليهما وأنا موجود".
وهذا ما يتفق عليه الجميع، فوطنية الجيش المصري ليست بحاجة إلى برهان وهو عماد القوة العربية في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، ودماء ضباط وجنود الجيش المصري على كل جبهات المواجهة لا تخفى على أحد، ولعل سليمان خاطر، هو الشاهد والشهيد على عظمة هذا الجيش وانتمائه لقضايا العرب الكبرى!