أفاد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، بأنّ "الأسرى في سجون الاحتلال أعلنوا الحداد اليوم وفاءً لروح الشهيدة سعدية فرج الله، التي ارتقت يوم أمس في سجن "الدامون" إثر تعرضها لجريمة الإهمال الطبيّ المتعمد (القتل البطيء)، على مدار فترة اعتقالها الممتدة من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021".
وأكَّد النادي في بيانٍ له وصل "بوابة الهدف" نسخة عنه، أنّ "الأسيرة سعدية فرج الله من بلدة إذنا/ الخليل وهي أكبر الأسيرات سنًا في سجون الاحتلال، واجهت إهمالًا طبيًا متعمدًا على مدار فترة اعتقالها الممتدة من شهر كانون الأول 2021".
وأوضح النادي، أنّ "محامي الأسيرة طالب في مراتٍ عديدة بضرورة عرضها على طبيب مختص وإجراء فحوص طبيّة لها خاصّة أنه بدا عليها في الجلسة التي عقدت لها يوم الثلاثاء الماضي، تراجعًا على وضعها الصحيّ، حيث حضرت على كرسي متحرك، وكانت تتحدث بصعوبة كبيرة".
ولفت النادي، إلى أنّ "جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، التي أدت إلى استشهادها تشكّل اليوم أخطر السياسات الممنهجة التي تُمارسها إدارة السجون، وهناك تصاعد ليس فقط في أعداد المرضى، وإنما في مستوى تفاقم الأوضاع الصحية للأسرى المرضى".
وأشار النادي إلى أنّه "وبارتقاء الشهيدة فرج الله يرتفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى 230 شهيداً منذ عام 1967، وهي ثاني أسيرة من شهداء الحركة الأسيرة، حيث سبق أنّ استشهدت الأسيرة الفتاة فاطمة طقاطقة من بيت لحم، والتي اعتقلت بعد إصابتها برصاص الاحتلال، وارتقت في شهر أيار عام 2017 في مستشفى شعاري تسيدك الاسرائيلي".
ويُذكر أنّ عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم مع الشهيدة فرج الله (10) شهداء، أقدمهم الشهيد الأسير أنيس دولة وذلك منذ عام 1980، وعزيز عويسات في العام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح، وأربعتهم استشهدوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر اللّذان اُستشهدا عام 2020، وسامي العمور خلال 2021، وداوود الزبيدي الذي ارتقى في الخامس عشر من أيار الماضي، بالإضافة إلى الشهيدة فرج الله، حيث لا يوجد رد من الاحتلال حول قرار تسليم جثمانها أم لا.
ويوم أمس، حمّلت الحركة الأسيرة الاحتلال الصهيوني وإدارة سجونه المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استشهاد الأسيرة مطر نتيجة الإهمال الطبي بحقها، معلنةً الحداد بإغلاق الأقسام اليوم وإرجاع وجبات الطعام حدادًا على روح الشهيدة.
وأكَّدت الحركة على أنّ "الإهمال الطبي جريمة منظمة وممنهجة تمارسها دولة الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين لاستهداف حياتهم وقتلهم، والقافلة ستطول إن لم يتم لجم الاحتلال وإلزامه بما نص عليه القانون الدولي"، مطالبةً "الجهات الرسمية والحقوقية ومنظمة الصليب الأحمر العمل للضغط على الاحتلال لتسليم جثمان الأسيرة الشهيدة ليتم دفنها بكرامة بين أهلها وذويها".
كما طالبت "جماهير شعبنا ومؤسساته بالوقوف أمام هذه الجريمة النكراء بمسؤولية عالية، ومحاسبة هذا المحتل على جرائمه بكافة الوسائل في كافة المحافل".
وختمت الحركة الأسيرة بيانها داعيةً "فصائل المقاومة للاستمرار في سعيها الحثيث لإتمام صفقة تبادل تضمن تحرير كافة أسرانا وأسيراتنا، والتي هي السبيل الوحيد لنا للخلاص من هذا العدوان المستمر علينا، سواءً بالقتل أو التنكيل أو القمع".