Menu

في ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى

كلمة نائب الأمين العام للشعبيّة خلال المؤتمر الوطني "القدس قلب فلسطين"

الرفيق جميل مزهر

غزة _ بوابة الهدف

عوائل الشهداء الأكرم منّا جميعًا

عوائل الأسرى الأبطال

الأخوة والرفاق في فصائل العمل الوطني والإسلامي

الأخوة في الشخصيات الاعتبارية والمجتمعية

اقرأ ايضا: نائب الأمين العام للشعبيّة: سيبقى المسجد الأقصى منصة عابرة للأديان والجغرافيا ويتوحّد خلفها الجميع

السادة في قادة وممثلي العمل الأهلي والمجتمعي

الأخوة الوجهاء والمخاتير والشخصيات الاعتبارية والمجتمعية

الحشد الكريم..

نلتقي في هذا المؤتمر الوطني في ذكرى مرور ثلاثة وخمسين عاماً على جريمة إحراق المسجد الأقصى، لنؤكد على شعار هذا المؤتمر "أن القدس هي قلب فلسطين والعروبة النابض" ودرة التاج والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتي من أجلها نُقدم أرواحنا ودمائنا وأعز ما نملك.

في صباح يوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من أغسطس عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين تعرض المسجد الأقصى لجريمة كبرى مُخطط لها، حيث أقدم أحد الصهاينة المدعومين من العصابات الصهيونية على حرق أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى، في إطار المخطط الصهيوني المستمر الهادف للإجهاز على كل رمز من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، وكل شاهد على الوجود الفلسطيني، على أرضٍ أرادها الإرهاب الصهيوني أرض بلا شعب، لشعبٍ هندسته نزعات الإرهاب ووظائف الاستعمار الاستيطاني الامبريالي، غلفتها بهلوسات تلمودية هدفت لخلق إطار ديني وفكري لعصابات جمعت من مختلف أنحاء العالم.

لم تكن هذه الجريمة سوى استمرار لمسلسل الإجرام الصهيوني الذي استهدف الهوية والوجود الفلسطيني على الدوام، كما لم تكن سوى استهداف لركن من أركان الهوية والوحدة الوطنية الفلسطينية، فهذا المكان توحد خلفه الفلسطينيون على اختلاف معتقداتهم الدينية، فكانت معركة البوابات الحديدية شاهداً على هذه الوحدة، حينما كان يسجد المُسلم ليقف المسيحي مرتلاً مزامير الإنجيل. وهذا الاستهداف الذي حاول من خلاله العدو تحويل صراعنا من صراع وجودي لصراعٍ ديني في محاولةٍ لتزييف طبيعة وحقيقة هذا الصراع وجوهره. وعلى الدوام كان الرد الفلسطيني المزيد من الوحدة خلف معلم وركن من أركان الهوية وشاهد تاريخي على حقيقة الوجود الفلسطيني، الذي كان ولا زال وسيبقى متجذراً. فمرت الاحتلالات وظل الشعب الفلسطيني، وحوَلت الحملات الصليبية الاستعمارية الأقصى لإسطبل خيل، فلا سقط الأقصى، ولا انتفى الوجود الفلسطيني الكنعاني من أرضه.

الحضور الكرام،،،

هذه الجريمة لم تكن بمعزل عن جرائم الاستعمار الصهيوني التي استهدفت مدينة القدس منذ هبة البراق ولم تنتهِ ليومنا هذا، في كل حي وبيت وشارع وقرية ومدينة ومخيم، في معركة الوجود التي يخوضها شعبنا دفاعاً عن هويته الوطنية والعروبية. والتي كانت ولا زالت القدس بمسجدها الأقصى وكنيسة القيامة هدفاً دائماً لمخططات الإرهاب الاستيطاني.

وفي هذا السياق، لن نذكركم بما قاله بايدن " لست بحاجة إلى أن تكون يهوديًا كي تكون صهيونيًا "فكم من مسيحي متصهين، وكم من مسلم مطبع أشد تصهيناً من المسيحيين واليهود، وكم من يهودي لا يعترف بحق هذا الكيان بالوجود.

الأقصى والقدس كانت على الدوام منصةً وقضيةً وثابتاً وبقعةً يتكثف بها الصراع في طبيعته الوجودية، يتوحد خلفها الفلسطينيون على اختلاف أديانهم ومشاربهم الفكرية والدينية، يعتبرها الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من هويته الوطنية، ومعلماً وجودياً وشاهداً تاريخياً على ملكية الأرض والتاريخ لأصحاب هذه الأرض، وروادها منذ كنعان وليس انتهاءً بالشهداء تيسير الجعبري وخالد منصور وزياد المدلل والزاملي وقدوم والنابلسي، وفرسانها وحماتها أسرانا البواسل وفي المقدمة منهم يعليها الأسرى المضربين عن الطعام، والمناضل الصلب خليل العواودة، الذي حتماً سينتصر في هذه المعركة البطولية رغم أنف الاحتلال.

إننا في فصائل العمل الوطني والإسلامي، وفي حضرة هذا الحشد الكبير المشارك في هذا المؤتمر الوطني في ذكرى حريق المسجد الأقصى نؤكد على التالي:

أولاً/ إن مدينة القدس بأقصاها وقيامتها شاهد وجودي ومكون رئيسي للهوية الوطنية، والذي لا يقبل الاقتلاع ولا التهويد. وستبقى جذوة الكفاح مستمرة حتى التحرير والعودة، وكنس آخر مستوطن إرهابي عن ارضنا. وسيبقى الأقصى معلماً فلسطينياً وعروبياً وعنواناً للوحدة، ومنصةً عابرةً للأديان والجغرافيا، يتوحد الجميع خلفها.

ثانياً/ تسريب الأراضي أحد أهم أدوات الاستيطان والتهويد التي بات يستخدمها عدونا للنيل من وجودنا وهوية القدس العربية، وهو ما يتطلب إجراءات شعبية وقانونية ووطنية بحق كل من تثبت إدانته أو تورطه في عمليات تسريب الأراضي، باعتباره خيانةً عظمى للدم والوجود الفلسطيني. 

رابعاً/ إن المخاطر التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، والتي تتكثف في الاعتداءات اليومية الممنهجة على المسجد الأقصى تتطلب منا أن نكون على قدرٍ من المسؤولية، نغادر خلافاتنا، ننهي انقسامنا، نتوحد ونوحد شعبنا خلف قضاياه الوطنية الكبرى. آن الأوان لحوار وطنيٍ جاد ومسؤول، لوضع برنامج وطني شامل يحمي أهلنا ووجودنا في القدس، ويتخذ كافة الإجراءات الكفيلة بالدفاع عنهم، وتعزيز صمودهم.

خامساً/ القدس التي وحدتنا خلف المقاومة، وتُشّكل الظهير لها، تتطلب منا أن نُطوّر قدرات المقاومة وادواتها النضالية، ما يستوجب العمل على تطوير الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وصولاً لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تُدير تكتيكات المقاومة والقتال، باعتبارها الجسم المقاوم المُعبّر عن وحدة المقاومة في الميدان. كما أن تعزيز وحدة الحاضنة الشعبية والتصدي لمحاولات العدو والخصوم لاستنبات الصراعات والخلافات داخلها يعزز من صمود أهلنا في القدس، ويشد من عزائمهم.

الحضور الكرام

في ذكرى جريمة حرق المسجد الأقصى، نذكّر العالم بالمحارق التي ارتُكبت بحق شعبنا منذ وعد بلفور المشؤوم، مروراً بالنكبة ودير ياسين وصبرا وشاتيلا ودوابشة المئات من المجازر والمحارق التي طالت الأطفال وإبادة عائلات بأكملها، وندعو المجتمع الدولي للكف عن الكيل بمكيالين والتعامل بازدواجية المعايير فشعبنا وقواه ستبقى تدافع عن الرواية الوطنية والتاريخية وعن الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، فالاحتلال إلى زوال ... حتمية تاريخية.

نجدد في فصائل العمل الوطني والإسلامي تأكيدنا على مواصلة النضال دفاعاً عن القدس والمقدسات، وعن الحقوق والثوابت الوطنية حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة، وإقامة دولة فلسطين من نهرها إلى بحرها وعاصمتها القدس.

 

فصائل العمل الوطني والإسلامي

قطاع غزة