Menu

تقرير: المستوطنون يحوّلون احتفالاتهم الدّينيّة إلى مسرح لأعمال عربدة وإجرام

فلسطين المحتلة_بوابة الهدف

أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان صباح اليوم تقريره الأسبوعي حول الاستيطان، والذي أفاد بأنّ الأعياد الدينية اليهودية شكّلت ساحات إرهاب للمستوطنين غطت مجمل محافظات الضفة الغربية و القدس المحتلة التي كان لها نصيب وافر من عربدة المستوطنين.

وأشار التقرير إلى أنّ المستوطنين وقادتهم وجمهورهم في أحزاب اليمين المتطرّف "عربدوا في طول الضفة الغربية وعرضها في حماية قوات الاحتلال، تتقدمهم منظمات الإرهاب اليهودي، خلال احتفالاتهم التي أقاموها في اكثر من مكان وخاصة في البؤر الاستيطانية، التي تحولت الى وكر لإرهاب منظمات شبيبة التلال ودفع الثمن ولهافا وريغافيم ونحلاه وغيرها من منظمات الاجرام الصهيوني".

وأضاف بأنّ: "القدس كانت حاضرة في المشهد قبل وبعد إعلان مخيم شعفاط وبلدة عناتا العصيان المدني في وجه احتلال لا يرحم، غير أن بقية مناطق الضفة الغربية، كان لها نصيب في عربدة المستوطنين في الأعياد، التي لم تكن أعيادًا بقدر ما كانت مناسبة لحالة هستيرية يريد المستوطنون وتريد أحزاب اليمين المتطرف ومنظمات الارهاب اليهودي من خلالها اختراع علاقة لها مع تاريخ هذه البلاد يبرر مشروعها الاستيطاني الاستعماري الوحشي في فلسطين".

ولفت التقرير إلى أنّ المستوطنين استغلوا الأعياد بدعم وتسهيلات من شرطة وسلطات الاحتلال لتغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى من خلال تثبيت حقوق في طقوسهم التوراتية في الحرم القدسي في محاولة منهم للاستيلاء على كامل المكان على مراحل .

وأشار إلى أنّ "مئات المستوطنين نظموا مسيرة استفزازية في البلدة القديمة شارك فيها 1200 مستوطن انطلقت من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى إلى باب القطّانين، وجابت الشوارع والأزقة، وحمل المستوطنون ما يسمى "القرابين النباتية" التي دعت "جماعات الهيكل" لإدخالها للأقصى خلال "عيد العُرش"، ورصدت مكافآت مالية لذلك فيما تولى جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والعتاد حماية المشاركين في المسيرة واستفزازاتهم، وسمحت لهم بأداء طقوس وإطلاق هتافات عنصرية".

وبحسب التّقرير، دعت "جماعات الهيكل" المزعوم جمهورها من المستوطنين إلى قراءة جماعية للتوراة في المسجد الأقصى خلال الاقتحام الأكبر في ثاني أيام "عيد العرش" اليهودي، فيما طالبت الجماعات المتطرفة أنصارها بأن يتجمعوا خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى لقراءاتٍ جماعية من "سفر التثنية"، وعمّمت عصابات "المعبد" الإرهابية على أنصارها وجمهور المستوطنين، مقطعاً من "التلمود" لقراءته بشكل جماعي وبصوتٍ عالٍ خلال اقتحامهم الأكبر للمسجد.

على صعيد متصل، شهدت الضفة الغربية المحتلة هجمات واسعة شنها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال في محافظات عدة، أحرقوا خلالها متنزهات وشاحنات وحطموا زجاج منازل ومركبات واقتحموا مواقع أثرية.

ووفقًا للتقرير، فقد استباح المستوطنون بلدة حوارة، جنوب نابلس، وأحرقوا فيها متنزهًا وشاحنات وحطموا زجاج عشرات المركبات والمحال التجارية، في الوقت الذي أمّنت فيه قوات الاحتلال الحماية للمستوطنين الذين هاجموا الأهالي على الشارع الرئيس واعتدوا على أصحاب المحال التجارية وسط البلدة، وحطموا 15 محلًا، و20 مركبة، كانت متوقفة على جانبي الشارع الرئيسي.

وفي سياقه نوّه التقرير إلى أنّ المستوطنين اعتدوا على مركبة للدفاع المدني حاولت الوصول إلى المكان لإخماد النيران وحطموا زجاجها، ورشوا الغاز على أفرادها، كما هاجموا 6 منازل وحطموا نوافذها.

وأضاف: "شملت اعتداءات المستوطنين إصابتين بالضرب على الرأس نقلتا إلى مستشفى رفيديا، و2 بالرصاص المعدني، و2 بحروق، و1 سقوط، و٤٥ حالة اختناق بالغاز والفلفل، ومن بين المصابين الممرضة هلا أحمد حليمة التي أصيبت برضوض في الوجه وحروق بعد اعتداء مستوطنين عليها بغاز الفلفل والحجارة في بلدة حوارة أثناء توجهها لعملها في مستشفى سلفيت الحكومي".

وتابع: "في محافظة الخليل، اقتحم المستوطنون مواقع أثرية عدة في مدينة الخليل، وبلدتي السموع ويطا لإقامة صلوات تلمودية تمهيدًا لتهويدها، كما اقتحم الجنود بلدة يطا، لتأمين اقتحام المستوطنين إلى متنزه الكرمل الأثري وسط البلدة، علمًا أن الموقع أثري روماني، واقتحمت قوات الاحتلال منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل واعتلت سطح مجمع تجاري".

وأورد التقرير في طياته أنّ "عددًا من المستوطنين هاجموا مركبات المواطنين على مفترق "بيت عينون" شمال الخليل ما أدى لتضرر عدد منها، وأصيب عدد من المواطنين، إثر اعتداء المستوطنين عليهم في حي تل الرميدة، وشارع الشهداء، وسط المدينة حيث قام مستوطنون بحماية جنود الاحتلال بالاعتداء على المواطنين ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الفارغة ورشوهم بغاز الفلفل في تل الرميدة وشارع الشهداء، ما تسبب بإصابة عدد منهم بالاختناق، كما مزّق مستوطنون نسخًا من القرآن الكريم وأحرقوها وألقوها بالقمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط الخليل".

وجاء في التقرير: "ومع بدء موسم قطاف الزيتون صعدت منظمات الإرهاب اليهودي من اعتداءاتها على المزارعين وممتلكاتهم، حيث قطعوا الأشجار وسطوا على محصول الزيتون في أراضي قريتي قصرة وقريوت وأراضي بلدة عورتا، بمحافظة نابلس، وفي قرية عزموط شرق نابلس هاجم مستوطنو "ألون موريه" المقامة على الأراضي القريبة من القرية المواطنين خلال قطفهم ثمار الزيتون، وهاجم مستوطنون عددًا من المزارعين في أراضي قرية عورتا جنوب مدينة نابلس خلال قطفهم ثمار الزيتون، تحت حماية جيش الاحتلال الذي أطلق قنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المزارعين، في محاولة لطردهم من المنطقة".

وأوضح بأنّ "هذه الأراضي، محاذية للطريق المغلق منذ العام 2000 وتصل بين عورتا وعقربا، وتمنع قوات الاحتلال المزارعين الاقتراب منها، إلا في أيام محدّدة، خاصةً في موسم قطف الزيتون".

وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال شارك المستوطنين في عمليات السطو والضرب على المقدسيين المتضامنين مع أهالي حي وادي الربابة ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، لافتًا إلى أنّ جنود الاحتلال قاموا بقطف الزيتون وسرقته بدعوة من سلطة الطبيعة التابعة "لبلدية الاحتلال" من أراضي حي وادي الربابة.

وبحسب التقرير: "حطم مستوطنون في الخليل أشجار زيتون بحماية من جيش الاحتلال في المنطقة المحاذية لمستوطنة "كريات أربع"، فيما منعت قوّات الاحتلال المزارعين في محافظة سلفيت من الدخول إلى أراضيهم في منطقة "الوجه الشامي" القريبة من مستوطنة "رفافا" المقامة على أراضي المواطنين، في أراضي حارس غرب سلفيت، متمّمًا: " هاجم مستوطنون المواطنين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في خلة حسان غرب بلدة بديا، غرب محافظة سلفيت ما أدى لإصابة مواطن تم نقله وعائلته إلى المستشفى لتلقي العلاج".

وكشف التقرير عن وضع كل من: "وزير البناء والإسكان" الصهيوني زئيف الكين ووزير السياحة يوئيل رزبوزوف حجر الأساس لبناء جسر معلق فوق القدس، منوّهًا إلى أنّ الجسر المعلق هو الأطول في فلسطين المحتلة إذ يبلغ طوله حوالي ٢٠٠ متر يمر فوق وادي حلوة في سلوان، ويربط بين بلدة الثوري، جبل صهيون والبلدة القديمة، ومن المتوقع افتتاحه في أيار 2023.

"وتقدّر تكلفة المشروع بحوالي 20 مليون شيكل، منها 7.5 مليون من وزارة القدس وما يسمى الإرث اليهودي و7.5 مليون من ميزانية وزارة السياحة وخمسة ملايين من ميزانية بلدية القدس".

وأضاف: "وفقًا للمخططات يمكّن الجسر المشاة من التوجه إلى هذه الأحياء وإلى مناطق أخرى، وتتضمن إقامة الجسر أعمال تطوير بنى تحتية من على جانبيه تتضمن إنشاء طرق، مظلات، بستنة، ري وإنارة على طول جانبيه".

وأوضح التقرير بأنّ سلطات الاحتلال تعمل على تطوير الجسر في المنطقة لهدفين، الأول تعزيز التحكم بالمكان، والثاني تسهيل الوصول إلى البلدة القديمة، وتحويله الى بؤرة اجتذاب للسياح الأجانب والمحليين وتوفير التنقل الحر بين طرفيه وبين الأماكن التاريخية الهامة الواقعة من على جانبيه

على صعيد آخر، كشف مجلس المستوطنات في الضفة الغربية ( يشع ) الأسبوع الماضي أنه يتم إعداد مخطط لتوسيع 26 بؤرة استيطانية و9 مستوطنات يوفرن الضمانات للحيلولة دون نقل ما تسمى "المناطق المصنفة ( ج )" الى الجانب الفلسطيني في أية تسوية مستقبلية محتملة مع الجانب الفلسطيني .

وجاء في تصريحات أدلى بها رئيس (يشع) الجديد شلومو نئمان، الذي تم انتخابه في سبتمبر الماضي، أنّ هناك ثلاثة أهداف للمجلس تنسجم مع نظامه الداخلي وهي: فرض السيادة "الإسرائيلية" على الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان خاصة شرق مدينة القدس وضواحيها، وإسقاط اتفاقيات أوسلو "ما يعني تدمير كل ترابط جغرافي وديمغرافي للفلسطينيين والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية أو كيان سياسي شبيه للفلسطينيين بين النهر والبحر".

ولفت التقرير إلى أنّ وزارة المالية الصهيونية، حوّلت الأسبوع الماضي لأغراض الأمن، 100 مليون شيقل لصالح دعم المستوطنات في الضفة، وهو ما يشكل ارتفاعًا بنسبة 25% في دعم المستوطنات مقارنة بالسنوات السابقة.

وتابع: "بررت الوزارة الارتفاع الكبير في دعم المستوطنات بالتحديات الأمنية الجديدة، كما جرى رصد جزء من المبلغ لحماية مواقع سياحية، ويضاف هذا المبلغ إلى 100 مليون شيقل أخرى جرى تحويلها للمستوطنات هذا العام في إطار خطة تطوير اقتصادي وهيكلي".

وأوضح التقرير أنّ "هذا المبلغ غير مسبوق في دعم المستوطنات مقارنة بالسنوات الماضية (2019-2020) التي تم تحويل مبلغ 85 مليون شيقل ووصل اليوم إلى 106 ملايين، وسيتم رصد الجزء الأكبر من المنحة الحكومية لصالح ما تسميه سلطات الاحتلال الاحتياجات الأمنية للمستوطنات، كما جرى رصد مبلغ إضافي وصل لـ15 مليون شيقل عبارة عن ميزانية لمواجهة البناء الفلسطيني في ما تسمى المناطق المصنفة C والتي تشكل مساحتها 60% من مساحة الضفة المحتلة".