Menu

هيئة الأسرى تُورد تفاصيل تدهور الحالة الصحية للأسير المفكر وليد دقة

فلسطين المحتلة _ بوابة الهدف

أوردت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبر محاميها كريم عجوة، والذي تمكن من زيارة الأسير المريض وليد دقة والذي يقبع حالياً بمعتقل "عسقلان"، تفاصيل تدهور حالته الصحية وما طرأ عليها من تطورات.

وأوضحت الهيئة أنه يوم الأحد الماضي جرى نقل الأسير دقة إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، إثر تراجع على حالته ومكث في المشفى عدة أيام، وأخبره أطباء الاحتلال حينها أنه يعاني من سرطان في الدم (اللوكيميا) بعد التشخيص الأولي الذي أجروه، ليتبين بعد عدة أيام أن هناك تشخيص آخر لحالته.

وتابعت: أنه تبعاً للتقارير الأولية تبين أن الأسير دقة يعاني نوع آخر من السرطان، وهو ليس بحاجة للخضوع لجلسات علاج كيميائي، وإنما تزويده بدواء بين فترة وأخرى، كما أنه بحاجة لمنحه وحدتي دم والخضوع لعملية زراعة نخاع لاحقاً.

وأشارت الهيئة إلى أنّ الأسير دقة بانتظار إجراء تقييم آخر لحالته من قبل الأطباء الأخصائيين بمشفى "تل هشومير" الإسرائيلي لتحديد ماهية السرطان المُصاب به، مع العلم بأن الأسير دقة يشتكي من عدة مشاكل صحية أخرى فهو يعاني من أوجاع قوية في الحوض والرجلين ومن تضخم في الطحال وحالته تستدعي رعاية مستمرة حثيثة.

وأكدت الهيئة أنّ الأسير دقة واجه خلال السنوات الأخيرة جريمة إهمال طبي مقصود كحال غيره من الأسرى المرضى المحتجزين في عسقلان، فعيادة هذا المعتقل -وفقاً لإفادات العديد من الأسرى- لا تصلح كمكان لمعاينة وتشخيص الأمراض كما أنها تفتقر إلى المقومات الطبية، وفي كثير من الأحيان يرتكب العاملين فيها أخطاء طبية بحق الأسرى تُفاقم من حالاتهم بدلاً من علاجها.

عن الأسير المفكّر وليد دقة:

ولد الأسير دقة بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني من العام 1961، لأسرةٍ فلسطينيّة تتكوّن من ستّة أشقّاء وثلاث شقيقات، في باقة الغربية. وتعلّم في مدارس المدينة، وأنهى دراسته الثانوية فيها، ولمّا لم يحالفه التوفيق في إكمال تعليمه والالتحاق بالجامعة، انتقل إلى العمل في إحدى محطات تسويق المحروقات.

واعتُقِل وليد برفقة مجموعة من الأسرى، وهم: إبراهيم ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة. وجرى اتهامهم باختطاف الجندي "موشي تمام" وقتله من مدينة "نتانيا" في أوائل عام 1985، وحكم عليهم بالسجن المؤبّد مدى الحياة.

ويعتبر وليد دقة أحد عمداء الأسرى داخل سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ 25 مارس/ آذار 1986م، ويقضى حكمًا بالسجن المؤبد. وهو يُعاني من عدّة مشكلات صحية، ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوص اللازمة له أو عرضه على طبيب مختص، كحال سائر الأسرى في المعتقلات الصهيونيّة حيث المعاناة من سياسة الإهمال الطبي.

وتمكّن الأسير دقة من الحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعد أبرز مفكري الحركة الأسيرة، وله عدّة مؤلفات وبحوث مهمة أبرزها "صهر الوعي"، كما يعد شخصية متميزة بين كافة الأسرى، كما شارك وقاد الكثير من المعارك النضالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعًا، عن منجزاتها ومكتسباتها، ويعتبر وليد من الكتَّاب المتمرسين في المقالة السياسيّة ومن محبي المطالعة والرياضة.

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، وتعرّض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيليّة على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما وواجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي، وهو محكوم بالسجن المؤبّد، وفي عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، ورُزق في عام 2019 الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة".