Menu

بالصورالمجلس العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي يعقد اجتماعه السنوي في لبنان

بيروت _ بوابة الهدف

يعقد المجلس العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي اجتماعه السنوي في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث بدأ يوم أمس الجمعة وسيستمر الاجتماع لعدّة أيّام.

وخلال الاجتماع، سيُناقش المجتمعون القضايا الداخلية للمجلس، حيث سيصدر عن المجلس بيانه الختامي فور انتهاء الاجتماع.

بدوره، وجّه نائب رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي في المجلس العام الرفيق هيثم عبده في كلمةٍ له خلال الاجتماع، التحيّة "باسم فلسطين، وباسم رفاقكم في السكرتاريا العامة لمنظمة الشبيبة الفلسطينية إلى الرفاق في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني لاستضافتهم المجلس العام للوفدي بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب "كورونا"، كما نرحب بجميع منظمات الوفدي المشاركة في هذا الاجتماع".

كما وجّه عبده التحيّة للجميع باسم الشهداء والأسرى، وباسم الأسير الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أحمد سعدات".

ولفت عبده إلى أنّه "ومنذ أكثر من 35 عاما تقريباً نعيش في ظل هيمنة إمبريالية كاملة على العالم وعلى مختلف الأصعدة، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وثقافيًا، لكن ذلك لا ولن يعني نهاية التاريخ، فإنّ الصراع مع هذا النموذج الوحشي سيبقى مستمرًا، وثمة إضاءات كثيرة علمتنا وما زالت تعلمنا أنه بالإمكان مواجهة الإمبرياليّة، وأنّ النصر ليس مستحيلاً، إذا ما عرفنا أين هي مكامن قوتنا وكيف يمكن توظيفها في الصراع الجاري".

وأشار عبده إلى أنّ "تجربة أمريكا اللاتينية تنال الإعجاب وتستحق التعمق واستخلاص الدروس، وفي المقدمة منهم الشعب الكوبي والفنزويلي وسائر شعوب أمريكا الجنوبية، ومع أننا لا ندعو لتعميم نموذج بعينه، لأن لكل شعب ظروفه الخاصة وبالتالي أشكال نضاله المختلفة، لكن وبدون شك لهذه الشعوب خبرة غنية يمكن الاستفادة منها في كيفية الصمود والمقاومة والاستفادة من الثروات الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي تجربة جديرة بالاحترام والاهتمام، كما أن النصر الذي حققه اليسار في العديد من دول العالم، يرسل بارقة أمل ويعطينا روحًا جديدة للاستمرار في النضال وإمكانية النصر".

وتابع عبده خلال كلمته: "لقد تعلمنا من تجربة المواجهة مع الإمبريالية، أنها وعند كل أزمة تمر بها تسعى لتجديد ذاتها، وتكون الحروب هي إحدى أهم الوسائل التي تفتعلها للخروج من هذه الأزمات، وما نشهده اليوم من حروب وفي أكثر من منطقة من العالم وبالأخص في منطقتنا لهي ضريبه تدفعها الشعوب الفقيرة ثمنًا ليستمر الأغنياء في غناهم ويبقى الفقراء يغرقون في بؤسهم وموتهم خارج كل الحسابات التي تنشغل بإحصاء الأرباح لا بتعداد القتلى، وللأسف كلما حاولت شعوبنا السعي للإمساك بحاضرها والخروج من وضع القهر والاضطهاد والفقر والأمية في محاولة لتجاوز مرحلة الاستبداد نحو الإصلاح والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، كانت الرجعية العربية حارسة المصالح الإمبريالية في المنطقة لها بالمرصاد، فتم إلقاء القبض على حركة الشعوب وسرقة نضالها وتضحياتها، فتحولت مطالب الإصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلى معاول هدم وتدمير للدولة العلمانية ومؤسساتها ومقدراتها".

وجاء فيء كلمته: "كنّا نتطلع لأن تتحوّل الدولة العلمانية المستبدة، إلى علمانية ديمقراطية في مواجهة الممالك والإمارات حراس المصالح الإمبريالية في المنطقة، فإذ بالأخيرة توظف فائض البترودولار للقبض على حركة الشعوب لإثارة الفتن المذهبية والطائفية المقيتة والعشائرية والقبلية وتوليد غول التطرف والإرهاب الديني، للارتداد عن الدولة المدنية العلمانية وسعيًا لإقامة الأسوأ فتتحوّل الممالك والإمارات الخليجية نموذجًا متقدمًا عنها. واليوم نحن في مواجهة محاولة الإمبريالية للقبض على منطقتنا بالكامل وتعميم نموذج الممالك والإمارات وإنهاء كل أشكال المقاومة والصمود والاعتراض حتى اللفظي للهيمنة الإمبريالية الصهيونية، وخلق بيئة مناسبة لاستقرار المشروع الصهيوني بصيغة أكثر عنصرية يعبّر عنها (بالدولة اليهودية) التي تمثل الوجه الآخر المقابل للتطرّف الديني الموظف من قبل الحركة الصهيونية الابن الشرعي للإمبريالية، وفي ظل حالة الضياع هذه، والتي تسود منطقتنا من محيطها إلى خليجها، والتي تركت آثارها الكارثيّة على قضيتنا الفلسطينيّة، فإنّ من مفاعيلها السلبية الكبيرة هي انشغال الشعوب العربية عن فلسطين، وغرقها في أتون الخطاب الديني المذهبي الذي مزّق نسيجها ودمّر لحمتها، وصارت فلسطين آخر أولوياتها إن لم تصبح خارج اهتماماتها أصلاً".

وأردف بالقول: "فيما الكيان الصهيوني يستغل هذه الظروف ويشن حروبه ضد شعبنا ويرتكب أبشع الجرائم، ويحاول تقسيم قضيتنا وفصل الضفة عن غزة، يستمر في بناء المستوطنات في الضفة ويشن حرب إبادة في غزة، ويمارس سياسة عنصرية فجة في التعامل مع أهلنا في المناطق المحتلة عام 1948، وأيضًا يواصل تهويد مدينة القدس وتدمير بيوت الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى، وكل ذلك يتم أمام مرأى ومسمع العالم بأسره، ومن دون رقيب أو حسيب، وأمّا على صعيد اليمين المتطرّف العنصري الفاشي الذي يعمل على تأصيل المشروع الصهيوني نحو مشروع صهيوني أكثر صهيونية وأكثر عدائية. هذه المرة يصل اليمين الديني للحكم لكي يحكم، هدفه حسم الصراع! وليس حل الصراع. ومطالبته بتفكيك الإدارة المدنية حتى العام 2024. من خلال تحقيق التالي: الوصول إلى سيادة أكثر على أراضي الضفة الغربية، وتسوية أوضاع المشروع الاستيطاني، كل ما يتعلق بحياة الفلسطينيين ستضعها حكومة اليمين المتطرفة بيد الصهيونية الدينية العنصرية التي ستكون أيضًا مسؤولة عن التنسيق الأمني والمدني، والعلاقات الاقتصادية بين الضفة الغربية والاحتلال، فكل ما يتعلق بالاقتصاد الفلسطيني هو من مسؤولية مدير عام وزارة المالية الإسرائيلية".

وبيّن عبده، أنّ "حكومة التطرف الديني هذه دعوة صريحة للقتل والطرد والعقاب بكل أشكاله بحق الشعب الفلسطيني في محاولة للوصول إلى مرحلة يكون فيها العرب قلة قليلة لا يصلحون إلّا كعبيدٍ عندهم لا أكثر ولا أقل، والتحكم بحياة وحقوق الفلسطينيين تحت ذريعة انفاذ الأمن والقانون وشرعنة الاستيطان، هذا هو الوجه الحقيقي للصهيونيّة، فرصة ذهبية لتسقط كل الأوهام، والتحدي بمزيد من المقاومة، بل إنّ شرعنة الاستيطان تتطلب شرعنة المقاومة، فالاحتلال المصاب بغباء القوة، يمارس القتل دون أن ترف له جفن، هو ماذا يفعل؟ يأخذ عائلات بأكملها إلى مربع المقاومة، وهذا يشعل ويجدد المقاومة ولا يوقفها، جبهة مقاومة فلسطينية الآن وليس غدًا. جبهة لإدارة الحرب للارتقاء إلى مستوى الفعل المقاوم".

وتابع عبده: "لابد من لغة لليسار ترتبط بخطاب تحرري وتغييري والآن. كما لابد من نظرة موضوعية للأحداث ومراجعة ضرورية برؤية استراتيجية لها ولما سيأتي بعدها، بجرأة وعزيمة شبابية لرسم آفاق جديدة للتحرر الوطني والقومي والأممي. إن هذا المشهد في المنطقة عمومًا وفي فلسطين أيضًا يطرح علينا مهمات كبيرة، ورغم أن المسؤولية تقع على عاتق كل الفئات الشعبية، إلّا أنّ هناك مسؤولية ملقاة في نهاية الأمر على كاهل الشباب، لأنهم الثروة الحقيقية القادرة على تغيير المعادلات المعقدة، فهم الأقدر على ترجيح الكفة لينتصر خطاب المستقبل على خرافة الماضي، هم من يختزن عنفوان المقاومة وكفاءة البناء وعلى هاتين الركيزتين يبنى المستقبل".

وأكَّد عبده أنّ "الشباب اليساري مدعو للانغماس في النضال الوطني والقومي، السياسي والاجتماعي المباشر والملموس، وهذا يتطلّب التعمّق في قضايا المجتمع وهمومه وفهم مشكلاته، وإتقان فن التواصل مع مختلف الفئات الشعبيّة، ليشكّل طليعة حقيقية خارج الشعارات المعلبة التي تحوّل المناضل إلى واعظ فوقي يدعو إلى الثورة وليس مستعدًا لدفع ثمن الانخراط فيها، ومن المهمات الكبيرة اليوم وهي مسؤولية ضخمة، ويجب أن نخوضها على كافة الجبهات بالتوازي، وهي بلا شك تحتاج إلى جهود كبيرة وتكاتف كل الجهات والقوى الحية في شعبنا وأمتنا وهي الجبهة الثقافية لمواجهة ثقافة الهزيمة واليأس والاحباط، وهي حرب حقيقية تستهدف اعادة صياغة مفهوم العدو، ومفهوم الوطن، والهوية الوطنية، مفهوم الشعب والقضية الوطنية. إنّ العدو ينقل معركته إلى أدمغتنا ويسعى لاحتلال وعينا. بعد احتلال الأرض وتشريد الشعب وزرع الانقسام والتفكك، فإنّ الهدف المستقبلي له هو احتلالنا من الداخل، فالهزيمة لا تتأكد باحتلال الأرض وبناء المستوطنات وتهويد المقدسات، بل تترسخ بسحق الارادة وذلك يبدأ بهزيمة الوعي المقاوم، ولعل مقولة الشهيد مهدي عامل خير تعبير عن ذلك "لست مهزومًا ما دمت تقاوم".

وأكمل عبده حديثه: "نحن في منظمة الشبيبة الفلسطينية سنركز جهودنا لخوض المعركة على الجبهة الثقافية، وتبدأ من الحق في التعليم والعمل والعيش الكريم وصولاً إلى الحق التاريخي الثابت في العودة إلى ديارنا إلى فلسطين، وهنا لابد من الإشارة إلى أنّنا ننظر للسياسات الجديدة التي تحاول وكالة "الأونروا" فرضها على شعبنا هي محاولة لإعادة صياغة مفاهيم قضية اللاجئين بما ينسجم مع التطلعات الصهيونية البعيدة لمساواة قضية اللاجئين الفلسطينيين بقضايا اللجوء الأخرى، ولتكون مقدمة لتذويب وانهاء هذه القضية التي هي جوهر القضية الفلسطينيّة، وسنسعى مع كل المنظمات الشبابية الفلسطينية والعربية الشقيقة والصديقة لحشد كل طاقات شبابنا وشاباتنا متسلحين بالإرادة الحية النابضة والمتجددة التي يمثلها شباب وشابات فلسطين في كل قرية ومدينة من البحر إلى النهر شمالاً وجنوبًا، شرقًا وغربًا، شباب فلسطين كل فلسطين يقدمون اليوم المثل والدرس العميق لنا، بانتفاضتهم المجيدة وبأسلحتهم المتواضعة، بأنّ الإرادة ما زالت شعلة متقدة، ومهما علت أصوات المنهزمين في الدعوة للتطبيع أو التنسيق أو التفاوض، فإنّ صوت المقاومة أعلى وأقوى وما زالت روح المقاومة حيّة في عقول وقلوب شبابنا وشاباتنا".

f48ae418-0a27-4d7e-87d4-ffefec9f1f37.jpg
ebaf839c-8095-4586-96c9-788b0a1aed0e.jpg