شهدت مدينة بيت لاهيا منذ مساء أمس الأربعاء، إضراباً شاملاً، واحتجاجاتٍ عارمة من المواطنين، رفضاً لقرار لجنة متابعة العمل الحكومي القاضي باقتطاع جزء من أراضيها لصالح بلديتيّ "بيت حانون"، و "أم النصر".
وبعد أن أُعلن عن القرار أمس، ظهرت ردود أفعال المواطنين الغاضبة والرافضة للقرار، الذي اعتبره المواطنون غير قانوني وغير شرعي، وهو ذات الأمر الذي أكّدته بلدية بيت لاهيا التي شددت على رفضها للقرار وعدم اعترافها به.
وعبّرت البلدية عن رفضها الشديد للقرار، مؤكّدةً على أحقيتها التاريخية والمجتمعية في إدارة نفوذ أراضي المدينة؛ بناءً على المستندات والوثائق القانونية والإدارية التي قدّمتها لجهات الاختصاص.
وأوضحت في بيانٍ لها، أنّ المستندات والوثائق المقدّمة أثبتت تبعية هذه الأراضي وإدارتها للبلدية، معبرةً عن أسفها باتخاذ القرار دون الرجوع لها، على الرغم من تحذيرها المسبق من مغبّة المساس بأراضي المدينة، لما له من أثرٍ سلبيٍ على النسيج المجتمعي والوطني.
وفي ختام بيانها، شددت البلدية على تمسكّها الكامل بنفوذ أراضي المدينة التاريخية، وأنّها ستسلك كل السبل القانونية والإدارية في سبيل إبطال القرار، ودعت لإلغائه بشكلٍ فوري.
وتعقيباً على هذا القرار، أصدر وجهاء ومخاتير بيت لاهيا، بياناً أكّدوا خلاله على أنّهم لن يسمحوا بتمرير هذا القرار الذي وصفوه بـ"المؤامرة".
وطالبوا في بيانهم من اتخذ القرار بالتراجع عنه فوراً، حتى لا تشتعل فتنة لن نتمكن من السيطرة عليها، كما أشار البيان إلى أنه سيتم عقد لقاءات عاجلة مع الكل في المدينة للاتفاق على الخطوات التصعيدية.
من جانبه أصدر المكتب الإعلامي الحكومي توضيحاً فيما يخص المصادقة على تقرير لجنة الخبراء للمناطق الإقليمية لبلديات شمال غزة.
وجاء توضيح المكتب الإعلامي الحكومي في عدّة نقاط، كان أبرزها:
▪️ المناطق الاقليمية: مناطق تقع خارج نفوذ البلدية، تشرف عليها وزارة الحكم المحلي.
▪️ تقوم وزارة الحكم المحلي بمنح صلاحية الاشراف والادارة للمناطق الاقليمية للبلدية الاقرب، كون هذه المناطق بحاجة إلى من يقدم فيها الخدمات ويتابعها.
▪️ المصادقة على القرار، وضم النفوذ للبلديات، لا يعني نزع ملكية أو غيرها، إنما فقط تحديد جغرافي ينعكس على التقسيم الإداري فقط، ووفقًا للمصلحة العامة.
▪️ معظم المناطق الإقليمية تعتبر أراض حكومية، وبالتالي تقوم الحكومة بإعادة توزيع اختصاصها إداريًا.
▪️ تضارب المصالح بين البلديات، وعدم وضوح تبعية المناطق الإقليمية بشكل واضح أوجد الكثير من الخلافات بين البلديات، الأمر الذي بدأ ينعكس على السكان، وأيضًا التعديات من قبل المواطنين والعشوائية في تلك المناطق، وبالتالي أوجب على الحكومة الوقوف عند مسؤولياتها بالخصوص.
▪️ عملية دمج/ فصل/ ضم أي من المناطق سواء كانت إقليمية أو ضمن نفوذ أي بلدية، يأتي تحت بند تنظيم وترتيب العمل بما ينعكس بشكل أفضل على السكان والخدمة المقدمة لهم.
▪️ ضم المناطق الإقليمية، يتم وفقًا لدراسات عديدة ومتأنية، وبحضور البلديات وأهل الاختصاص، بما يضمن الاطلاع على كافة الأوراق والعقود والتسلسل الزمني والتاريخي والبعد المجتمعي والجغرافي والوضع الحالي، والتطور المستقبلي وغيرها من المحاور.
ومنذ الصباح، خرج المئات من أهالي بيت لاهيا في مسيراتٍ ووقفاتٍ احتجاجية على القرار، للتعبير عن رفضهم المطلق للقرار الحكومي، بعد أن دعا وجهاء المدينة ونشطاء أمس بالخروج في احتجاجات واسعة وتنفيذ الإضراب الشامل.
