Menu

متابعة خاصة..

تقريردراما في الكيان وتصعيد متواصل: ونتنياهو يقرر الدخول في المعركة متجاوزًا تضارب المصالح

بوابة الهدف

بعد يوم طويل من الاحتجاج الصاخب على التعديلات التشريعية في الكيان الصهيوني، تتواصل المواقف الصدامية التصعيدية، ويبدو أنّه لا يوجد أي وسيلة لتجسير الهوة بين الائتلاف الصهيوني ومعارضيه، خصوصًا بعد تحذيرات شديدة اللهجة من رئيس الشاباك، ومواقف متصلبة من قادة الليكود، وتراجع وزير الحرب عن مؤتمره الصحفي الذي كان على ما يبدو سيعلن فيه علنًا مخاطر التشريعات على الجيش والأمن القومي، بعد محادثة قصيرة مع "بنيامين نتنياهو". ويأتي هذا بعد رفضت المعارضة على لسان "يائير لابيد" يوم أمس تجنيب "يوم الاستقلال" للاحتجاجات باعتباره يومًا لجميع "الإسرائليين" ورفض "يائير لابيد" المبادرة التي جاءته من "ميري ريغف" بهذا الخصوص معلنًا أنّ الطرفين يحتفلا بيوم مختلف تمامًا.

من أبرز التطورات الرسالة التي صدرت عن رئيس الشاباك "رونين بار" الذي قال إنّ "إسرائيل" تقترب من منطقة خطر، وحذر رئيس الشاباك "نتنياهو" من الوضع الحالي الذي يوجد فيه "تقارب بين التهديدات الأمنية والوضع الاجتماعي في إسرائيل" وتأتي هذه التحذيرات تتويجًا لتحذيرات أمنية أخرى من مسؤولين رفيعي المستوى في الكيان.

في محادثة جرت بين رئيس الشاباك "رونين بار" ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ناقش بار مع نتنياهو زيادة التهديدات الأمنية إلى جانب "الصدع في المجتمع الإسرائيلي". وقال بار لنتنياهو في الاجتماع إنّ تقارب التهديدات يجلب دولة "إسرائيل" إلى "مكان خطير"، وتنضم دعوة بار إلى دعوات مماثلة بشأن هذه القضية من رؤساء مؤسسة الأمن الصهيونية. ونقل عن وزير الحرب الليكودي "يوآف غالانت" رغبته في وقف التشريع المصاحب للثورة القانونية. بالإضافة إلى ذلك، أفادت الأنباء أنّ رئيس الأركان "هيرزي هاليفي" قدم مؤخرًا مواد استخباراتية إلى رئيس الوزراء مع تحذيرات صريحة.

حيث ومنذ أن بدأت الحكومة العملية التشريعية، كان أحد التهديدات الرئيسية التي كانت محور المحادثات بين رؤساء جهاز الأمن هو الدعوات المتكررة للرفض في وحدات النخبة من تشكيل الاحتياط، بما في ذلك دعوات طياري القوات الجوية، وقدامى المحاربين في وحدة "يحلام" ووحدة العمليات الخاصة ولوتر والمقاتلين السيبرانيين والوحدة 8200.

وجاء في مجمل هذه التحذيرات أنّه في نفس الوقت الذي تواجه فيه التهديدات الأمنية، تواجه "إسرائيل" فترة معقدة من الناحية الاقتصادية مع وصول الشيكل إلى أدنى مستوى له منذ عدة سنوات مقابل الدولار، وتحريك عمالقة التكنولوجيا العالية أموالهم إلى الخارج وتحذير عدد كبير من الاقتصاديين من عواقب تمرير التشريع. حيث كانوا قد قدموا يوم الثلاثاء توقعات مقلقة من أنّ "إسرائيل" قد تخسر حوالي 100 مليار شيكل سنويًا من الناتج المحلي الإجمالي، في غضون عقد تقريبًا، بسبب الانخفاض المتوقع في التصنيف الائتماني "لإسرائيل".

في تصعيد معاكس هدد أعضاء كنيست في حزب الليكود: "إذا تم إيقاف التشريع، فسوف يكتشف نتنياهو أنّه ليس لديه حكومة" ، حيث هاجم أعضاء الكنيست والوزراء في الليكود بشدة "غالانت" وأعضاء الكنيست الآخرين إذا صوتوا ضد التشريع و رئيس الائتلاف كاتس : "لا يمكننا قبول من يقرر التصويت ضد موقف الفصيل". وقالت غاليت "ديستال أتابريان" وزيرة الإعلام على تويتر على خلفية تصريح وزير الحرب المتوقع: أي عضو كنيست من الليكود يخطط لإيقاف التشريع مدعو للاستقالة.

جاء هذا بعد لحظات قليلة من إعلان أن وزير الحرب "يوآف غالانت" سيلقي بيانًا مساء اليوم (الخميس) يتوقع فيه أن يدعو إلى وقف التشريع القانوني ، حيث وقع أعضاء كنيست ووزراء في الليكود على عريضة تنص على أنّه إذا قرر شخص ما أنّه غير ملتزم بقرار الأغلبية في الفصيل، يقوم بحل الليكود والإشارة إليه ستكون وفقًا لذلك.

ولكن موقف أبرز حلفاء نتنياهو جاء أكثر مرونة حيث إنّ كلا من ديجل هاتوراة (وليس كل القائمة يهوديت هتوراة) و شاس دعما نتنياهو وأوضحا أنّهما لن يكونا عقبة أمام التوصل إلى اتفاقات واسعة النطاق.

كما علق وزير الاتصالات "شلومو كاراي" على احتمال أن يقول جالانت بضرورة وقف التشريع: "يتوقع منا عدم إنهاء الدورة الشتوية دون تلبية إرادة الناخبين. أنا أعارض بشدة أي محاولة لوقف التشريع ". وأضاف "مثل هذا الانسحاب المخزي من التزاماتنا سيؤدي إلى تكثيف الاحتجاج، وإلى وقف أي مبادرة أخرى نرغب في الترويج لها. في أي مجال وفي النهاية لا سمح الله حل الحكومة وصعود حكومة كارثية جديدة سيئة كما لم تكن أبدًا".

وقال رئيس الائتلاف ورئيس كتلة الليكود، "أوفير كاتس"، إنّ "قرار الكتلة بشأن الإصلاح ملزم لجميع أعضاء الكنيست في الليكود. ومن يقرر التصويت ضد موقفه سيضر بالحركة وانضباط التحالف، لا يمكننا قبول مثل هذا الوضع ". بالإضافة إلى تصريحات حادة أخرى.

أيضًا من داخل الائتلاف جاءت ردود عنيفة على "غالانت" ورد وزير النقب والجليل "إسحاق فاسرلاف" على حسابه على تويتر على جالانت: " مشبهًا إياه بحصان طروادة  "حصان طروادة هو نموذج حصان خشبي كبير يظهر في الأدب اليوناني والروماني القديم كأداة انتصر بها اليونانيون في حرب طروادة. الحصان تم تركه خارج طروادة عندما انسحب الجيش اليوناني المزعوم، وعندما تم وضعه بين الجدران خرج منه المحاربون".

من جانبه قال حزب "عوتسميت يهودا" إنّ "غالانت خلع نفسه من المعسكر اليميني. دخل بأصوات ناخبي اليمين، لكن في الممارسة العملية يتبع سياسة مختلفة". "جالانت" مسؤول عن عدم الاستجابة في غزة. من أجل السياسة الشاملة تجاه الإرهاب والاعتقالات الإدارية لنشطاء اليمين، واليوم يتبين أنّه يقف أيضًا إلى جانب أولئك الذين يوقفون نشاط الحكومة ويمنعون اليمين من تنفيذ سياساتها. انتخب الجمهور حقًا- جناح الحكومة لتنفيذ السياسات اليمينية ويجب أن تستمر في الإصلاح القانوني ". في هذا الوقت واستجابة للتصعيد أجل بنيامين نتنياهو رحلته إلى لندن من مساء اليوم إلى الساعة الرابعة فجرًا.

حتى قبل خطاب الوزير غالانت الملغى، عقد رئيس الأركان، هيرزي هاليفي، اجتماعا مع نتنياهو عرض عليه نتائج استمرار التشريع القانوني للثورة. كما كان جالانت على اتصال مستمر الليلة الماضية مع عضو الكنيست بيني غانتس، وأجرى محادثات مطولة معه.  في نفس الوقت الذي التقى فيه جالانت وغانتس، أجرى الوزير "آفي ديختر" أيضًا محادثات مطولة هذا الأسبوع مع عضو الكنيست "غادي آيزنكوت"، رئيس الأركان السابق، وبعد ذلك قال في اجتماع فصيل الليكود إنّه يجب إيقاف التشريع على الأقل إلى ما بعد الذكرى والأعياد الوطنية.

وعلق مسؤول في معسكر الدولة على بيان جالانت المتوقع واجتماعات غانتس مع وزير الحرب: "في الأسابيع الأخيرة، كان غانتس على اتصال بالعديد من أعضاء الكنيست في الائتلاف - من الليكود والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، بما في ذلك وزير الدفاع جالانت. والغرض من المحادثات هو منع الضرر القاتل للديمقراطية وحرب الأشقاء والحفاظ على أمن الدولة واقتصادها ".

رد نتنياهو

وبعد بدء المحادثات الخاطفة مع ليفين وجالانت، وفي خلفية نية وزير الحرب المذكورة أعلاه الدعوة إلى وقف التشريع، أدلى نتنياهو ببيان هذا المساء وأوضّح أنّ التشريع مستمر. ولن يتوقف، وأنّ القانون يجب تغييره. وأنّه سيتم طرح اختيار القضاة للتصويت الأسبوع المقبل. وقبل ساعة من بيانه التقى نتنياهو في حالة من الذعر بوزير الحرب يوآف جالانت، ما أدى لراجعه عن خطابه، وقال نتنياهو في بيانه إنّه سيبذل قصارى جهده لتسوية الخلاف: "كفى. سأشارك في الحدث"، على حد قوله.

وأضّاف نتنياهو "قبل بضعة أشهر، فور إعلان نتائج الانتخابات، قلت إنّني أنوي أن أكون رئيس الوزراء لجميع مواطني إسرائيل"، و"كنت أعني ذلك حينها وما زلت أعنيه اليوم. لدينا دولة واحدة، وعلينا أن نفعل كل شيء لحمايتها من التهديدات من الخارج ومن الصدع الذي لا يمكن التوفيق فيه من الداخل. لا يمكننا أن نسمح لأي نزاع بتعريض المستقبل المشترك للجميع للخطر. لا يجب أن نرفض التنمر فحسب - بل يجب علينا أيضًا أن ندين التحريض والصراخ ".

وتابع نتنياهو " معارضو الإصلاح ليسوا خونة وأنصار الإصلاح ليسوا فاشيين" و "من أجل منع حدوث شرخ في الشعب، يجب على كل جانب أن يأخذ على محمل الجد مزاعم ومخاوف الطرف الآخر. ويغضب مؤيدو الإصلاح من انتهاك التوازن بين السلطات في إسرائيل في العقود الماضية. وبدون سلطة، وتدخلت المحكمة في العديد من المجالات التي لم يكن من المفترض أن تناقشها على الإطلاق ".

وقال "أعتقد أنّه من الممكن تمرير إصلاح من شأنه أن يوفر استجابة للطرفين: من شأنه أن يترك التوازن المناسب بين السلطات، ومن ناحية أخرى سيحافظ على الحقوق الفردية لمواطني البلاد. نحن لم نفعل ذلك. عندما ندوس، توصلنا إلى التوازن والتصحيح. نحن مصممون على تصحيح الإصلاح بمسؤولية وتعزيزه الذي سيعيد التوازن بين السلطات. أفضل طريقة قبل كل شيء: التقاضي والحصول على أكبر اتفاق ممكن. أعرف هناك وقال نتنياهو "خوف من حكم كاسح لن يحدث هذا. سنكرس في القانون حقوق الأفراد من يهود وغير يهود. كل تشريع سيلتزم بهذه المبادئ".

وأشار نتنياهو في بيانه إلى المحادثة التي أجراها مع غالانت قبل حوالي ساعة فقط، والتي استمرت عشرين دقيقة لا أكثر، وادعى أنّه سمع مخاوفه - وأخذها في الاعتبار. في نفس الوقت، أراد التأكيد على أنّه لا مكان للتردد في "جيش الدفاع الإسرائيلي". كما طلب رئيس الوزراء الرجوع إلى قانون التحصين الذي تم تمريره في الجلسة الكاملة الليلة الماضية: "حتى اليوم، كانت يدي مقيدة. لو دخلت الحدث لوجدت حصنًا. لهذا أعلن الليلة: هذا كل شيء. أنا أدخل الحدث".

"الصوت صوت نتنياهو، اليدين يد ليفين"

لم يمض وقت طويل على رد فعل قادة الاحتجاج على الخطة القانونية على خطاب نتنياهو: "بدلاً من وقف التشريع، فإنّه يسابق لتعيين قضاة يحكمهم السياسيون"، و"التحريض ضد المحكمة العليا" وتوعد قادة الاحتجاج بالنزول إلى الشارع مجددا يوم السبت للمرة الثانية عشرة على التوالي عبر مظاهرات في جميع أنحاء الكيان:حيث حسب بيانهم "الاحتجاج سيتكثف". كما رد جنود الاحتياط المحتجون: "نتنياهو يواصل تعريض أمن إسرائيل للخطر. القتال ضد قوانين الديكتاتورية سوف يشتد فقط حتى يتم وقف التشريع".

كما هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس الوزراء: "نتنياهو اقترب من جديد واشتكى، واستمر في نشر الأكاذيب المشينة ضد النظام القضائي. الصوت صوت نتنياهو، لكن الأيدي هي ياريف ليفين. أنا أدعو المسؤولين في الليكود لا تمرر التغيير في لجنة اختيار القضاة وتعالوا إلى المحادثات في منزل الرئيس".