Menu

جنرال صهيوني: على نتنياهو الاختيار بين أن يكون تشرشل أو غولدا

بوابة الهدف - ترجمة خاصة

قال الجنرال الصهيوني (احتياط) عاموس يدلين الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية والأمني المؤثر في الكيان الصهيوني، إنّ بنيامين ننياهو ووزراء حكومته منفصلين عن الواقع ويعيشون في عالم مواز على وسائل التواصل الاجتماعي وإنّ التاريخ سيحكم على فشل نتنياهو. الذي عليه أن يختار بين أن يكون "تشرشل الإسرائيلي" أو غولدا المرتبطة بالفشل في حرب أكتوبر.

وفي مقالة نشرت أمس قال يدلين، إنّه بعد حرب أكتوبر أشارت لجنة أغرانت إلى سلسلة من الإخفاقات، على رأسها قلة التحذير الاستخباراتي للحرب، والمفهوم الاستراتيجي الذي أدى إلى العمى في القمة. ومؤكدا أنّ استنتاجات "لجنة " 2023 التي ستنشأ بعد الكارثة الناشئة حاليا في الكيان ستكون أكثر خطورة حيث أنّه على الرغم من تحذير جميع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، لكن رئيس الوزراء تجاهل بشكل صارم "تزايد" العاصفة "، وهو الأب الواضح لفشل عام 2023.

وقال يدلين إنّه في حين أنّ الحكومة والنظام السياسي في الكيان الصهيوني منغمسين في الداخل، في ثورة النظام، تظهر أربع مناطق متفجرة على الحدود الخارجية والتي من المحتمل أن لا يستطيع الكيان مجاراتها في عام 2023. وعندما تندلع "العاصفة الكاملة"، ستصل "إسرائيل" مع اهتزاز كل نقطة من ركائز الأمن القومي: حيث الجيش مهتز وممزق من الداخل، ويسود انعدام الثقة مع الحليف الأهم - الولايات المتحدة، والردع "الإسرائيلي" في أدنى مستوياته على الإطلاق، والاقتصاد يتدهور في الطريق إلى هبوط حاد، وتم استبدال المرونة الاجتماعية بصدع عميق، وتعرض الشعور بالقدر والمصير المشترك لضربة شديدة.

وأضّاف يدلين في هجوم حاد على رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو "يبدو أنّ رئيس الوزراء وكبار وزرائه فقدوا الاتصال بالواقع ويعيشون في شبكات التواصل الاجتماعي وصناديق التصويت في قاعدتهم الانتخابية" وأضاف إنّه قد تقرر إيران غدا اختراق 90٪ لتخصيب اليورانيوم والانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وإعادة مجموعة الأسلحة إلى النشاط.. وقد ينتقل (نصرالله حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني) من الخطب التحريضية إلى توجيه النشاط "الإرهابي" من لبنان ضد "إسرائيل"، مستمدًا ثقة مفرطة بالنفس من قدراته الصاروخية الدقيقة، ومن الدفاع الجوي الذي نشره في لبنان، ومن قوة "الرضوان" التي تهدد الجليل، ومن التصدعات في "إسرائيل".

وحسب زعم يدلين في تحذيراته ففي سوريا تواصل إيران محاولة إنشاء بنية تحتية عسكرية متطورة ضد "إسرائيل" على الرغم من الضربات الجوية ضدها. وفي موسم رمضان وعيد الفصح وعيد الربيع قد تندلع في نفس الوقت جبهات فلسطينية عدة: في القدس والضفة الغربية وغزة والمدن المختلطة في الداخل وهي أربع ساحات متفجرة، وتشكل "عاصفة مثالية" تندلع في وقت واحد على جميع الجبهات - والتي لا يمكن مجاراتها.

وقال يدلين إنّه أمام التهديدات من الخارج، تقوم الحكومة وقائدها بإضعاف "جيش الدفاع الإسرائيلي"، درع "دولة إسرائيل"، ضد أعدائها. وعندما تخلق الحكومة أزمة ثقة غير مسبوقة في جيش الاحتياط، فمن يعتقد أنّ الأزمة لن تنتقل إلى الجيش النظامي من الخطأ: الشقوق ظاهرة بالفعل، والكفاءة معرضة للخطر، والردع ضعيف.

وقال يدلين "بصفتي رئيساً لجهاز الأمن القومي، عملت مع رئيس الوزراء نتنياهو وأفعاله اليوم تعرض للخطر إرثه بالكامل، الإيجابي في العقد الماضي، ولماذا؟ ونسعى جاهدين من أجل الضم، ولمصلحة المتعصبين المصممين على السيطرة على النظام القانوني وانهيار الديمقراطية الإسرائيلية".

وقال إنّ وزراء الحكومة، الذين خبرتهم الدولية صفر، يلحقون أضرارًا جسيمة بمكانة "إسرائيل" في العالم وتفوقها الأخلاقي، ويبعثرون الهدايا القيمة لحركة المقاطعة ولجميع كارهي "إسرائيل". وإنّ دبابة الشرعية "الإسرائيلية" تتضاءل بسرعة، ودعمها حتى بين أصدقائها في الولايات المتحدة آخذ في الانهيار. ومن الواضّح أنّ كبار الوزراء في الحكومة لا يفهمون مدى أهمية دعم الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، "لإسرائيل"، في الهدوء وبالتأكيد خلال حرب واسعة النطاق. يتفهم رئيس الوزراء ذلك، لكنه تجنب عقد مجلس الوزراء لمدة شهر والسماح لأعضاء مجلس الوزراء بتلقي مراجعة منظمة لتقييم الوضع ونتائج إجراءات الحكومة.

وقارن يدلين بين خطابات نتنياهو بالعبرية والإنكليزية، مشيرًا على أنّ هذا وعد في خطاباته بالإنجليزية في الخارج بأنّه "سيوجه السفينة ويداه على عجلة القيادة"، لكن هنا في العبرية تتأرجح السفينة نحو صخور الواقع ويبدو أنّ الوضع خارج عن السيطرة تمامًا. بينما وزير المالية والوزير في وزارة" الدفاع" يريد إبادة القرى ودعم من يحرقها ويخلق أزمة مع الأردن و مصر والإمارات ويتجاهل توقعات الاقتصاديين. وقام وزير الأمن الوطني بصب الوقود على النار الفلسطينية، وأعلن الحرب على الشرطة ومسؤوليها، وكذلك على المشاركين في الاحتجاج. ويتجاهل وزير العدل نتائج التشريعات التي يقودها وخطورة الضرر الذي يلحق بالقوة العسكرية والاقتصادية لدولة "إسرائيل". هذا ما تبدو عليه الحكومة في التصور، عشية الكارثة. كل أبواق الإنذار تدق، كل أضواء التحذير تضيء، لكن الحكومة ناضجة، تتسابق إلى حافة جرف الواقع.

في نهاية المطاف، قال يدلين، تقع المسؤولية على عاتق رئيس الوزراء - الذي سيحكم عليه التاريخ. يتطلع نتنياهو إلى أنّ يُذكر على أنّه "تشرشل الإسرائيلي" الذي أوقف إيران ويتوق إلى جائزة نوبل للسلام لضمه المملكة العربية السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم ، ومع ذلك ، إذا استمر في المسار الحالي، فإنّ فرصه كبيرة في أن يحل التاريخ جنبًا إلى جنب مع غولدا مئير، التي هي الأكثر ارتباطًا - وإن لم يكن بالضرورة بالعدالة المطلقة - بكارثة الإغفال يوم الغفران، وقال يدلين إنّ الوقت لم يفت بعد إذ على رئيس الوزراء أن يعيد "إسرائيل" إلى المسار الإيجابي الذي سلكته حتى تشكيل حكومته السادسة. ولا يمكن اتهامه بعدم فهم الضرر الكبير الذي لحق بالأمن القومي: في العلاقات مع واشنطن لم تتم دعوته هناك، في الساحات المتفجرة الأربعة من حولنا، في الأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد، وفي المزيد من إضعاف الأمن الشخصي، في محنة غلاء المعيشة والشرخ الآخذ في الاتساع بين الجمهور في "إسرائيل"، حيث ظهرت أولى مظاهر العنف.

وختم إنه إذا كان مستقبل دولة "إسرائيل" ومكانتها في تاريخها مهمين لرئيس الوزراء نتنياهو، فعليه أن يوقف الحملة الاستباقية لتقويض أسس وطننا الوطني، والسماح "لإسرائيل" بالتركيز على عاصفة التهديدات التي تهددنا من الخارج. الاختيار بين يديه: تشرشل أو غولدا.