Menu

بالصورالجبهة الشعبية في لبنان تقيم إفطارًا لعوائل الشهداء

بيروت _ بوابة الهدف

أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، اليوم الثلاثاء، حفل إفطار لعوائل الشهداء في ملعب روضة أبناء القسام بمخيم برج البراجنة في بيروت.

وحضر حفل الإفطار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبد العال، ومسؤول الجبهة الشعبية في لبنان هيثم عبده، وقيادة الجبهة في لبنان وبيروت، ومسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة الشعبية أبو جابر اللوباني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح، وممثل عن سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الرفيق علي فيصل، وكاهن رعية مار إلياس بطينا الأب جراسي عطايا جزيل الاحترام، وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية في لبنان وبيروت، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وشخصيات فلسطينية ولبنانية، وفعاليات ووجهاء مخيم البرج والجوار، وإعلاميين وأسرى محررين، وحشد من الرفاق والرفيقات في بيروت ومخيماتها، وعوائل شهداء الجبهة الشعبية، وأصدقاء وأنصار الجبهة والكادر.

وفي بداية الحفل، قدّم نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية في لبنان الرفيق فتحي أبو علي، كلمة رحبّ خلالها بالحضور، ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة مروان عبد العال، استهلها بتوجيه التحية للشهداء، ونوّه بمبادرة الإفطار السنوي الذي تقيمه الجبهة لأسر الشهداء، مشيرًا إلى أنّ للجبهة حوالي خمسة آلاف شهيد، في لبنان، مشدداً على أن كل الشهداء هم شهداء فلسطين، وجميعهم في العقل والوجدان والذاكرة، هم أصل البطولة التي كتبت بالدم من أجل بزوغ شمس فلسطين، وصفحة مجد من تاريخ العرب.

ورحبّ عبد العال باسم قيادة الجبهة، والأمين العام، ونائب الأمين العام والمكتب السياسي للجبهة، بالضيوف الأعزاء عائلات وشخصيات وفعاليات، أخوة ورفاق وفصائل ومؤسسات وأحزاب وطنية وقومية، كما حيّا القدس في يومها العالمي، القدس التي تجاوزت بأبطالها وشعبها وصمودها ذاتها، منذ تحولت إلى عنوان للهوية الفلسطينية الجديدة والجامعة، وإلى سواعد أبنائها وروحهم المقاتلة، التي وحدت فلسطين التاريخية حولها، وأعادت صياغة الهدف الوطني الجامع إلى أصله.

وقال عبد العال: "في يوم الأسير الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام ١٩٧٤، يوم التضامن مع الأسير، في وجه الجلاد ووحشيته التي يخترق فيها كل القوانين والمواثيق الدولية التي ترعى حقوق الإنسان، وأدت إلى استشهاد أكثر من 227 أسيراً داخل السجون، منذ العام 1967"، مضيفًا: "كل يوم بالنسبة لنا هو يوم الأسير، فهم عنوان كرامتنا، لتأكيد استراتيجية مسؤوليتنا مع أبناء شعبنا وأحرار العالم، بتصعيد الحملة الوطنية، والحراك الوطني لإطلاق سراح الأسرى الأبطال، خاصة الأسير المثقف الحر وليد دقة و أحمد سعدات ومروان البرغوثي وخضر عدنان وآلاف الأسرى، وهم جميعهم فخرنا وعزّتنا، وصمود شعبنا الصلب ورموز مقاومتنا وحريتنا ونصرنا الآتي".

وأضاف أنّ "شعبنا في أيام مجيدة، مرحلة جديدة يحدوها الأمل ويحفزّها التفاؤل الثوري، لأننا محكومون بالمقاومة، وإنها الطريق الأقصر للنصر، التي يعود لها الإسهام في تدمير مفهوم "الاحتلال المريح" وهو ناتج عن "سقوط فكرة أمركة العالم، وبداية تشكل نظام عالمي جديد، لا نستهين بالمتغيرات الدولية والحديث عنها ليس ترفًا، هناك تغيير في ميزان القوى، من نظام القطبين أعلى من التوازن النسبي، عكس نفسه على الحركات التحررية واستقلالها في العالم الثالث، انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت القطبية الأحادية وأمركة العالم. انعكس علينا وأصابنا في الصميم، وإن الحل والربط بيد أمريكا حصرًا، لقد بتنا اليوم نشهد عالمياً ظهور قوى عالمية جديدة وإقليمية وتحولات جديدة، نلمس بداية تشكل نظام عالمي جديد، بوادرها بالمصالحات العربية العربية والعربية الإيرانية، وبرعاية أقطاب جديدة مثل الصين وروسيا".

كما أوضح أنّ مفهوم "الاحتلال المريح" التي يعود للمقاومة الإسهام في تدميره ناتج أيضًا عن "سقوط فكرة الصهينة للمنطقة ومنطق إسرائيل الكبرى، بانكشاف أكبر لحقيقة الصهيونية، كتكوين هجين، وكيان بني على زيف مطلق، وما تفاقم التناقضات إلا أنه كيان غير طبيعي وفشل في أن يكون طبيعيًا، وكلما حاول الهروب للأمام بالمزيد من العنصرية والعدائية، لا يمكن أن يكون طبيعياً بل هو مشروع استعماري استئصالي، ولا سلام ولا استقلال وسيادة وتنمية وحرية حقيقية في المنطقة بوجود هذا الكيان، بل بالتصادم والمواجهة معه"، مضيفاً: "سقوط فكرة الصهينة للمنطقة العربية والنظام الشرق أوسطي المبني على حلف الناتو والسلام الإبراهيمي، وسقوط الوهم، الفلسطينيون ليسوا هنودًا حمرًا، وأرضًا بلا شعب كما روج المحتل، فعدد الفلسطينيين الآن في الوطن المحتل كاملاً يساوي عدد اليهود، وفي المخيمات وبلاد الشتات، أكبر من عدد اليهود في العالم كله، ومع فارق لا يخفى، هو أن اليهود أمام ظاهرة «انقراض الشعب اليهودي»، وهذا امام تنامي الحقيقة النضالية الفلسطينية، تضحيات ومقاومة وبطولات خارقة شباب وشابات نساء ورجال هبات شعبية، تضحية بكبرياء وشموخ وفعل مقاوم ووحدة ميدانية مبنية على أعمدة المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم "سيف القدس " تكامل بين الداخل والخارج وضفة و غزة والجليل والنقب وصمود وثبات على الأرض، أضحت حقيقة عربية إقليمية لا يمكن تجاوزها، نشهد تآكل قوة الردع الصهيوني كما لم يحدث أبدا من قبل، وأصابها الشلل والخرس الجبري عن الرد حتى إشعار آخر".

وجدد عبد العال الدعوة لتعزيز وحدة الشعب، وقواه الوطنية والإرادة، والمقاومة ووحدة الهوية، وذلك من خلال "قيام جبهة مقاومة فلسطينية، تجمع الكل، مفتوحة لمن يريد الانخراط في استراتيجية عمل تحرري وطني، تقود عملية الاشتباك الشامل، وتوحد الفعل المقاوم في المواقع والساحات الجبهات ، بأشكال وخطط وأنساق متعددة، والمقاومة بأدوات وأسلحة مختلفة، تؤسس لاحقاً لرؤية سياسية وطنية جامعة، وجديدة تستعيد الوطنية الفلسطينية المستهدفة على يد الفاشيين الصهاينة، (حسم الصراع) يعني إنكار للشعب لحقه في وطنه، فقوتنا بناء الذات الوطنية، والوحدة الوطنية لتكون في قلب المواجهة".

كما قال عبد العال إنّ "الحديث اليوم عن نظام عربي جديد، الجديد معياره بالنسبة لنا هو التكامل المحسوس مع المقاومة ومع فلسطين وتجديد قداسة فلسطين في ضمير ووجدان العرب بعامة، وهذا يضع شعوب الأمة أمام مسؤولية تاريخية، وندرك بالقدر النضال من أجل فلسطين هو الوقوف مع شعوبها مع حريتها ومستقبلها، فمقاومة التطبيع هو مقاومة الاختراق الصهيوني لبلدانها، وهذا التكامل النضالي يتطلب أكثر من أي وقت مضى تجديد دعوة قوى التحرر العربية والحركات الشعبية إلى قيام جبهة عربية لمقاومة التطبيع".

أما في لبنان فقال عبد العال "نحن ندفع ثمن الغباء والسياسات المتشددة إزاء شعبنا في لبنان، التي أسست لسيرورة من التهميش القسري الاجتماعي والاقتصادي، وكل أزمة تضرب البلد، أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية، يزداد البؤس الفلسطيني ويتضاعف هو نتاج لسياسة قاصرة دولية وعربية ومحلية، دليل على بؤس السياسة في لبنان، تحت ضائقة لقمة العيش أن يصبح الحل ممرًا آمنًا نحو رمال الصحارى والبحار وتحت رحمة قراصنة الهجرة إلى المجهول، ذلك اليوم نجدد مسؤوليتنا إزاء مخيماتنا، والقيام بالواجب الوطني كأولوية وطنية حتى في السياسة الفلسطينية، وإن تخلينا عن حياة وكرامة وحقوق شعبنا يكون تخل مجاني عن وجودنا".

وأكد عبد العال للحضور، أنّ "الجبهة ستفعل ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، بمشاركة الكل الوطني، الحريص والمسؤول، ومتابعتها مع الجهات المحلية والدولية كافة".

وفي ختام حديثه، جدد عبد العال الشكر لكل من أنجح هذا الحفل، ودعم فريق الشبيبة والمرأة في منطقة بيروت، واللجنة الاجتماعية وفرع لبنان، ولأنه الإفطار السنوي العاشر الذي تقيمه الجبهة في لبنان وفي مخيم برج البراجنة تحديدًا، وعاهد أبناء الصبر والصمود والمقاومة في كل المخيمات، إنها معكم ولكم على درب الجلجلة حتى ينبعث الفينيق من رماده من جديد، وتعود الطيور المشردة إلى بيوتها، وكما قال محمود درويش: وأَنتَ تُعِدُّ فطورك فكِّرْ بغيركَ/ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ.. وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ/ لا تنس شعب الخيامْ.

0352584b-4a16-4335-879f-be42845efb96.jpg
fe8a81d2-56a2-47c8-bae9-d95af5daf7f4.jpg
3430245d-7229-40d4-860b-a649f4a074a7.jpg
293cc8d3-3bd9-494d-8e80-94439bd1bc2c.jpg
a85d90f2-e959-4e6c-adc7-78a47be6a5e7.jpg
684ff54e-3831-452f-8ff4-723dbae1070f.jpg
e2c024e2-210b-4313-b68e-f5ad8a741402.jpg
12c5722e-c40c-4104-a1ea-d803b3313b19.jpg