Menu

عدوان إسرائيلي واختبار وحدة القرار ووحدة الساحات

مصطفى ابراهيم

استلهمت إسرائيل عنوان للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (درع ورمح) باستهداف القادة الثلاثة من حركة الجهاد الاسلامي بالطائرات الحربية في بيوتهم وسقوط عدد من الشهداء الأطفال والنساء، 13 شهيداً في جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الفاشي العنصري.

الجريمة المستمرة والغرض منها والزعم الكاذب أنها جاءت للحفاظ على أمن الإسرائيليين بعد تراجع في إحساس الإسرائيليين بالأمن، مع أنه ليس لدى الحكومات المتعاقبة خيار إلا ارتكاب الجرائم من وقت لآخر، بذريعة وقف الصواريخ من قطاع غزة، هي نكتة حقيرة بحجم الجريمة المستمرة ضد الفلسطينيين.

العدوان الإسرائيلي لم ينته، وهو مستمر، وفي انتظار رد المقاومة الفلسطينية وحالة الغضب والحزن في الشارع الفلسطيني الذي يطالب أيضاً بالرد انتقاما لدماء الشهداء، وعدم ترك المجال للسياسة الإسرائيلية العدوانية الاستفراد بفصيل فلسطيني واستهداف القادة، كما حدث في جولات عدوانية سابقة، خاصة أن إسرائيل تسعى بكل قوتها ليس الفصل بين الساحات، بل القضاء على هذا الشعار، من خلال تحييد حركة حماس في صد العدوان والرد على الجرائم الإسرائيلية.

إسرائيل تراهن حتى الآن على عدم اشتراك حماس في الرد، وفي ظل هذا التصور، فإن العملية العسكرية ستستمر يوم أو يومين، ولن تكون هناك أضرار كبيرة، لكن إذا ما كان الرد الفلسطيني مشترك، فعلى إسرائيل ألا تحتفل وتعيد تقييم الأوضاع بناء على المستجدات، على ضوء السيناريوهات التي وضعتها إسرائيل في تحييد حركة حماس.

وحول أهداف العدوان، وأنه تحقيق الأمن للإسرائيليين، والتبجح بتوجيه ضربة قوية للمقاومة، واستعادة الردع المتآكل، ونشر صور المسؤولين الإسرائيليين والرقص على دماء الشهداء من الأطفال والنساء، وذلك يأتي في قلب المصالح السياسية لنتنياهو وائتلافه الحاكم، ومن المستحيل نفي هذه الحقيقة، وردود الأفعال من الوزراء وأعضاء الكنيست تبين ذلك بشكل واضح، برغم الحديث عن إعادة ترميم صورة الحكومة والائتلاف الحاكم، خاصة بعد المناوشات التي وقعت الأسبوع الماضي بين وزير الأمن القومي ايتمار بن حفير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

إسرائيل وضعت المقاومة بكل فصائلها في اختبار حقيقي، برغم ما قد يسفر عن رد المقاومة ورد الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي بحق الفلسطينيين، لكن عليها اتخاذ القرار.

هذا الاختبار ومع هذه المعطيات والغضب الفلسطيني، والمطالبة بضرورة الرد، وحالة الانتظار الذي يسود الساحة الفلسطينية ولم يتعود عليها الفلسطينيين بعد نحو 10 ساعات من جريمة الاغتيال وقتل الأطفال، في وحول ما صرح به مسؤولون في المقاومة الفلسطينية بضرورة الرد وعدم ترك إسرائيل تفرض سياساتها العدوانية على القطاع لأغراض إجرامية وسياسية داخلية.

أعتقد ان حركة حماس ستكون في قلب المعركة القادمة والرد على العدوان، قد يكون الانتظار مفيد من وجهة نظر المقاومة، وضرورة تحقيق شعار القرار المشترك والوحدة في الميدان، وكذلك وحدة الساحات ليس في فلسطين، بل ساحات قوى الممانعة، والتي تؤكد على ضرورة الرد إذا ما وقع عدوان على أي منطقة من مناطق في فلسطين.

مع الأخذ بالاعتبار التغيرات الدولية والإقليمية وتأثير ذلك على إسرائيل التي بدأت العدوان، وتركها تستفرد بقطاع غزة والدعم الدولي لها وهو في مد وجزر منخفض، ومن الواضح أن هناك خلافاً بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكنه ليس خلافاً استراتيجياً، وهي الداعم الاستراتيجي لها، كما تشهد المنطقة العربية تغييرات، لكنها في طور التغيير وإعادة التنظيم.

في ضوء التغيرات الجيوستراتيجية المهمة، لكن قد يكون مبكراً الحديث عن تلك التغييرات الدولية والإقليمية، لكنها قد تؤثر في طبيعة الرد الإسرائيلي وعدم إطلاق يد نتنياهو التغول في الدم الفلسطيني.