نشر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي تقريراً توثيقياً، للعدوان الصهيوني على غزة، يستعرض، حصيلةَ العدوان، ويرصد عدد نقاط المقاومة من القطاع ضد كيان الاحتلال في هذه الفترة، مشيرًا إلى خسائر الكيان المعلَنة.
وحول الشهداء والجرحى، فقد رصد التقرير استشهاد 33 فلسطينيًّا بينهم 6 أطفال و2 مسنَّين، وجُرِح 190 آخَرين بينهم 64 طفلًا و13 مسنًّا، إضافةً إلى آلاف حالات الإصابة بالهلع، جرَّاء العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء الماضي حتى مساء أمس السبت. أما الشهداء فارتقَى 3 منهم في محافظة شمال غزة، و17 في محافظة غزة، و1 في الوسطى، و7 في خان يونس، و5 في رفح. وأما الجرحى فمنهم 76 في محافظة شمال غزة، و50 في محافظة غزة، و14 في حافظة الوسطى، و18 في خان يونس 18، و32 في رفح. وتوزعت الإصابات بين 6 إصابات شديدة بنسبة 3.2%، و50 إصابة متوسطة بنسبة 26.3%، و134 إصابة طفيفة بنسبة 70.5%.
ومن بين الشهداءِ قادةٌ كبار في "سرايا القدس " استَهدَفهم الاحتلال في عمليات اغتيال، أبرزهم الشهيد القائد جهاد الغنَّام أمين سر المجلس العسكري في السرايا (من سكان محافظة رفح)، والشهيد القائد خليل البهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في السرايا (من سكان محافظة غزة)، والشهيد القائد طارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري في السرايا عن الضفة الغربية (وهو مبعَد من مدينة جنين من سكان محافظة غزة)، والشهيد القائد إياد الحَسَني عضو المجلس العسكري ومسؤول وحدة العمليات في السرايا (من سكان محافظة غزة)، والشهيد القائد علي غالي عضو المجلس العسكري ومسؤول الوحدة الصاروخية في السرايا (من سكان محافظة خان يونس)، والشهيد القائد أحمد أبو دقة نائب عضو المجلس العسكري ومسؤول الوحدة الصاروخية في السرايا -خلفًا للشهيد القائد علي غالي- (من سكان محافظة خان يونس)، والشهيد القائد الميداني محمد عبد العال أحد مسؤولي وحدة العمليات في السرايا (من سكان محافظة غزة). وقد ذَكَرَت "سرايا القدس" في بيان لها أن عدد شهدائها 11 شهيدًا، بمن فيهم مقاتلون وقادة ميدانيون وبما يشمل أسماء الشهداء الذين وَرَد التقرير على ذِكرِهم مِن القادة.
وبحسب التقرير، فقد استَهدَف الاحتلال الصهيوني 5 من مُقاتِلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليرتقي بطَلا الوحدة الصاروخية في محافظة خان يونس الشهيد الرفيق المقاتِل محمد أبو طعيمة والشهيد الرفيق المقاتِل علاء أبو طعيمة، وبطَلا وحدة المدفعية في محافظة رفح الشهيد الرفيق المقاتِل أيمن صيدم والشهيد الرفيق المقاتِل علَم عبد العزيز، وبطل الوحدة الصاروخية في المحافظة الوسطى الشهيد الرفيق المقاتِل عديّ رياض اللوح، وذلك في أثناء تأديتهم واجبَهم الوطنيَّ في خلال عملية "ثأر الأحرار".
واشار إلى أن 157 شهيدًا فلسطينيًّا ارتقَوا في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ بداية العام 2023، في كل من الضفة الغربية و القدس وقطاع غزة والداخل المحتل، من بينهم شهداء العدوان الأخير على القطاع، حسب رصد وتوثيق مركز عروبة.
وأوضح التقرير أن "إسرائيل" استَخدَمت في اعتداءاتها المتكررة على قطاع غزة، ومنها هذا العدوان، أسلحةً هجوميةً ذاتَ قدرةٍ تدميريةٍ كبيرةٍ تَستَهدِف أماكن مدنية ذات كثافة سكانية عالية وتُعَدُّ مِن أخطر الأسلحة وأكثرها فتكًا، ومنها: قنابل MK التي تُصنَّف على أنها قنابل متعددة الأغراض حرَّة الإسقاط غير موجَّهة، وتُصنَّع بأوزان مختلفة تبدأ من 150 كيلوغرامًا حتى نحو طن؛ ومنظومة JDAM وهي قنابل تَستَهدِف عادةً البنيةَ التحتيةَ سواءٌ كانت مدنيةً أو عسكرية، وتُعَدُّ من ذخائر الهجوم المباشر، ولها قدرة على إحداث حفرة انفجارية ضخمة جدًّا وعلى اختراق الأرض حتى 4 أمتار؛ وقنابل مجنَّحة من طراز GBU39 وهي قنابل موجَّهة بدقَّة تُطلَّق من الطائرات المقاتِلة F16، وتوجَّه لاستهداف شقق سكنية أو مبانٍ، بمحيط تدمير يصل حتى نحو 200 متر. واستَخدَمت "إسرائيل" أيضًا أسلحة منها قذائف مدفعية تقليدية مثل مدافع "هاوتزر" لإطلاق قذائف من عيار 155 ملليمترًا، وقذائف دخانية، ومدافع "هاون" عيار 120 ملليمترًا، والتي تُعَدُّ مِن مَدافع الميدان. ويَستَخدِم جيش الاحتلال مسيَّراتٍ هجوميةً للمراقَبة والتجسس وجمع المعلومات ولإلقاء قنابل وصواريخ موجَّهةٍ من نوع Hellfire 114-AGM. ومن أهم الطائرات التي يَستَخدمها جيش الاحتلال الطائرات المقاتِلة F16 في غاراته على القطاع، وكذلك طائرات المروحية. أما عن سلاح البحرية، فقد استَخدَمت "إسرائيل" سفينة حربية في العدوان الأخير مطلِقةً منها قذائف متوسطة المدى.
وبين أن أطقم الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات بالشرطة في قطاع غزة، تعاملت خلال العدوان في الأيام الأخيرة، مع الأنواع التالية من الصواريخ والقذائف: قنابل GBU39، وقنابل MK، وصواريخ "القبة الحديدية" الاعتراضية، وقنابل مسقَطة من طائرات دون طيَّار، وقذائف مدفعية.
وحول المقاومة الفلسطينية المسلحة، فقد رصد مركز عروبة في تقريره 242 نقطة مقاومة في قطاع غزة في خلال أيام العدوان الأخير، منها 240 نقطة مقاومة مسلحة، إذ قصفت المقاومة الفلسطينية ومدن الكيان والمستوطنات المحاذية للقطاع بقذائف ورشقات صاروخية، وعلى رأسها "تل أبيب" التي قصفتها 5 مرَّات على الأقل ومحيط القدس المحتلة، واستَهدَفَت تجمعات لآليات وجنود الاحتلال الصهيوني بقذائف من العيار الثقيل، مؤكِّدةً وقوع إصابات دقيقة ومباشرة طالت الاحتلال، وذلك ردًّا على الاغتيالات واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقد اعترف جيش الاحتلال على لسان المتحدث باسمه بأن "1,469 صاروخًا أُطلِقَت من قطاع غزة في تجاه المستوطنات والبلدات والمدن الإسرائيلية منذ الأربعاء الماضي"، فيما زعم أن "1,139 منها اجتاز السياج الفاصل، واعتُرِض 437 عبر منظومة "القبة الحديدية"، وسقط 39 صاروخًا في البحر"، وأضاف زاعمًا أن صاروخين اعتُرِضا فوق منطقة "غوش دان" وجنوبي القدس المحتلة عبر منظومة اعتراض الصواريخ الثقيلة "مقلاع داوود"، التي تصل تكلفة كل صاروخ فيها إلى نحو مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن صواريخ المقاومة الفلسطينية أجبرَت دولة الاحتلال على تفعيل نظام الدفاع الصاروخي "مقلاع داود"، الذي اعترَضَ صاروخًا واحدًا على الأقل كان متجهًا نحو "تل أبيب"، وهو نظام صُمِّمَ لاعتراض الصواريخ التي يتراوح مداها بين 100 و300 كيلومتر. فيما تَعتَمد "إسرائيل" اعتمادًا أساسيًّا على منظومة "القبة الحديدية"، وهي منظومة دفاع جوي متحركة تعمل على تتبُّع المقذوفات قصيرةِ المدى بوساطة رادار ثم تحلِّل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة لتُرسِل إحداثياتٍ لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها.
وبشأن وقف إطلاق النار، قال التقرير إنه دخل حيزَ التنفيذ عند العاشرة من مساء أمس السبت. وتضمنت الصيغة النهائية لوقف إطلاق النار بنودًا نصت على وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل واستهداف الأفراد، وذلك فور البدء في تنفيذ الاتفاق وبمتابعة مصرية، وقد قصف جيش الاحتلال عدة أهداف في قطاع غزة على الرغم من بدء سريان وقف إطلاق النار، وواصلت المقاومة الفلسطينية قصف مناطق الكيان ومنها "تل أبيب"، قبل أن يعود الهدوء الحذِر.
وحول الأضرار التي لحقت بقطاع غزة.. تقديرات أوَّلية، أوضح أنه يمكن إجمال التقديرات الأوَّلية للأضرار التي لحقت بالقطاعات الرئيسية في قطاع غزة بالتالي:
- قطاع الإسكان: بلغ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة 2,041 وحدة سكنية، بقيمة تقديرية للخسائر تقدر بـ9 ملايين دولار، إذ هُدِم 31 منزلاً هدمًا كليًّا بما مجموعه 93 وحدة سكنية، وأصبحت 128 سكنية غير صالحة للسكن، وتضرر 1,820 وحدة سكنية جزئيًّا.
- القطاع الزراعي: بلغت قيمة الخسائر في هذا القطاع 3 ملايين دولار، إذ سببها القصف المباشر جراء الغارات200 حفرة زراعية تحتاج إلى إعادة تأهيل وردم وتهيئة كي يكون بالإمكان زراعتها مجددًا، وتضررت 10 آلاف متر من خطوط الري في المناطق الزراعية التي تعرضت للقصف في مناطق القطاع كافة، وتضرر 600 دونم من المزروعات (خضار وفواكه) بفعل عمليات القصف وتضررت 150 دونم دفيئات زراعية مغطاة، وبلغت الخسائر في مزارع تربية الدواجن والمواشي والأغنام وخلايا النحل 225 ألف دولار، وتوقَّف تصدير أكثر من 1,100 طن من الخضراوات والأسماك، وتوقفت حركة الصيد توقفًا كاملًا.
- القطاع الاقتصادي: قالت وزارة الاقتصاد الوطني إن الخسائر الأولية لكل يوم خلال العدوان بلغت 10 ملايين دولار نتيجة تعطُّل العملية الإنتاجية، وأوضحت أن الخسائر الأولية شملت قطاعات الإنتاج والتصدير والاستيراد والعمال والمحال التجارية الذين تعطلت أعمالهم نتيجة العدوان. وقدَّر المكتب الإعلامي الحكومي الخسائر المرتبطة بتوقف العجلة الاقتصادية بـ4 مليون دولار طيلة أيام العدوان الخمسة، موضحًا أن تقدير الخسائر في هذا القطاع مرتبط بالانتهاء من حصر المحال والمصالح التجارية التي لحق الضرر بها جراء العدوان.
- القطاع التعليمي: بلغت الخسائر البشرية في هذا القطاع بين صفوف الطلبة 8 شهداء، منهم 6 أطفال. وقد لحقت أضرار بـ7 مدارس و9 رياض أطفال.
- البنية التحتية: بلغت الخسائر في البنية التحتية جرَّاء العدوان نحو مليون دولار، إذ تضرر 159 خط مياه و173 خط صرف صحي، وأُغلِقَت شوارع بسبب القصف والركام، ويوجَد 30 بؤرة في مختلف المحافظات يجري التعامل معها، إلى حانب 304 خطوط كهرباء وأعمدة ومحولات.
- الصحة: تسبب العدوان الصهيوني في تضرُّر عدد من المرافق الصحية وإصابة عدد كبير من المرضى في المؤسسات الصحية بالهلع، إذ تعمدت قوات الاحتلال استهداف تلك المؤسسات وإلحاق أضرار متعددة في بناها التحتية والمعدات التابعة لوزارة الصحة، إذ أُلحِقَت أضرار بمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح بمحافظة الوسطى نتيجة القصف في محيط المستشفى، وتعرَّض مركز مسقط قيزان النجار إلى أضرار نتيجة قصف عنيف في محيط المركز أدى إلى تحطم واجهات المركز الأمامية ونقل خدمات الإسعاف والطوارئ من المكان، وألحِقَت أضرار جسيمة بالمستشفى الإندونيسي شمالي القطاع.
ولفت التقرير إلى أن أطقم الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات بالشرطة في قطاع غزة أجرَت 57 عملية إزالة وتحييد لمخلفات القصف الصهيوني على القطاع كانت لتؤدي إلى إيقاع مزيد من الضحايا في الأرواح والممتلكات إن لم تُحيَّد، في حين لم تسلَم حتى المقابر في قطاع غزة من العدوان الصهيوني، إذ طال القصف "مقبرة الشهداء" وسط بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى.
وبشأن خسائر الاحتلال المعلَنة، أشار التقرير إلى أن الاحتلال اعترف بمقتل مستوطنة وإصابة نحو 70 آخرين، وبوقوع أضرار مادية كبيرة منها أضرار لحقت بنحو 40 منزلًا ومنشأةً جرَّاء قصف المقاومة الفلسطينية الذي طال مناطق واسعة في الكيان الصهيوني، على رأسها مبنى في "روحوفوت" جنوبي "تل أبيب"، ومبانٍ في عسقلان و"سديروت".
أما فيما يتعلق بالجرحى، فقد قال مركز "برزيلاي" الطبي في كيان الاحتلال إن المركز استقبل 51 مستوطنًا مصابًا، وقال مستشفى "سوروكا" في الكيان إنه استقبل 18 مستوطنًا مصابًا جراء الصواريخ الفلسطينية، وذلك منذ بداية الجولة، على حد زعمهما.
وذَكَرَت القناة 13 العبرية أن "الهجوم الإسرائيلي على غزة يكلِّف الجيش الإسرائيلي نحو 200 مليون شيكل (55 مليون دولار) يوميًّا، دون احتساب الخسائر الاقتصادية اليومية في إسرائيل". وأضافت أن تكلفة الصاروخ الواحد لمنظومة "القبة الحديدية" تبلغ 50 ألف دولار، أما "مقلاع داوود" فتصل تكلفة كل صاروخ فيها إلى نحو مليون دولار، ومن الجدير بالذِّكر أن جيش الاحتلال زعم أن المنظومة الأخيرة اعترضت صاروخين فلسطينيَّين فوق منطقة "غوش دان" وجنوبي القدس المحتلة.
لمطالعة التقرير كاملاً اضغط هنا