Menu

في الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية

بالصورالأردن: دائرتا الإعلام والثقافة والتثقيف الحزبي تقيمان ندوة حوارية

الأردن _ بوابة الهدف

نظمت دائرتا الثقافة والاعلام في حزب الوحدة الشعبية، يوم الأحد الماضي، ندوة حوارية في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة تحت عنوان "75 عامًا على النكبة.. المقاومة مستمرة والصغار لاينسون".

وافتتح عضو المكتب السياسي ومسؤول دائرة الثقافة والتثقيف الحزبي د. موسى العزب، الفعالية بتكريم الشهداء، قائلًا "النكبة لم تكن كارثة طبيعية، بل غزوة استعمارية صهيونية ظالمة ل فلسطين قلب الوطن العربي الذي يربط حاضره مع مستقبلة وجناحه الأيمن مع الأيسر".

وقدم د.موسى المحاضرين، واعاد للذاكرة  مقولة بن غوريون المقيتة التي أطلقها بعيد اعلان تأسيس الكيان "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وأنّه مر على ذلك أكثر من سبعة عقود تخللها عدد من الحروب والمؤامرات والهزائم، ولكن أيضًا عدد من الانتفاضات والمعارك المشرفة والصمود والانتصارات، والنضال يستمر".

وأضاف العزب، أنّ "مقولة بن غوريون كانت محاولة لكي الوعي تمهيدا لاقتلاع وحذف فلسطين بثقافاتها وهويتها وموروثاتها من الوعي الجمعي العربي، لكنّ مقولة بن غوريون فشلت والصغار لم ينسون، وسائرون على طريق التحرير والعودة".

بدوره، قال الخبير والمستشار في القانون الدولي، وعضو مجلس أمناء جامعة بيرزيت د. أنيس قاسم، إنّه "علينا استخلاص الدروس من هذه النكبة، مضيفًا "الدرس الأول من تجربة نكبة 48:  استفاد الشعب الفلسطيني في نكسة 67 بإصراره على تمسكه بالأرض ولم يهاجر، ومازال يتعلم ذلك في مخيمات اللجوء".

وتابع قاسم: "الدرس الثاني: في 48 اعتمدنا على الجيوش العربية وكنا نعتقد بأنها جيوش عربية، وأنها تمتلك القوة والردع، ولكننا تعلمنا الاعتماد على الذات، وهذا ما تعلمته المقاومة الفلسطينية عبر مسيرتها؛ التمسك بالأرض، والاعتماد على الذات".

وأكد قاسم على أهمية عنصر الديمقراطية في العلاقات الفلسطينية البينية، لأنّ غياب الديمقراطية سبب لنا الكثير من المشاكل والخسائر، وأصبح قرار 242 قيدًا على الشعب الفلسطيني، للأسف لم يكن هناك من يجرأ على رفع الصوت ضد اعلان دولة فلسطين الوهمي في الجزائر، ويجب أن يكون للجماهير القول الفصل في قضاياها الحيوية.

وأوضّح قاسم، أنّ "الكبار ماتوا وبدأ الصغار يعون ويتعلمون، وأن شعبنا أنتج شيئا هاما في مسيرته اعادته الى الخريطة السياسية في العالم وهو بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإقرار الميثاق الوطني الفلسطيني، وشكلت المنظمة سابقة دولية. وتم تأكيد بأن الاستعمار الصهيوني هو غزوة استعمارية، ومازال الميثاق الوطني يشكل العقد الاجتماعي للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".

ولفت إلى أنّ قرار الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مراقب لم يمس ولم يؤثر على الحقوق التي اكتسبتها م.ت.ف، وهذا يعني بأن الاولوية بقيت للمنظمة، وأنّ هذه المكتسبات الشعبية أُجهضت بطعنة من القيادة التي فاوضت ووقعت على اتفاقيات أوسلو والتي شكلت الفصل الثاني من مأساة النكبة، حرمت الشعب من جميع حقوقه وأن الأولوية الآن هي للإطاحة بالاتفاقية ومحاكمة من وقع.

وأشار قاسم، إلى أنّ "هناك محاولات تيئيس لتثبيط النضال الفلسطيني ولكن الشعوب الحرة ناضلت ولم ترضخ وانتصرت في كل مواقع النضال برغم كل الصعوبات والتحديات. وأثبت الكف الشعبي بأنّه يستطيع أن يواجه مخرز جبروت الاستعمار".

وقال قاسم: "صحيح بأنّ الانقسام في الساحة الفلسطينية قد أضر بشعبنا ولكن الانقسام الحقيقي ليس الحاصل بين فتح وحماس.. حقيقة الانقسام في هو الواقع، بين الطغمة التي تقود شعبها على التنسيق الأمني، والفصائل والقوى الأخرى، وهذا لم يحصل في 2006 فحسب وإنّما منذ توقيع أوسلو وتصدي السلطة بشكل عنيف لمعارضي الاتفاق بالارتكاز على كهنوت جديد في الساحة الفلسطينية الذي يسمى بالتنسيق الامني والذي يعتبر بكل المقاييس عملية تجسس خيانية".

وختم قاسم حديثه، بأنّ "الدرس الأهم هو فهم لطبيعة العدو الصهيوني والتي تختلف عن طبيعة الاستعمارات الاخرى حيث يتصف الاستعمار الصهيوني بأنه استعمار احتلالي / اقتلاعي / فصل عنصري".

وبعد انتهاء مداخلة ضيف الندوة د. أنيس قاسم رحب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الأردني الدكتور سعيد ذياب بالحضور، مقدمًا شكره لضيف الندوة على مشاركته القيمة بما قدمه من معلومات مهمة.
وقال ذياب: "في هذه الذكرى يحضرنا أكثر من موضوع وأكثر من قضية، لكن قبل أن أبدأ ذكرتني إحدى الرفيقات في هذه المناسبة، بأن الحكيم الدكتور جورج حبش كان يستعمل تعبير: الرفض بدلاً من النكبة، وأنه يجب تحويل هذه الذكرى إلى منصة، ونقطة انطلاق لتعزيز نضالنا في مواجهة هذه النكبة".

وأضاف ذياب، أنّ "النكبة، شكلت أحداثا جسيمة وخطيرة، أبرز حدث في القرن العشرين، حيث سنين طويلة مرت صعودًا وهبوطًا، وقد لا نستطيع الإلمام والحديث حول هذا الموضوع بكامل تفاصيله، ولكن يبرز سؤال: ماذا نريد ونحن نتحدث عن النكبة؟".

وأكّد الأمين العام في حديثه، أنّ "اللحظة السياسية الآنية، حيث التطبيع ومعاهدات السلام، تفرض علينا أن نسلط الضوء عليها، كما أن النكبة ليست محصورة في جغرافية فلسطين، هي نكبة للأمة العربية، ومن لا يريد أن يرى ذلك، لنستحضر سويا العناصر والقوى التي ساهمت بإقامة هذا الكيان وما هي الأدوار المنوطة بها؟ عندها سندرك جيدًا"، مشيرًا إلى أنّ "المواجهة مع هذا العدو يجب وبالضرورة أن تكون مواجهة قومية وألا تكون مقتصرة على الشعب الفلسطيني، ما يعني عندما يفزع الموريتاني مع الفلسطيني، فهذا ليس مجرد كرم أخلاق، بل هو يدافع بدوره عن سيادة واستقلال موريتانيا".

وتابع ذياب: "بعد إتفاق كامب ديفيد، قال المصريون للسادات: "إحنا كسبنا سينا، بس خسرنا مصر"، حيث أنّ هذا صحيح بالعمق وهذه الأنظمة واهمة عندما تعتقد بأنّها من خلال هذه الاتفاقيات ستعيش بأمن وسلام مع هذا الكيان، وحتى نفهم بشكل أعمق، علينا الاستدلال بالتاريخ والنداءات الموجهة لليهود للتجمع في فلسطين لإنشاء دولة تحمي المصالح البريطانية".

واستكمل، أنّ "المحطات في بريطانيا نفسها، واهتمامها بإقامة كيان في المنطقة دفعها لخلق جمعيات، وإنشاء صناديق، ووضع موازنات كبيرة وترتيب زيارات من أجل ذلك، من جمعية أحباء صهيون، إلى الحركة الصهيونية، ولا ننسى نداء نابليون لليهود، ولم يكن هذا تعاطفًا مع اليهود، بقدر ما هو دعوة لتأسيس لكيان استعماري، يقسم المنطقة، ويمنع توحد شعوبها ويقيم الحواجز بين دولها، ويفرض وظيفة شرطي المنطقة، لمنع نهوض الأمة".
ولفت ذياب، إلى أنّه "على هذا المسار جاءت اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، مما يدلل على خطورة المخطط الحقيقي وتبعاته وأن على الجميع أن يدركوا بأن هذا الكيان بعد أن ينجز مهمته في فلسطين ستتكشف أطماعه باتجاه المنطقة العربية والأنظمة العربية".

واستهجن الأمين العام في خضم ذكرى النكبة 75، استهجانه من حجم الصدمة والقهر عندما تأتي الإمارات وبكل وقاحة، لتقيم احتفالا ًبذكرى إعلان الكيان في ظل ما تمر به الأمة العربية من ظروف صعبة للغاية.

واختتم ذياب حديثه بأنّ "النكبة ليست مجرد حدث رغم ضخامتها فهي مسار، وبهذا المفهوم جاء طرح قسطنطين زريق، فالحدث الكارثة لم يأتي بين يوم وليلة، بل كان لها مقدمات وعوامل، وما تزال مفاعيلها تتواتر، وارتداداتها تفرض حضورها في أرض الواقع، إلا أن الشعب الفلسطيني بصموده ونضاله، استطاع النجاح في كبح جماح هذا المسار، وفرملة استمرارية مفهوم النكبة الشامل، والبدء في عكس اتجاهه".

وفي نهاية الفعالية، فتح المجال للحضور لتقديم ملاحظاتهم وأسئلتهم على المحاضرين، وتم الرد عليها.

1.JPG
2.JPG
3.JPG
4.JPG
5.JPG
67.JPG
8.JPG
9.JPG
11.JPG
10.JPG