Menu

أدوات المواجهة: عدوان قادم

بوابة الهدف الإخبارية

خاص _ بوابة الهدف

يبحث العدو الصهيوني عن نقطة انطلاق لحربه على شعبنا، وكل ما قام به خلال الشهور الثلاثة الأخيرة ليس إلا خليط من مناورات يحاول فيها الوصول لظرف مثالي لإطلاق موجة عدوان أكبر على شعبنا سواء في فلسطين أو لبنان.

من المؤكد أن قوى المقاومة أدركت ذلك مبكرًا وعملت بالعديد من التدابير لردع هذا العدوان، بل والحيلولة دون وقوعه، ولم تنطلِ عليها أي من محاولات التغطية والتمويه على الأهداف الكبرى للموجة العدوانية القادمة، وهي لم تبدأ الاستعداد لهذا النوع من المواجهة منذ أسابيع أو أشهر، بل هذا ما تمحور عليه عملها منذ سنوات.

ما يعيق العدو عن بدأ موجته العدوانية ليس فقط افتقاده لمباغتة كبرى يريد أن يبدأ بها الحرب، ولكن أيضًا ضعف عوامل الثقة بما يمكن أن تسفر عنه هذه الحرب، والطريق الطويل الذي سار فيه جيش العدو للتخلص من مخاوف خوض مواجهة برية كاملة مع قوى المقاومة على أي من الجبهات، وهو ما قاده لاشتقاق سيناريوهات وبدائل عملياتية على غرار ما اصطلح عليه "المعركة ما بين الحروب".

نعم لا يثق جيش العدو أن جنوده وضباطه وجنرالاته سيكونون قادرون حقًا على القتال في ظرف صعب، دربوا جنودهم على قتلنا في شوارع الضفة المحتلة، ولكنهم أيضًا قتلوا وارتدوا خائبين في أكثر من جولة في مواجهة أفراد أو مجموعات قلة من الفرسان الفدائيين في الضفة، وحاولوا الحصول على تفوق استخباري في بيئة الحرب، ولكن اتضح لهم أن هذا الحلم قد انتهى منذ زمن طويل، وأنه حتى في حرب الاستخبارات والمعلومات فقد بات الأمر سجال، وفي مرات كثر تدور الدائرة على العدو.

مع أهمية كل هذا الاستعداد المقاوم، تبقى القيمة الكبرى في كفة قوى المواجهة والصمود هي قيمة الفعل الجماهيري، أي قدرة الجماهير العربية والفلسطينية خارج فلسطين المحتلة على تشكيل حالة جماهيرية ضاغطة ورادعة لمؤيدي وحلفاء الكيان، وأيضًا قدرة الكل الفلسطيني داخل الأرض المحتلة على ابتداع بدائل جماهيرية، قادرة على حشد الفعل الجماهيري وتنظيمه وتسليطه لاستنزاف العدو وافشال مخططاته.

إن مهمة الفعل الجماهيري والسياسي لا يجب أن تنتظر شروع العدو في موجات عدوانية جديدة، بل إنها واجبة الآن، كما أن مهمات مواجهة العدوان لا تقتصر على المقاوم المسلح، بل أيضا على كل فلسطيني قادر على الإسهام بالفعل، والأهم على تلك الأجسام والبنى المنظمة التي أنتجها شعبنا وطور وجودها كأدوات لفعله الجماعي، أي تلك الفصائل والبنى التنظيمية والمؤسسات والجمعيات والأطر الحقوقية والنقابية والأهلية على اختلافها.

على غرار غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، نحن اليوم بأمس الحاجة لغرفة عمليات وطنية، تضم هذا الطيف الواسع من البنى والمؤسسات والمكونات السياسية والجماهيرية والأهلية، تكون مهمتها الأساسية هي مواجهة العدوان والاسهام في ردعه، وأيضًا التأسيس لدور وفعل وبنى وحدوية فلسطينية، تشكل جزءًا من أدوات تجاوز الانقسام واستعادة الوحدة في خندق المواجهة مع العدو الصهيوني.