أطلق عدد من "النشطاء المغاربة" مبادرة في صيغة ملتمس قانوني في المجال التشريعي يسعى إلى منح أبناء وأحفاد اليهود المغاربة المهاجرين "لإسرائيل" الجنسية المغربية.
وجرى إطلاق هذا الملتمس عبر ما يسمى البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة، ووضع نسخة منه لدى رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، حيث يتطلب الملتمس جمع 20 ألف توقيع من أجل دراسته والبت فيه من طرف البرلمان داخل أجل ستين يوماً.
وقال الحسين بنمسعود، وكيل الملتمس، إن المبادرة تسعى إلى “الحفاظ على الرابطة بين اليهود من أصل مغربي وأمير المؤمنين (ملك المغرب) ووطن آبائهم وأجدادهم من خلال إعادة الجنسية المغربية للأجيال التي فقدتها”.
وذكر وكيل الملتمس أن “اليهود والمسلمون عاشوا معا في المملكة المغربية في تناغم تحت ظل أمير المؤمنين (الملك المغربي)، وتقاسموا الصعاب والإنجازات نفسها، منذ الطرد الإسباني إلى ثورة الملك والشعب، والاستقلال والمسيرة الخضراء، وإلى مراسيم قسم الولاء، ونجاح المغرب في كأس العالم أواخر السنة الماضية”.
وينص الملتمس القانوني على منح الجنسية المغربية لجميع اليهود المغاربة الذين سبق لهم أن تنازلوا عنها، ولجميع أولادهم وأحفادهم، على أن تتلقى المصالح الخارجية لوزارة الداخلية طلبات في هذا الصدد من المعنيين بالأمر داخل المغرب، ولدى المصالح القنصلية بالنسبة للمقيمين خارج البلاد.
ويقترح أصحاب المبادرة أن تعمل الدولة على توفير مختلف التسهيلات والإمكانيات والموارد لإدماج أبناء وأحفاد اليهود المغاربة في الحياة الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والاجتماعية.
ويسعى أصحاب الملتمس أيضاً إلى إحداث هيئة وطنية مستقلة متمتعة بالشخصية المعنوية تعنى بالشؤون الدينية لليهود المغاربة، والعمل على استرجاع الحقوق الاقتصادية والمالية والثقافية للجالية اليهودية المغربية التي تم الإضرار بها عند مغادرتهم المغرب جماعةً.
وجرى وضع الملتمس التشريعي لدى مكتب مجلس النواب، ويأتي تزامناً مع زيارة يقوم بها رئيس برلمان العدو الإسرائيلي "الكنيست" أمير أوحنا، إلى المغرب، اليوم الأربعاء 7 يونيو الجاري، وهو من أصول مغربية.
يوم أمس، أكّدت السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين، أنّ "تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية - "الاسرائيلية" السيئة الذكر، في منتصف شهر مايو المنصرم، لم يكن سوى مقدمة وجزءًا من الترتيبات الأولية لزيارة رئيس الكنيست "الإسرائيلي" لبلادنا يوم الأربعاء بدعوة من رئيس مجلس النواب".
وقالت الجبهة المغربية في بيانٍ لها، إنّ "هذه الزيارة تأتي في إطار تكثيف وتسريع خطوات التحالف بين النظام المخزني والكيان الصهيوني، هذا التحالف الذي أصبح وثيقًا للغاية وشاملاً لكل المجالات دون استثناء".
وأعلنت الجبهة المغربية، أنّها ستناهض هذه الزيارة بأشكال ومبادرات نضالية مختلفة وعلى رأسها تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان يوم غدٍ في تمام الساعة السابعة مساء (19:00).
وفي أواخر عام 2020، أعاد المغرب تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، في صفقةٍ قادها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وذلك خلال آخر أيّام ولايته، وشملت الإعلان عن اعتراف أمريكا، في المقابل، بسيادة المغرب على الصحراء.