Menu

​​​​​​​مركز عروبة يصدر تقدير موقف عن محفِّزات ومثبِّطات نجاح مساعي التهدئة في غزة

تفجير احياء سكنية كاملة في غزة

بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

 محفِّزات ومثبِّطات نجاح مساعي التهدئة في غزة | تقدير موقف

 [ملخص]

إشارات متباينة

في رسالةٍ حَملَت ملامحَ تفاؤل، أكَّد إسماعيل هنية أن حماس استلمَت مقترحاتِ مؤتمرِ باريس، وأنَّها منفتحةٌ على مناقَشة أية مبادرات جدية تقضي بإعادة الإعمار وإنجاز تبادلِ جدِّيٍّ للأسرى، وأنَّ الأولوية وقف العدوان على غزة وسحب قوات الاحتلال خارج القطاع.

• تلَا الرسالةَ وصولُ هنية إلى مصر لمناقشة الأفكار الجاري تبادلها، وتأكيدُ الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الخيار الأساسي يتمثل بالوقف الشامل للعدوان قبل مناقشة أية مبادرات.

• انقسمت الساحةُ السياسيةُ "الإسرائيلية" بين التأييد والمعارَضة، فوَعدَ "لابيد" بتشكيل شبكة أمان للحكومة في حال قررت الذهاب إلى خيار يتضمن إطلاق سراح الأسرى، وهدَّدَ "سموتريتش" و"بن غفير" بأن تكون الصفقةُ نهايةَ الائتلاف الحكومي، وتمسَّكَ "نتنياهو" بتصريحاته بشأن رفض أية حلول لا تتضمن تحقيقَ أهدافِ الحربِ و"نصرًا حاسمًا" على المقاومة في غزة.

• عبَّرَت الولايات المتحدة عن تفاؤل مُفرِط بشأن نجاح المباحثات "الجدية" الحالية، التي ترى فيها أفقًا لـ"وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة.

 أهم المحفِّزات لدى المقاومة للوصول إلى اتفاق:

▪︎ أوضاع سكان قطاع غزة الإنسانية الصعبة جدًّا في ظل استمرار التهجير لمدة ستتجاوز أربعة شهور.

▪︎ حالة الاستنزاف القصوى للمقاومة ومواردها بعد القتال المستمر منذ نحو أربعة شهور.

▪︎ حالة الزخم التي سيُحدثها إطلاق سراح الآلاف من الأسرى من سجون الاحتلال.

▪︎ تدشين مسار جدي للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار.

▪︎ الحاجة المُلحَّة لعودة السكان إلى منازلهم قبل حلول شهر رمضان، لما من شأنه تخفيف حالة الضغط الكبير على المجتمع الغزي والحاضنة الشعبية للمقاومة.

 أهم المثبِّطات لدى المقاومة للوصول إلى اتفاق:

▪︎ احتمالية عدم الإيفاء بأن يُشكِّل المسارُ الحاليُّ مسارًا جديًّا لوقف نهائي لإطلاق النار.

▪︎ عدم التزام الاحتلال بشروط المراحل المنصوص عليها، على غرار تجربة الهدنة السابقة.

▪︎ عدم وجود وَحدة موقف لدى فصائل المقاومة حول الخوض في مسار التجزيء للاتفاقيات والتبادل.

▪︎ عدم وجود ملامح لأفق سياسي حقيقي في الأفكار المطروحة.

▪︎ احتمالية سعي الاحتلال إلى تنفيذ عملية غادرة لاغتيال قيادة المقاومة أو تحرير الأسرى بالقوة في خلال التهدئة.

▪︎ سعي الاحتلال إلى تخفيف أزمته الداخلية وضغط أهالي الأسرى واستئناف الحرب بشكل أقوى بعد إتمام جزء أساسي من التبادل.

▪︎ استعمال ذريعة وقف إطلاق النار غطاءً لتطبيع دول عربية جديدة مع الاحتلال، خاصةً السعودية.

▪︎ تشكيل الاتفاقِ فرصةً للاحتلال لتخفيف الضغط الدولي لوقف إطلاق النار.

 أهم المحفِّزات لدى الاحتلال للوصول إلى اتفاق:

▪︎ تخفيف الأزمة الداخلية ووطأة المعارَضة في مجلس الحرب وتهدئة أهالي الأسرى لدى المقاومة.

▪︎ الهروب من الضغط الدولي، وتمرير فترة الشهر الذي منحته محكمة العدل الدولية لتقديم "إسرائيل" تقريرها بشأن جرائم الإبادة في القطاع.

▪︎ تخفيف الضغط عن الإدارة الأمريكية، خصوصًا مع دخول موسم الانتخابات.

▪︎ عدم الوصول إلى وقفٍ واضحٍ لإطلاق النار، عبر تجزيء العملية والتمسك بمصطلح "الهدوء المؤقت"، ما يخفِّف من وطأة المعارضة الداخلية.

▪︎ إنهاء ملفِ الأسرى والضغطِ الذي يُشكِّله على عاتق الحكومة.

▪︎ السماح لرئيس الوزراء بالمناورة في ملف إيقاف الحرب.

▪︎ دافعية المعارَضة لإنجاز صفقة التبادل، وتأمينها شبكة أمان لبقاء "الليكود" في الحكم.

▪︎ السعي إلى تمرير شهر رمضان دون قتال ومذابح، في ضوء حساسية الشهر لدى جمهور المسلمين في العالم، وما سيُشكِّله من عاملَ ضغطٍ مضاعَفٍ متعددِ المستويات سواءٌ على الحراك التضامني مع الشعب الفلسطيني، أو احتمالات تفجُّر ساحات أخرى ودخولها بزخم أكبر في القتال، فتخشى "إسرائيل" من تحوُّلِه إلى فرصة لاندلاع أحداث ذات طابع انتفاضي في الضفة والداخل المحتل، وأما الأنظمة العربية فسيُشكِّل استمرار الحرب في شهر رمضان عاملَ ضغطٍ وإحراجٍ لها، وأما بخصوص الولايات المتحدة فيحتاج الحزب الديمقراطي إلى أصوات المسلمين والعرب لضمان جولة رئاسية جديدة لـ"بايدن".

▪︎ تجنُّب توسيع دائرة المواجَهة في الإقليم في ضوء تصاعُد عمليات "حزب الله" والحوثيين والمقاومة العراقية.

 أهم المثبِّطات لدى الاحتلال للوصول إلى اتفاق:

▪︎ الخلاف الداخلي الذي يهدِّد مستقبلَ الائتلاف الحكومي في ضوء المعارَضة الشديدة من "سموتريتش" و"بن غفير".

▪︎ التهديد المباشر لمستقبل "نتنياهو" الحكومي وإزاحة اليمين من مشهد الحكم وسط نتائج استطلاعات الرأي الحالية.

▪︎ عدم نجاح الاحتلال في حصد أيٍّ من أهداف الحرب.

▪︎ استحقاقات التحقيق الداخلي وتحمُّل المسؤوليات من المستويات السياسية والأمنية والعسكرية.

▪︎ عدم وجود صورة نصر واضحة يمكن أن يخطفها "نتنياهو" ليخرج من الحرب كمنتصر.

 التقدير:

• على الرغم من عدم نضوج رؤية حقيقية لمسارٍ حقيقيٍّ لإنهاء الحرب، تتلاقى محفِّزات الحاجة لهدوء في الفترة القادمة لدى كلٍّ من الاحتلال والمقاومة، إضافةً إلى الولايات المتحدة التي تعاني من ضغوط كبيرة على الصعيد الداخلي وموسم الانتخابات، وتزايد الاستهداف للمصالح الأمريكية في المنطقة، وارتفاع تكلفة حسابات الربح والخسارة لديها.

• على الرغم من حاجة المقاومة إلى الهدوء لتحسين الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع، سيُشكِّل الخوض في مسار تهدئة متجزئ ودون وقف كامل وشامل لإطلاق النار مخاطرةً كبيرةً لا تحظى بإجماع فصائل المقاومة، وهبوطًا بالسقف الذي تمسَّكَ لأشهر بِكَون الوقف الكامل لإطلاق النار المدخلَ الرئيسَ للتفاوض، وبالتالي فلا يمكن للمقاومة أن تقدِّم هذا التنازلَ بشكل كامل، بل أن تُبديَ مرونةً في حال وجود ضمانات دولية.

• بوصفِه عاملًا حاسمًا، تُشكِّل مضارَبات "نتنياهو" في البحث عن أفق لمستقبله السياسي المدخلَ الأبرزَ في تحديد مستقبل الحرب وإمكانية تشكيل المسار الحالي لمسار جدي للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل، فيما يُشكِّل موقفُ الولايات المتحدة عاملًا مهمًّا في حسم مصير الحرب، لما تملكه من أوراق ضغط يُمكن أن تُجبِر "نتنياهو" على تجاوز بحثه عن صورة نصر واضحة، والاكتفاء بما أفرَزَه الوضعُ الحاليُّ من نتائج ستحاول الولايات المتحدة إخراجَها بصورةٍ تضمن للاحتلال تسويقَها على أنها تحقيقٌ لأهداف الحرب.

برنامج الإنتاج المعرفي

مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي

*31-1-2024م*