انعقدت الدورة الثالثة والثلاثون للمؤتمر القومي العربي في الفترة من 31 أيار وحتى 2 حزيران 2024 في بيروت، بمشاركة نحو( 250) شخصية عربية من الأقطار العربية والمهاجر، وناقش المؤتمرون الأوضاع الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية في ظل ملحمة "طُوفان الأقصى"، كما ناقشوا الأزمة السودانية، وحاضر ومستقبل المشروع النهضوي العربي، وبعد حوار ونقاش معمق خلص المؤتمر إلى التالي:
- يثمن المؤتمر نضالات المقاومة الفلسطينية ومجاهداتها، ويقدر عالياً جهود كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس ، وكافة الفصائل الفلسطينية التي صنعت واقعاً جديداً في معادلة الصراع العربي- الصهيوني من خلال ملحمة "طُوفان الأقصى" التي حملت القضية الفلسطينية إلى أفق جديد، وفرضت من خلالها معادلات جديدة ألقت بظلالها على مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية وصنعت مناخاً ومزاجاً عالمياً مناصراً لفلسطين وقضاياها العادلة.
- يعتبر المؤتمر أن صمود الشعب الفلسطيني في كل فلسطين بجغرافيتها التاريخية، وبشكل خاص في غزة قد عبّر عن أصالة الشعب الفلسطيني، وعن إيمانه العميق بقضيته المحقة والعادلة، وأنه بهذا الصمود الأسطوري أسهم إسهاماً عظيماً في دفع جهود المقاومة وعظّم قدراتها، كما عظّم الثقة في قدرتها على تحقيق النصر المؤزر الذي سيعيد فلسطين إلى أهلها، وسيمكن من التعجيل باستكمال التحرير وإقامة دولة فلسطين من النهر إلى البحر، وستعود القدس عاصمة أبدية لها، وستعود المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى الفلسطينيين آمنة.
- يدين ويستنكر الهجمات المسعورة التي تنفّذها ميليشيات المستوطنين، على أبناء شعبنا المرابط في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية، والاعتداءات الهمجية على المواطنين وأراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم؛ واقتحامات وإعدامات الجيش الصهيوني لأبناء شعبنا، والتي تتم بإشراف مباشر من حكومة المستوطنين الفاشية، ويعتبر المؤتمر أن هذه الانتهاكات تمثل جرائم حرب موصوفة يرتكبها العدو الصهيوني، بإطلاق قطعان مستوطنيه ليعيثوا فساداً في الأرض الفلسطينية، في سياق مخططه الرامي إلى الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية وطرد وتهجير أهلها منها، والمؤتمر إذ ينبه الرأي العام إلى تلك الجرائم والانتهاكات، يجدد تحيته للمقاومة الفلسطينية في غزة، ويحي بطولاتها وبسالتها.
- يُعبر المؤتمر عن تقديره الكبير لجهود المقاومة الاسلامية في لبنان، وجهود اليمن والعراق وسورية وصمودهم، ويعتبر أن قرارها القاضي بمناصرة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني قرار استثنائي جسد مشروع وحدة الأمة، ووحدة ساحات المقاومة، وعبر عن وعي استراتيجي عميق وعن شجاعة فائقة.
- يُثني المؤتمر على دور الجمهورية الإسلامية في إيران، الداعم للمقاومة في فلسطين، وللشعب الفلسطيني.
- يُحيي المؤتمر الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، ويدعو إلى إطلاق سراحهم فوراً ودون إبطاء، كما يدعو إلى إطلاق سراح كل سجناء الرأي الشرفاء في كل مكان.
- يدعو المؤتمر إلى حشد الطاقات العربية كافة من أجل دعم صمود غزة، وإغاثتها، وتوفير إحتياجاتها من الغذاء والدواء وضرورات الحياة، وفك الحصار الصهيوني المضروب عليها.
- يدعو المؤتمر الشعب العربي ومنظماته الأهلية والطوعية والسياسية إلى أوسع إنخراط في خدمة فلسطين وغزة من خلال المبادرات التي أعلنها المؤتمر، كما يدعو إلى التفاعل البناء مع صندوق دعم فلسطين.
- دعوة الفصائل الفلسطينية كافة إلى استثمار هذه التضحيات والمتغيرات الكبيرة لصالح قضية فلسطين، والمضي قدماً نحو إنجاز مشروع التحرير والعودة الذي يتطلب وحدة وطنية تقوم على ثلاث ركائز، هي:-
تشكيل قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير لجميع القوى على أساس الميثاق الوطني الفلسطيني الأصيل.
تشكيل حكومة وفاق وطني في الضفة والقطاع بمرجعية وطنية متفق عليها.
إجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.
- يتوجه المؤتمر بالتقدير إلى كل الشعب العربي الذي ناصراً فلسطين وغزة في مواجهة العدوان الصهيوني.
- يٌحي المؤتمر المناصرة العالمية التي حظيت بها غزة في مواجهة حملات الابادة الصهيونية، ويخص بالذكر طلاب وأساتذة الجامعات في أمريكا وأوروبا وفي سائر بلاد العالم على مناصرتهم النوعية، ويدعو المؤتمر إلى تعظيم تلك الجهود وتطويرها من خلال تشكيل إطار عالمي يعمل على فرض قيم الحرية والعدالة في ظل نظام عالمي انتهك قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ويعمل على تكريس هيمنته وفرض أيديولوجيته على كل العالم دون مراعاة للخصوصيات الحضارية.
- يتوجه المؤتمر بأسمى آيات التقدير للجهود الرسمية لدولتي الجزائر وجنوب أفريقيا الصديقة، ويثمن دورهما في الحد من التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية، وجهودهما في تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية القانونية والسياسية عن جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وجره إلى ساحات العدالة، ويحي جهود الدولتين الهادفة إلى حشد التأييد الدولي لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
- يُحي المؤتمر الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وتلك التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ويدين المؤتمر الدول التي تدعم الكيان الصهيوني بالموقف السياسي، أو بالدعم المادي والعسكري، ويعتبرها شريكة في جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية.
- يُحي المؤتمر جهود الإعلام الحر الذي كشف الطبيعة الإجرامية للصهيونية، وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية، ويخص بالثناء إعلام المقاومة، وإعلام الحقيقة، وسائر الوسائل الإعلامية التي عكست بصدق الصورة الحقيقية لما يجري في غزة.
- يقدر المؤتمر الدور التاريخي الذي تضطلع به المنظمات العربية والدولية العاملة في مجال مقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية، كما يعبر عن تقديره لجهود المنظمات العربية العاملة في مجال مقاومة التطبيع، ويدعو إلى تعزيز جهود كافة المنظومات العالمة في مجالي المقاطعة ومقاومة التطبيع بعد أن تأكدت جدوى جهودها وتأثيراتها المعتبرة على أكثر من صعيد.
- يؤكد المؤتمر على موقفه الداعم لسورية في مواجهة العدوان الخارجي الذي تتعرض له منذ 13 عاماً، ويؤكد دعمه لوحدة سورية وهويتها، واستقلالها، وسيادتها على كل ترابها الوطني، ويجدد إدانته للاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي لأراض سورية.
- يُجدد المؤتمر موقفه المعلن في بيان دورته السابقة من الأزمة السودانية، ويؤكد وقوفه إلى جانب السودان في مواجهة العدوان الذي دخل عامه الثاني، ويعتبر أن الحرب في السودان وعليه تهدف إلى بسط هيمنة غربية-صهيونية عليه، كما تهدف إلى إعادة هندسة الأوضاع فيه من خلال عمليات طرد وتهجير السكان الأصليين، وتوطين مستوطنين جيء بهم من دول وسط وغرب وشمال أفريقيا التي جُلب منها آلاف المرتزقة للمشاركة في عمليات القتال لصالح مشروع الاستعمار والهيمنة والاستيطان، ويحمل المؤتمر الدول المشاركة في الحرب بالتمويل والرعاية وحشد المرتزقة، وتوفير الدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع المسؤولية القانونية والسياسية عن هذه الحرب التي تستهدف الأمن القومي العربي بشكل مباشر.
- يجدد المؤتمر التأكيد على أهمية المشروع النهضوي العربي، ودوره المنتظر في تحقيق النهضة العربية، ويعتبر أن ملحمة "طُوفان الأقصى" قد وفرت معطيات ايجابية جديدة تمكن من تقوية هذا المشروع وتعزيز قدراته، ويدعو المؤتمر إلى تطويره ليواكب هذه المتغيرات، والافادة منها في تعزيز قدرته في مواجهة التحديات والمهددات، وفي فتح آفاق المستقبل أمام الأمة العربية لتتمكن من تحقيق التطلعات المشروعة في التطور والتقدم والازدهار، ولتستأنف دورها التاريخي في البناء والإعمار الحضاري الكوني.
إن المؤتمر القومي العربي يؤكد على ضرورة تعظيم الدور الشعبي لمناصرة فلسطين، وفي هذا السياق يؤكد المؤتمر مواصلة جهده في بناء جبهة شعبية عربية وجبهة شعبية عالمية تضع قضية فلسطين في قلب أجندتها، وفي مقدمة أولوياتها وإهتماماتها.
بيروت في 4/6/2024