Menu

الرفيق ماهر الطاهر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لـ(عرب جورنال):

حوارالدعم اليمني رفع معنويات المقاومين في غزة والضفة الغربية.

ماهر الطاهر

حاوره حلمي الكمالي

تزامناً مع التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.. تستضيف "عرب جورنال" مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، د ماهر الطاهر، للوقوف عن دوافع هذا التصعيد وتداعياته الخطيرة على الداخل الفلسطيني، في ظل التصعيد الصهيوني المماثل في القدس المحتلة، ومحاولات بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى. ويناقش الحوار إحراج حماس لأمريكا والمجتمع الدولي بقبولها لمقترح بايدن والذي تراجع عنه نتنياهو لاحقاً. كما يناقش الحوار عدد من الملفات الساخنة المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى وعلى رأسها الجبهة اليمنية.

 

 

_ هناك تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وقد دعا وزير خارجية الاحتلال إلى إخلاء مخيمات الضفة، إلا أننا في الوقت ذاته نشهد تصاعداً ملحوضاً في الأعمال القتالية للمقاومة في معظم مدن الضفة.. أي تداعيات خطيرة لهذا التصعيد الصهيوني؟ وأي دلالات استراتيجية لتصاعد العمل المقاوم في الضفة رغم كل هذا العدوان والتصعيد؟ وهل تعتقدون أن ما يحدث هو بداية لانفجار ثورة مسلحة في هذه الجبهة؟ وما علاقة ما يحدث في الضفة بتطورات المعركة في غزة؟

نعم هناك تصعيد صهيوني غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لأن الكيان الصهيوني يستهدف السيطرة الكاملة على الضفة وعلى مدينة القدس، وأصبحنا أمام أكثر من مليون مستوطن على أرض الضفة الفلسطينية.

هناك مخطط خطير يستهدف تهجير أهلنا من الضفة الفلسطينية، ولذلك يقومون بهذا العدوان الواسع ويجرفون الأرض، ويحاولون تدمير المخيمات، لأن مخططهم الحقيقي هو تهجير أهلنا من أرضهم وديارهم.

وأود الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح دونالد ترامب عندما التقى بالمجرم نتنياهو في الولايات المتحدة الأمريكية عندما ذهب الأخير إلى الكونجرس أدلى ترامب بتصريح قال فيه إن مساحة الكيان الإسرائيلي صغيرة وهي بحاجة إلى التوسع. ومعلوماتنا أن ترامب تعهد لنتنياهو بأنه في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية سوف يوافق على ضم الضفة الفلسطينية بشكل كامل إلى الكيان الصهيوني.

إذا نحن أمام مخطط خطير يستهدف فعلاً السيطرة الكاملة على الضفة، ولذلك يقومون بهذا العدوان الصهيوني غير المسبوق على الشعب الفلسطيني.

وهذا يؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى والهجوم الذي قامت به حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، هذا يؤكد أن هذه العملية هي عملية دفاع عن النفس لأن الممارسات الصهيونية في الضفة سبقت بكثير ملحمة طوفان الأقصى، اعتداءات على المسجد الأقصى، اعتداءات على القدس، استيطان وتوسيع للاستيطان، ممارسة عمليات قتل من المستوطنين الصهاينة لأهلنا في الضفة، اعتقالات يومية وممارسات إرهابية متواصلة.

هذا يؤكد أن الذين أدعوا بأن ملحمة طوفان الأقصى كانت مغامرة، فهذا يؤكد زيف هذا الكلام، ويؤكد أن معركة طوفان الأقصى هي معركة الدفاع عن النفس لحماية أرضنا ومقدساتنا وشعبنا.

اليوم هناك فعلاً تداعيات خطيرة لهذا العدوان الصهيوني على الضفة الغربية، وشعبنا يمارس عملية مقاومة جدية وحقيقية في المخيمات الفلسطينية وفي الضفة الفلسطينية في التصدي لهذا العدوان.

ونحن كشعب فلسطيني ليس أمامنا من خيار إلا خيار المقاومة، وأقول بكل وضوح أن إغضاب الاستعمار أسهل بكثير من إرضائه. بدليل أنه بعد أن تم توقيع اتفاقات "أوسلو" الكارثية وتقديم تنازلات كبرى للعدو الصهيوني، والاعتراف بحقه في الوجود، ونبذ ما سمي بالعنف والإرهاب.

كل هذه السياسة وبعد ثلاثين عاماً من توقيع اتفاقات "أوسلو" ثبت بأن مطالب العدو لا حدود لها. وبالتالي إغضاب الإستعمار أسهل من ارضائه، لأن ارضائه سوف تكون نتيجته فقط الاستسلام وتقديم التنازلات. ولذلك نحن كشعب فلسطيني ليس أمامنا من خيار إلا المقاومة وتصعيد المقاومة.

العدو يريد أن يوجه رسالة لشعبنا من خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتوسيع العدوان الإرهابي الهمجي في الضفة، يريد أن يقول لشعبنا بأن خيار المقاومة ثمنه باهظ، ويريد إحداث كي بالوعي ال فلسطين ليقولوا لشعبنا بأن خياركم في المقاومة سيؤدي إلى أن تدفعوا ثمنا باهظا. ولكننا نقول لهم صحيح أننا ندفع ثمن ونقدم التضحيات والدماء، لكننا لا يمكن أن نركع ولا يمكن أن نستسلم. وبالتالي سنصعد خيار المقاومة، سنعمل بكل ما نستطيع لمواجهة هذا العدوان.

وأرى أن الأمور في الضفة الفلسطينية تسير باتجاه انفجار شامل وانتفاضة شاملة، لأن هذا هو الخيار الوحيد أمام شعبنا. ولا شك أن ما يجري في الضفة مرتبط ارتباطا وثيقا بما يجري في غزة.

فالعدوان على غزة وحرب الإبادة، يمارسها العدو وعيونه تتجه نحو الضفة الفلسطينية والقدس، لأنه يريد السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية.

نقول للعدو الصهيوني لسنا وحيدين في الميدان يقف إلى جانبنا محور المقاومة في اليمن العظيم، حزب الله، الجمهورية الاسلامية الإيرانية، سوريا، المقاومة العراقية، وهذا المحور تجذر، وأصبح حقيقة ساطعة.

وبالتالي، سنخوض هذه المعركة ضد الكيان الصهيوني حتى يتم تحرير كل ذرة تراب من أرضنا وديارنا وحتى يرتفع علم فلسطين فوق القدس عاصمتنا الأبدية.

يتوهم العدو أنه من خلال هذه الممارسات الإرهابية والعدوانية غير المسبوقة، أنه سيكسب إرادتنا، ونقول له هيهات منا الذلة، شعارنا النصر أو الشهادة، سنقاتل ونقاوم حتى يتم انتزاع كامل حقوقنا الوطنية وتحرير كامل ترابنا الوطن.

 

 

_ المتطرف الصهيوني بن غفير صرح مؤخراً أنه يدعم بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى .. أي خطوة خطيرة يسعى إليها العدو الصهيوني؟ ولماذا لا نرى رداً عربيا وإسلاميا قويا على الاستفزازت الإسرائيلية في المسجد الأقصى والتي تصاعدت بشكل رهيب خلال الآونة الأخيرة؟ وأي عواقب لهذا الصمت العربي والإسلامي أمام انتهاكات الكيان لحرمة المقدسات؟

مخططات العدو الصهيوني للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى مخططات قديمة جديدة. وأتذكر عندما تم إحراق المسجد الأقصى عام 1969، أن رئيسة الوزراء الصهيونية جولدامائير، قالت بتصريح إنها لم تنم في الليلة التي أحرق فيها المسجد الأقصى، لأنها كانت تعتقد أنه في صباح اليوم التالي سوف يستنفر العالم الاسلامي ويتصدى للعدو الصهيوني، لكنها فوجئت بصباح اليوم التالي أنه لم تحدث ردود فعل جدية في هذا العالم. وبالتالي اطمأنت وقالت إنه يبدو أن العالم الإسلامي لن يكون له ردود فعل جدية إزاء إحراق المسجد الأقصى.

واليوم عندما يصرح المجرم بن غفير بأنه يريد بناء كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المقدس، لا يتجرأون على قول ذلك لولا إدراكهم بأن رد الفعل العربي ورد الفعل الإسلامي، هو رد فعل لا يمثل مخاطر للعدو الصهيوني، ولذلك تجرأوا لإعلان مثل هذه التصريحات.

وفعلا نحن أمام خطر جدي يستهدف المسجد الأقصى وصولا إلى محاولة هدمه، لأنه مع الأسف لا يجدون فعل حقيقية من قبل مليار و800 مليون مسلم، ومن قبل 450 مليون عربي. ولا يجدون أي ردود فعل من النظام الرسمي العربي الذي يتفرج على المذابح التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، فبعضهم صامت وبعضهم متفرج وبعضهم متواطئ مع العدو في هذا النظام الرسمي العربي.

نقول بكل وضوح إن هذه الاستفزازات سوف تكون نتيجتها أن شعبنا الفلسطيني سيصعد من مقاومته وسيحمي المسجد الأقصى بلحمه الحي، رغم أن العالم الإسلامي يتفرج، والعالم العربي يتفرج، لكننا كشعب فلسطيني ومحور مقاومة سنتصدى لهذه المخططات، ونحبط هذه المخططات بدمائنا وبلحمنا الحي مهما كانت النتائج ومهما كانت التضحيات.

لكنني أريد أن أشير وبوضوح أن هناك خطر حقيقي يستهدف مدينة القدس ويستهدف الأقصى المبارك، وهذه المخططات الصهيونية تسير على قدم وساق.

لذلك أدعو شعبنا العربي في كل العواصم العربية، وندعو شعوب الامة الاسلامية أن تستيقظ وأن تعي أن هناك مخاطر جدية تستهدف مقدساتنا وأن تستيقظ لمواجهتها.

 

 

_ هل تعتقدون أن حماس أحرجت أمريكا والمجتمع الدولي بقبولها لمقترح بايدن والذي تراجع عنه نتنياهو لاحقا ؟ ولماذا يتماهى الأمريكي مع رغبات نتنياهو في استمرار الحرب وعرقلة الوصول لاتفاق إطلاق النار ؟ وما تداعيات استمرار هذه السياسة الأمريكية في دعم جرائم الإبادة الجماعية على أمن واستقرار المنطقة والعالم ؟

التكتيك الصهيوني والأمريكي منذ البداية كان أن يحملونا كمقاومة فلسطينية مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق، لكي يستمروا في مجازرهم ولكي يستمروا بحرب الإبادة ضد شعبنا، لكن حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تنسق فيما بينها، ونحن على تواصل دائم كجبهة شعبية لتحرير فلسطين مع الإخوة في حركة حماس والجهاد الإسلامي، ننسق بكافة القضايا المقاومة الفلسطينية.

وحركة حماس تصرفت بمسؤولية ووافقت على المقترح الذي قدمه بايدن، والذي قال إنه هو بالأساس مقترح "إسرائيل"، ولكن اتضح لاحقا أنهم يمارسون عمليات خداع وتضليل، لأنهم كانوا يفترضون أن المقاومة سترفض المقترح، وبالتالي ليحملوننا المسؤولية.

عندما تصرفت المقاومة بحكمة وبمسئولية وضعت الجانب الصهيوني والأمريكي في الزاوية، واتضح حقيقة مخططهم الذي كان يريد كسب المزيد من الوقت لاستمرار حرب الابادة.

وحقيقة الأمر أنه لا نتنياهو وحكومته، ولا الولايات المتحدة الأمريكية يريدون وقف إطلاق النار. وبالعكس نتنياهو في كل مرة كان يقدم مطالب جديدة وشروط جديدة بهدف إحباط المفاوضات وعدم الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وبالتالي اتضحت حقيقة السياسة الأمريكية المخادعة التي تقود حرب الإبادة ضد شعبنا، واتضح تماما أن الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة بايدن التي قدمت 50 ألف طن من الأسلحة للعدو الصهيوني، أنها حقيقةً هي من تدعم حرب الإبادة التي تمارس ضد شعبنا.

وهذا مما لا شك فيه سيؤثر على أمن واستقرار المنطقة والعالم، لأن نتنياهو يحاول جر الأمور إلى حرب إقليمية كبرى يورط فيها الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف ضرب إيران ومحور المقاومة.

لكن محور المقاومة يقظ ويعي حقيقة المخططات التي يستهدفها نتنياهو، والذي هو أجبن من أن يشن حرب شاملة ضد حزب الله أو إيران أو أنصار الله ، لأنه يدرك تماما أنه فقد هيبة وقوة الردع، وأنه لا يستطيع مفرده ككيان أن يواجه محور المقاومة، لذلك يريد جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية كبرى.

نحن نقول بأن المقاومة الفلسطينية تصرفت بمسئولية ولا زالت تتمسك بموقفها بأنه لابد من وقف شامل لإطلاق النار. ولا بد من الانسحاب الصهيوني الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك المعابر ومحور فيلادلفيا ونيتشريم، وأننا لا يمكن أن نقبل بأي بقاء لهذا العدو على أرض غزة.

نحن نتمسك بمطالبنا، ومطالبنا محقة وعادلة ومشروعة. ولذلك رفضت حماس والفصائل أن تشارك بمفاوضات هدفها الخداع والتضليل وكسب المزيد من الوقت، لكننا نتصرف بمسئولية، ونقول إننا على استعداد لأن نوافق على ما تم إعلانه يوم 2 يوليو، بالموافقة التي تم اعطائها على مقترح بايدن، ونرفض كل الشروط الجديدة التي يقدمها نتنياهو، وفي كل مرة يحاول أن يعرقل المفاوضات، ويقدم شروط جديدة، لأنه لا يريد وقف شامل لإطلاق النار.

نحن على استعداد للمواصلة الكفاح، لمواصلة المقاومة والصمود، لأن نتنياهو يتوهم بأن المقاومة التي صمدت 11 شهر، يقول ما لم نستطع تحقيقه بالقوة يمكن أن نحققه بمزيد من القوة ومزيداً من الإرهاب، ولكننا نقول لنتنياهو أن المزيد من القوة والإرهاب سنواجهه بالمزيد من الصمود والمزيد من المقاومة وإيقاع الخسائر بالعدو الصهيوني، ومقاومتنا مستمرة، وهي حتى الآن توقع خسائر حقيقية بصفوف قوات الاحتلال، وتستمر بقصف المستوطنات الإسرائيلية، وتوقع خسائر حقيقية بصفوف العدو.

 

 

_ مؤخراً كشفت وسائل إعلام غربية أن "إسرائيل" تسعى لبناء جدار على ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر.. هل تعتقدون أن الإسرائيلي يهدف من خلال التصعيد في فيلادلفيا لصرف الأنظار عمّا يحدث في غزة والمقايضة على ملفات مهمة منها وقف العدوان ورفع الحصار عنها؟ وما عواقب هذه الإجراءات الإسرائيلية على أمن واستقرار مصر بشكل عام ؟

المجرم نتنياهو وحكومته في محاولتهم للسيطرة على محور فيلادلفيا، الأمر لا يتعلق بالأمن، لأن وزير الحرب الصهيوني والعديد من القادة الصهاينة الأمنيين والعسكريين قالوا لنتنياهو بأننا يمكن أن ننسحب من ممر فيلادلفيا للوصول إلى صفقة يتم من خلالها إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، لكن نتنياهو في ذهنه أهداف سياسية، يريد احتلال قطاع غزة بطريقة أو بأخرى، وإيجاد موطئ قدم على المعابر وعلى محور فيلادلفيا، لأنه يريد الحفاظ على بقاء معين للقوات الصهيونية داخل قطاع غزة، ويعمل بأن لا يدخل أي إمدادات لقطاع غزة في المرحلة القادمة.

لذلك الهدف الأساسي بالنسبة لنتنياهو هو هدف سياسي، ونحن نقول إن هذا الأمر لا يمكن أن تقبل به المقاومة الفلسطينية بأي شكل من الأشكال.

موضوع المعابر أمر يتعلق بالجانب الفلسطيني والجانب المصري، ولا علاقة إطلاقاً للعدو والاحتلال الصهيوني بهذه المعابر. ويجب أن يتم هناك انسحاب كامل من هذه المعابر. ومصر رفضت المطالب الصهيونية بموضوع البقاء في محور فيلادلفيا، ونأمل من مصر موقف أكثر جرأة وأكثر وضوحا يقول للعدو الصهيوني بأن مصر لا يمكن أن تقبل بأي بقاء لا إلكتروني ولا تواجد مباشر ولا إجراءات تقنية لمراقبة المعابر.

وبالتالي نؤكد أن هذا المحور والمعابر هي شأن مصري خالص لا علاقة للعدو الصهيوني به بأي شكل من الأشكال.

 

 

_ اليمن يخوض معركة بحرية واسعة ضد "إسرائيل" والتحالف الأمريكي البريطاني من أجل غزة، وقد نجح في فرض حصار بحري خانق على الملاحة الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية.. كيف تنظرون لهذا الموقف اليمني الصامد رغم التحديات والتهديدات الأمريكية الغربية؟ وكيف يؤثر هذا الدعم اليمني بالنسبة لمعنويات المقاتلين الصامدين في وجه العدو بغزة ؟

بالنسبة للمعركة البحرية التي يخوضها أسود اليمن، فإن من أهم نتائج ملحمة الطوفان الأقصى ومفاجآتها الكبيرة التي فاجأت العالم كله، هو انخراط الشعب اليمني العظيم، وانخراط حركة أنصار الله بقيادة القائد الكبير السيد عبدالملك الحوثي، فدخولهم في هذه المعركة بكل قوة وتحديهم الواضح بكل شجاعة وإباء للولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية التي مارست التهديد والوعيد، والتي قامت بعمليات قصف لأهلنا في اليمن.

لكن اليمن الشامخ استمر بدعمه واسناده للمقاومة الفلسطينية، وأكد بأنه لا يمكن وقف هذا الاسناد بوقف المجزرة وحرب الإبادة في قطاع غزة، وقد نجح اليمن وأنصار الله في فرض حصار بحري خانق على الملاحة الصهيونية طوال الأشهر الماضية.

نحن ننظر لهذا الموقف اليمني بكل تقدير وبكل احترام، وشعبنا الفلسطيني لا يمكن أن ينسى هذه الوقفة المبدئية الشجاعة للشعب اليمني الشقيق، الشعب اليمني العظيم الذي فتح جبهة إسناد حقيقية ليس فقط ضد الكيان الصهيوني، بل ضد داعمي هذا الكيان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذا الدعم اليمني شكل حالة إسناد ورفع معنويات حقيقية لمقاتلينا على أرض قطاع غزة وعلى أرض الضفة الفلسطينية والقدس، لقد رفع معنويات شعبنا إلى السماء، لأن هذا الشعب شعر بشكل حقيقي وجدي بأنه ليس وحيداً في هذه المعركة، بل مسنوداً من محور المقاومة، مسنوداً من شعب اليمن وأنصار الله.

وسيسجل التاريخ هذا الموقف لليمن العظيم، وفعلاً استطعتم أن تسجلوا ملحمة مجد وصفحة مجد في تاريخ اليمن، وتاريخ الأمة.

فتحية لشعب اليمن الشقيق، تحية لحركة أنصار الله وعلى رأسها سماحة القائد العربي الكبير والقائد الإسلامي الكبير السيد عبدالملك الحوثي.

ونشد على أياديكم، ونقدر مواقفكم ونثمنها عاليا عاليا، ننحني إجلالا وإكبارا لشهدائكم الأبرار الذين رفعوا رأس شعب اليمن ورأس الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم عاليا عاليا، ونؤكد لكم بأننا سنلتقي معكم على أرض فلسطين المحررة من بحرها إلى نهرها.