Menu

اجتياح الضفة الغربية: تصعيد الاحتلال يمهد لنكبة جديدة

انتشار واسع لجيش الاحتلال في مخيمات الضفة الغربية، وكالات

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

في الأيام الأخيرة، شهدت الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا خطيرًا في العنف الإسرائيلي، حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات عسكرية مكثفة في مناطق مختلفة، خاصة في جنين والخليل. هذه التطورات تأتي في سياق حملة عسكرية شاملة تهدف إلى سحق المقاومة الفلسطينية وإضعاف القدرة العسكرية والتنظيمية للفصائل المقاومة في هذه المناطق.

في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، استشهد الشاب ليث مروان شواهنة وأصيب آخر بجروح خطيرة جراء قصف من مسيّرة إسرائيلية. يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الغارات التي تستهدف المدن والقرى الفلسطينية في شمال الضفة الغربية. القوات الإسرائيلية تستمر في اجتياح مدينة جنين لليوم السادس على التوالي، مخلّفةً دمارًا واسعًا في البنية التحتية للمدينة، حيث تقدر نسبة الدمار بنحو 70% من الطرقات والمنشآت الحيوية. فرض الاحتلال حصارًا شاملاً على المدينة، ما أجبر العديد من الأسر في مخيم جنين على النزوح القسري هربًا من الهجمات المتواصلة.

مدينة الخليل لم تكن بمنأى عن التصعيد، حيث شهدت عدة عمليات مقاومة نوعية نفذها فلسطينيون ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه. من بين هذه العمليات كانت عملية قرب حاجز ترقوميا، حيث أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة الإسرائيلية، بينما اغتال جيش الاحتلال منفذ العملية، الشهيد مهند العسود. هذه العمليات دفعت قوات الاحتلال إلى تصعيد اقتحاماتها في الخليل، ما أسفر عن اشتباكات عنيفة خاصة في محيط مقرّ المقاطعة.

إلى جانب هذه العمليات، اعتقلت قوات الاحتلال منذ بدء هذه الحملة العسكرية المكثفة أكثر من 130 فلسطينيًا في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس . الاعتقالات شملت أطفالًا، نساءً، وأسرى سابقين، في محاولة واضحة لقمع أي مقاومة محتملة. وفي حادثة مأساوية، استشهد المواطن أيمن راجح عابد من بلدة كفردان، جنين، بعد ساعات قليلة من اعتقاله على يد قوات الاحتلال، حيث تعرض للتعذيب الذي أدى إلى وفاته. يأتي اعتقال عابد في إطار الضغوط التي يمارسها الاحتلال على عائلات المقاومين لتسليم أبنائهم.

التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية لم يقتصر على الاعتقالات والاغتيالات، بل شمل أيضًا تدمير المنازل والبنية التحتية. في مخيم جنين، فجرت قوات الاحتلال منزل القيادي الأسير زكريا الزبيدي، في رسالة تهديد واضحة للفصائل الفلسطينية. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة إذنا غرب الخليل، ودير أبو ضعيف شرق جنين، ومخيم الجلزون شمال رام الله، حيث نفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة، ما أدى إلى مواجهات مع السكان المحليين.

الهجمات الإسرائيلية رافقتها اعتداءات من قبل المستوطنين، حيث قام مستوطنون بالاعتداء على عائلة فلسطينية شرق عقربا جنوب شرق نابلس، وسرقوا 300 رأس ماشية، في حين أصيب المواطن فؤاد غازي بني جامع بجروح خطيرة جراء الضرب المبرح.

وفي رام الله، أحبطت قوات الاحتلال محاولة تفجير سيارة مفخخة عند مدخل مستوطنة عطيرت، في حين واصلت قوات الاحتلال عمليات الهدم لمنازل الفلسطينيين بحجة البناء غير المرخص، حيث هدمت منزلًا في قرية الديوك شمال غربي أريحا.

هذه التطورات تشير إلى أن الضفة الغربية دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، حيث يسعى الاحتلال إلى تصعيد الضغوط العسكرية والأمنية على الفلسطينيين لإضعاف المقاومة. في المقابل، تواصل الفصائل الفلسطينية الرد على هذه الاعتداءات بعمليات مقاومة نوعية، ما ينبئ بمزيد من التوتر والعنف في الأيام القادمة. الوضع في الضفة الغربية يعكس حالة الغليان التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، مع تزايد عدد الشهداء والمعتقلين واستمرار عمليات الهدم والتدمير، وسط صمت دولي يفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني.