Menu

إبادة جماعية في الضفة

الضفة الغربية تحت النار: 39 شهيداً وعشرات الجرحى في مجازر إسرائيلية مستمرة

الجرفات الإسرائيلية في طوباس ٢٨ أغسطس الماضي، وكالات

خاص: الهدف الإخبارية - الضفة الغربية

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية الشاملة في الضفة الغربية، مستهدفاً مدنها وقراها بقصف جوي وبري، مع تشديد الحصار وقطع أوصال المناطق السكنية. تدخل هذه الحملة في يومها التاسع، وسط اشتباكات مستمرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مناطق عدة، لا سيما جنين وطولكرم وطوباس. تتواصل العمليات العسكرية بشكل متسارع، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية، بهدف إضعاف المقاومة الفلسطينية وتهجير السكان، ضمن حملة الإبادة المستمرة التي تنفذها حكومة الاحتلال.

منذ انطلاق الهجوم، ارتفعت حصيلة الشهداء في الضفة إلى 39 شهيداً، من بينهم أربعة سقطوا في مدينة طوباس ومخيم الفارعة، بعد تعرضهم لقصف مسيّرة إسرائيلية وإطلاق نار مباشر من الجنود. تزامناً مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد المصابين قد تجاوز 145 جريحاً، بعضهم في حالة حرجة، مما يرفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي إلى 685 شهيداً وأكثر من 5700 جريح.

لم تقتصر الجرائم الإسرائيلية على القتل، بل امتدت لتشمل حملات اعتقال واسعة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال منذ مساء الثلاثاء أكثر من 30 فلسطينياً، بينهم أطفال وأسرى سابقون. يُقدّر عدد المعتقلين منذ بدء الهجوم الأخير بأكثر من 180 شخصاً، في ظل غياب أي قدرة على توثيق جميع الحالات بسبب استمرار العمليات العسكرية خاصة في جنين.

يعيش سكان الضفة الغربية في ظل حصار محكم، حيث يمنع الاحتلال حركة التنقل بين المدن والقرى، ويواصل هدم المنازل وتدمير البنية التحتية، مع تهجير مئات العائلات الفلسطينية قسراً من منازلها في جنين ومحيطها. لا يجد الفلسطينيون في الضفة أي ملجأ من قصف الطائرات وعمليات الدهم التي تطال المنازل والمستشفيات على حد سواء.

في طوباس، شيّعت جثامين الشهداء الأربعة أحمد فواز فايز أبو دواس، ومحمد عوض سالم أبو جمعة، وقصي مجدي عبد الله عبد الرازق، ومحمد نظمي أبو زاغة، وسط حالة من الحزن والغضب الشعبي. انطلقت مسيرات التشييع من أمام المستشفى التركي في طوباس، ثم تم نقل الشهداء إلى منازلهم لأداء صلاة الجنازة قبل دفنهم في مقابر المدينة ومخيم الفارعة. وفي مشهد يختزل الألم والمرارة، تجمهر المئات من المواطنين للمشاركة في وداع الشهداء الذين سقطوا في مواجهة مع قوات الاحتلال التي تواصل عملياتها الهمجية بحق الشعب الفلسطيني.

وفي ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على الضفة الغربية، حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المتواصلة. واعتبرت الجبهة أن ما يحدث في جنين وطولكرم وطوباس هو جزء من حملة إبادة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم. كما أكدت أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تُكسَر أمام هذه الممارسات الوحشية، وأن المقاومة مستمرة في الضفة المحتلة رغم كل التحديات.

تأتي هذه التطورات في ظل صمت دولي وعربي مطبق، في وقت تتعرض فيه مدن الضفة الغربية لحملة إبادة متواصلة، يُستخدم فيها القصف بالطائرات المسيّرة والدبابات، إلى جانب الاعتقالات الجماعية والتضييق المستمر على حياة الفلسطينيين. إن ما تشهده الضفة الغربية اليوم هو فصل آخر من فصول النكبة التي لم تنتهِ منذ عام 1948، حيث يتواصل القتل والتهجير في سياق مشروع استيطاني إسرائيلي لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني على أرضه.