Menu

نضال حتماً

مروان عبد العال

الشهيد نضال عبد العال

الهدف الإخبارية - لبنان، بيروت

أنت نضال حقاً، اخترت اسمك لنفسك، كنت صاحب القرار في تسميتك، تتخيل نفسك فدائياً منذ الصغر وتخترع لك طريق في حياة أخرى، تمردت على اسمك، لم يكن مجرد فعل طفولي بل كان بداية لفعل بطولي.

 واقنعتنا أن لك وحدك الحق الحصري في القرار، في صياغته بالاسم والمعنى، منذ أن صار "نضال" الاسم الرسمي لحلم صغير ينمو ويكبر مع كل لعبة جديدة اسمها الحرب. الحرب علمتنا كيف نتحدث عنها أكثر من سائر البشر، الحرب تطاردنا، نحن غرباء وهي ليست غريبة وتعيش معنا، تدركنا قبل أن ندركها، تتوغل في أزقة مخيماتنا، تجوب بين الحارات، جزء من تاريخنا وكأحد أفراد أسرتنا، نتداول قصصها عبر الأجيال، نتوارثها.

 لها رصيد في صندوق حياتنا، عندما يتعلم طفلك لعبة جديدة تتحفه بشيء من أدوات الحرب، وعندما يرغب في كتابة قصيدة يحشوها بمشاعره عن الحرب.

وعندما يصبح شاعراً يضيع القلب في معمعة الحرب، وحتى نشرة الأخبار المسائية لكل أفراد العائلة عن الحرب وتدمير البيوت وقصف الصواريخ مسح الأحياء وتسوية المباني بالأرض وإحراق خيام النازحين. لا نستطيع حتى اللحظة إخراجها من حياتنا.

لم نتعلم فنونها بل هي من تفرض نفسها على يومياتنا وتعلمنا دروسها، لننجو من التهميش والمحو والإبادة، ولنبقى على قيد الاسم الذي تستحقه فلسطين، لذلك اسمك الذي كتب بالحلم يصعب علينا تجاوزه والسكوت عنه. أن تكون لاجئاً يعنى أن تبقى على قيد البطولة والحلم والبقاء، ونحتفظ بالنضال ليس لأنه اسم علم يليق بنا بل لأنه فعل نضال ينير حياتنا الباقية.