أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان ذكرى انطلاقتها السابعة والخمسين المجيدة بوضع إكليلٍ من الورد على أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت دوار شاتيلا، وذلك في يوم الأربعاء 11 كانون الأول 2024، بحضور قيادة الجبهة الشعبية في لبنان وحشد من الرفاق والرفيقات والأصدقاء وأنصار الجبهة وفصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية وجمع من أبناء شعبنا الفلسطيني واللبناني، ورحّب بالحضور الرفيق فتحي أبو علي نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية.
ألقى كلمة الجبهة الشعبية مسؤول العلاقات السياسية للجبهة في لبنان الرفيق عبد الله الدنان الذي وجّه تحية اعتزاز وإكبار إلى أحرار وشرفاء العالم وجميع الشهداء والأسرى وفي مقدمتهم الرفيق القائد أحمد سعدات ورفاقه. وإلى شهداء المقاومة في لبنان، الذين استشهدوا على طريق القدس ، وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة، أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وإخوانه من قادة المقاومة، وإلى عموم الشعب اللبناني الشقيق، الذي احتضن وما يزال القضية الفلسطينية، وقدّم في سبيل ذلك التضحيات الجسام من دماء أبنائه وعذابات مواطنيه، مًشدداً أن الشعب الفلسطيني سيظل وفياً لتضحياتهم.

وأكّد الدنان أن انطلاقة الجبهة الشعبية في الحادي عشر من كانون الأول عام 1967، شكّلت إضافة نوعية في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، فقدمت الجبهة خلال مسيرتها النضالية الطويلة، نموذجًا يحتذى به في المسلكية الثورية النقية والإبداع الكفاحي العريق. مُشيراً أنّ الجبهة كان لها شرف مطاردة العدو في كل مكان، في البر والبحر والجو، وحققت العديد من الإنجازات النوعية، ونفّذت عشرات العمليات البطولية التي سيسجلها التاريخ بأحرف من نار ونور، وقدمت على طريق التحرير والعودة قافلة طويلة من قادتها المؤسسين وكوادرها الميامين، ومقاتليها الأبطال.
وأوضح أن المنطقة اليوم تشهد مخاضاً عسيراً وتحديات مصيرية، في ظل تصاعد واستمرار حملة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة، وجرائمه الوحشية في القدس والضفة، ومخططات التهجير والاقتلاع التي يواجهها شعبنا بكل صلابة وشجاعة، في مواجهة أعتى قوى الظلم والشر والعدوان، بهدف تصفية القضية الفلسطينية والانقضاض على عموم المنطقة بهدف إعادة تكوينها وفقاً للمشيئة الصهيونية الغربية الاستعمارية، الهادفة للهيمنة على مقدرات شعوب المنطقة، ومنعها من تحقيق تطلعاتها في التحرر والتقدم.
وشدّد الدنان على التمسك بخيار المقاومة بكافة أشكالها، وبحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والتاريخية، مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات، داعياً جماهير الأمة إلى الاستيقاظ من سباتها، وإدراك حجم المخاطر التي لا تهدد القضية الفلسطينية فحسب، بل تهدد كل أقطار وشعوب المنطقة.
وجدّد النداء من أجل وحدة فلسطينية حقيقية وراسخة، لحماية شعبنا وقضيتنا من أخطار التصفية والتبديد والضياع، مُشدّداً إلى ضرورة حشد كل الجهود والطاقات في مواجهة الاحتلال، وعلى مختلف المستويات السياسية والكفاحية والدبلوماسية، والاستمرار في ملاحقة قادته وضباطه وجنوده ومستوطنيه أمام كافة المحاكم الدولية والمؤسسات الحقوقية والقانونية.
كما أكّد الدنان أن معيار الإنسانية والقومية الحقيقية، هو الالتزام بقضية فلسطين والإيمان بضرورة تحريرها، وبأن الكيان الصهيوني هو العدو الأول للأمة، وأن مقياس العلاقة التي حكمتنا وستحكمنا في المستقبل مع أي مكون أو دولة هو مقياس عدائها للكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية الغربية.
وبشأن التطورات الجارية في ال قطر العربي السوري، أكّد الدنان أن الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه هو صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبله وتقرير مصيره وشكل الحكم الذي يريد، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية إقليمية كانت أو دولية. داعياً الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياتها في دعم الشعب السوري في خياراته، ومستنكراً صمت المجتمع الدولي والأنظمة العربية، على العدوان المتواصل الذي يشنه كيان الاحتلال ضد سوريا، مستغلاً المتغيرات الجارية على الساحة السورية بهدف فرض وقائع ميدانية في سياق مخططاته التوسعية.