قام وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، بزيارة مقبرة شهداء درب السيم، ووضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري للشهداء، حيث زار الوفد أضرحة شهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وشهداء حركة الجهاد الإسلامي الذين استشهدوا في الجنوب اللبناني الصامد دفاعًا عن جنوب لبنان خلال معركة "طوفان الأقصى".
وضم الوفد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبدالعال، وقيادة الجبهة في لبنان، وقيادة وكوادر الجبهة في صيدا، وأهالي الشهداء، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، والقوة المشتركة، واللجان الشعبية.
وبعد زيارة المقبرة، عُقد لقاء بحضور عائلات الشهداء وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وصيدا، في قاعة نادي ناجي العلي في عين الحلوة.
وكانت كلمة للرفيق مروان عبد العال في تكريم أسر شهداء الجبهة في عين الحلوة، حيث قال: "من مخيم عين الحلوة، أصل الحكاية وخزان الثورة وحاضن الذاكرة ورحم المقاومة منذ زمن الفدائيين الأوائل، وقفنا معكم خشوعاً أمام أرواح الشهداء العظام الذين يرقدون هنا بسلام، مرددين قول غسان كنفاني : 'إمَّا عُظماء فوق الأرضِ أو عظاماً في جوفها'".
وأضاف عبد العال: "هذه المرة أشعر أنّ قبورهم الرخامية لا تعرف الصمت، إنها تنطق بالحكايات والبطولات والأمجاد التي ما زالت مخبأة وسنبحث عنها بين حبات التراب ونحفظها للأجيال لأنها حكايات الشرف، فهم الشهداء، رموز وجداننا، وسادة فلسطين، ونخبة شعبنا، وفخر أمتنا، نفخر بهم لأنهم ساروا في الاتجاه نحو فلسطين وصوبوا رصاصهم نحو العدو الصهيوني المباشر، وكانوا في الزمن والمكان الصواب، التحموا كتفًا إلى كتف مع الأوفياء الذينّ لم يتركوا فلسطين و غزة وحدها ووقفوا معنا رجالاً على خط الواجب من النقطة صفر، هناك على تخوم فلسطين، دفاعًا عن لبنان ضد العدوان".
وتابع: "إن التناقض الرئيسي هو العدو المحتل والمعادي فقط. لا حياد في حب البلاد، هذه عقيدة جيفارا، و جورج حبش ، ووديع حداد، وأبو علي مصطفى، والتي تبنتها كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، فكان نضالها نهجًا ونموذجًا وقائدًا يشق الدرب ويتبعه الرفاق الشجعان الذينّ التحموا على الدرب من سليمان وعماد ومحمد وسليمان وإضاء ويوسف إلى آخره، منذ القسام والحسيني وأبو عمار وأبو جهاد وعمر القسام والشقاقي والسنوار، ومحمد الضيف وسيد الشهداء حسن نصر الله. هذه عقيدة القتال والثورة والحرية عند الشعب الفلسطيني، هي عقيدة المقاومة التي ستسقط عقيدة ترامب، لأنها تمتلك قوة الحق الأقوى من حق القوة".
كما قال عبد العال: "هذه الخطة الواضحة التي تريد تصفية شعب فلسطين وليس القضية الفلسطينية فقط، هذا الاستعمار القبيح الذي ينكر ولا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني، ولا بوجود دولة فلسطينية، يعتبر سكان غزة مثل المهاجرين غير الشرعيين، ويتعامل مع العرب كرجل بزنس، وأن الأوطان تباع وتشترى، فعلاً كما وصفه كاتب أمريكي: "إن ترامب لا يفكر خارج الصندوق بل خارج العقل:"، لكن خسئت كل أوباش العالم، فالشعب الفلسطيني لا يمتحن بفلسطينيته، ولا بعشقه المقدس والأبدي لبلاده، وبرهن قبل وبعد الطوفان في غزة والضفة ولبنان وكل مكان في الكون، أنه كان وسيبقى أعظم شعب في العالم، هذا ما قالته الحقيقة أمام حرب الإبادة في غزة".
وفي ختام كلمته، قال عبد العال: "نحن نؤمن أنه لا تستطيع قوة في العالم أن تجرده من فلسطينيته وانتمائه الوطني وحلمه في الحرية والعودة، الخيار الوطني والإجباري أن نتوحد، قيادة وطنية جامعة مؤقتة تشكل سداً منيعاً أمام هذا الهجوم الوحشي، أهم نصر للمقاومة هو الوحدة، وحدة الشعب أمام من يستبيح وجوده وحقوقه وأهدافه، معاهدًا: ستبقى رسالة الشهداء في أعناقنا.
وفي ختام اللقاء، تم تكريم عوائل شهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم عين الحلوة.