قال مدير مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي أحمد الطناني، إنّ عودة الاحتلال إلى الحرب كانت متوقعة في الأيام الأخيرة، وذلك بسبب السلوك الذي انتهجه قادته، واجراءات رئيس الأركان الجديدة، والتي أظهرت حرصًا على إعادة التموضع السريع داخل قيادة الجيش، إضافة إلى إعداد الخطط العملياتية والمناورات اللازمة.
وأشار الطناني لـ"بوابة الهدف"، إلى أنّه كان من الواضح أنّ "نتنياهو" لا ينوي الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، حتى لا ينهار ائتلافه الحكومي أو يضطر إلى الوصول لترتيبات مستدامة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي قد تؤدي إلى مغادرته منصب رئاسة الوزراء إلى الأبد.
وحول توقيت استئناف الحرب، لفت الطناني إلى أنّ "نتنياهو" اختار التوقيت الذهبي لاستئناف القتال، وذلك قبيل التصويت على الموازنة، الذي يعني فشلها سقوط الحكومة مباشرة، حيث إنه لا يستطيع أن يذهب إلى التصويت بفارق صوت واحد، لما يشكّله ذلك من مخاطرة كبيرة، ما جعله بحاجة إلى التسوية مع بن غفير قبل التصويت لضمان عدم حدوث مفاجآت، كما أنّ استئناف القتال سيعني تخفيض الضجيج الناتج عن توجه نتنياهو لإقالة رئيس الشاباك، وما نتج عنه من تفاعلات داخلية، كانت ستؤدي لاندلاع موجة احتجاجات واسعة، تنخرط فيها رموز أمنية سابقة من وزراء الجيش ورؤساء أركان وقادة الشاباك السابقين إضافة إلى المعارضة المعتادة.
وأوضح الطناني أنّ مناورة الاحتلال في ملف المفاوضات، وسعيه لتحصيل أكبر عدد ممكن من الأسرى قبل استئناف الهجوم، شكّلت فرصة مهمة لتخدير أهالي الأسرى من جهة، وإرباك المقاومة من جهة أخرى، إضافة إلى تحصيل أكبر دعم ممكن من الإدارة الأمريكية للهجوم، وهو دعم تعدى الموافقة على الهجوم، واسنده بالنيران عبر استباق عودة القتال في غزة، ببدء الولايات المتحدة لموجة ضربات كبيرة ضد حركة "أنصار الله" في اليمن، بهدف تحييد آخر جبهة إسناد متبقية، كما ترافق ذلك مع تصعيد التهديدات ضد إيران لردعها عن محاولة تدشين جبهات إسناد جديدة.
وبين الطناني أنّ وتيرة الهجوم ستكون تدريجية، وفقاً لما ورد في التصريحات والإعلام العبري، حيث سيعتمد الاحتلال في مراحله الأولى على عدد كبير من الضربات الجوية، مع تركيز مباشر على عمليات الاغتيال، كما تصعيد الاستهداف للعمل الحكومي في قطاع غزة، ولن يتوقف على استهداف الأفراد، بل سيصل إلى استهداف أي مقدرات قد بدا واضح أنها لا تزال موجودة أو تم ترميمها خلال الفترة الماضية.
كما أشار الطناني، إلى أنّ الاحتلال لن يتردد في تنفيذ عمليات خاصة تستهدف تحرير أسرى أو تنفيذ اعتقالات مؤثرة، إضافة إلى استعراضات أمنية ضد أهداف قد يكون الاحتلال نجح في جمع المعلومات عنها خلال فترة الهدوء، ومن المعلومات التي تم استخلاصها من الأسرى الذين أطلقت المقاومة سراحهم.
وفي ختام حديثه مع "الهدف"، قال الطناني إنّ الاحتلال سيتمسك بالسقف الأمريكي الجديد الذي حدده المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف في عملية التفاوض، والذي يعني في جوهره تبادل الأسرى فقط، بمعزل عن أي إنجازات اخرى قد تتضمن إلزام الاحتلال بالانسحاب من قطاع غزة، أو إنهاء الحرب.