نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة نهر البارد شمال لبنان، وقفة تضامنية دعماً للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة القائد أحمد سعدات، واستنكاراً للممارسات الوحشية التي يتعرض لها الأسرى، وذلك بحضور قيادات وكوادر الجبهة وأعضاء من لجنتيها المركزية العامة والفرعية، إلى جانب ممثلين عن فصائل المقاومة، واللجان الشعبية، وأسر الشهداء، وفعاليات ووجهاء المخيم.
ورُفعت خلال الوقفة الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية، إلى جانب صور القائد الأسير أحمد سعدات، ويافطات داعمة لقضية الأسرى ومنددة بجرائم الاحتلال بحقهم.
وأدار الفعالية الرفيق طارق غنيم، الذي رحب بالحضور وأكد على رمزية المناسبة وأهميتها، ثم ألقى جمال سكاف، شقيق الأسير اللبناني يحيى سكاف، كلمة لجنة أصدقاء وعائلة الأسير، أكد فيها أن قضية الأسرى هي أولوية وطنية وإنسانية، مشيداً بتضحياتهم وصمودهم، وموجهاً التحية للقائد سعدات ورفاقه في سجون الاحتلال.
من جهته، ألقى مسؤول الجبهة الديمقراطية في نهر البارد فادي بدر "أبو صطيف"، كلمة أكد فيها أن قضية الأسرى تتصدر أولويات العمل الوطني، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لحمايتهم، ومحمّلاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم.
بدوره، ألقى مسؤول لجنة الأسرى والمحررين في الجبهة الشعبية بلبنان فتحي أبو علي، كلمة شدّد فيها على تحميل الاحتلال الصهيوني، وعلى رأسه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيتمار بن غفير، المسؤولية المباشرة عن حياة القائد أحمد سعدات، الذي يعاني أوضاعًا صحية وإنسانية خطيرة داخل زنازين العزل في سجن مجدو، خاصة عقب تعرّضه لاعتداء وتنكيل وحشي خلال نقله الأخير.
وأشار أبو علي إلى أن ما يجري بحق سعدات وعدد من قادة الأسرى، من بينهم الرفيق عاهد أبو غلمة، والقادة حسن سلامة، وعبد الله البرغوثي، وإبراهيم حامد، هو سياسة ممنهجة تهدف إلى تصفيتهم ببطء، من خلال العزل والتعذيب والإهمال الطبي، والتجويع.
وتطرق إلى إعادة اعتقال القيادي وائل الجاغوب، المُفرج عنه في صفقة التبادل الأخيرة بعد قضائه 24 عامًا في الأسر، ضمن حملة اعتقالات إسرائيلية متصاعدة تطال كوادر المقاومة في الضفة الغربية.
وأكد أبو علي أن الجبهة الشعبية، ومعها قوى المقاومة، ستواصل النضال حتى تحرير الأسرى كافة، داعياً جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة في الوطن والشتات، وكل أحرار العالم، إلى التحرك العاجل لتشكيل أوسع حملة تضامن مع الأسرى، وفضح جرائم الاحتلال بحقهم.
وشدد على أن الاحتلال يرتكب المجازر والتجويع والدمار في غزة، ويمارس الاعتداءات اليومية في الضفة الغربية بهدف تهجير الفلسطينيين، لكن شعبنا صامد ومتمسك بأرضه ولن يكرر نكبة 1948.
ودعت الجبهة أبناء الضفة المحتلة إلى تصعيد المقاومة بكافة أشكالها، مؤكدة أن الرد على العدوان يجب أن يكون في عمق الاحتلال.
وفي ختام كلمته، جدّد أبو علي موقف الجبهة الداعي إلى الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وتعزيز الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية، داعياً إلى حوار فلسطيني – لبناني جاد يضمن الحقوق الإنسانية والاجتماعية للاجئين، ويرفض التوطين والتهجير.
كما أدان العدوان الصهيوني – الأمريكي على اليمن، والاغتيالات المتكررة في لبنان، موجهاً التحية للأسير المناضل جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية منذ 42 عاماً، وطالب بالإفراج عنه، بالإضافة إلى دعوته لكشف مصير الأسير يحيى سكاف.