شهدت مدينة غلاسكو الاسكتلندية أمس الأحد مشهداً لافتاً من التضامن الشعبي، حيث تمكن مئات المتظاهرين من إفشال محاولة شرطة اسكتلندا اعتقال ناشط بارز في حركة التضامن مع فلسطين، خلال احتجاج ضد مؤتمر "أصدقاء إسرائيل" المنعقد في قاعة الحفلات الملكية بشارع بوكانان.
الناشط ميك نابير، وهو من الداعمين المعروفين لحملة التضامن الاسكتلندية مع فلسطين (SPSC) ولجنة طوارئ غزة في غلاسكو (GGEC)، تم اعتقاله من قبل الشرطة بزعم خرقه شروط الكفالة، وهو ما اعتبره المتظاهرون ادعاءً كاذباً وتحركاً سياسياً يستهدف إسكات الأصوات المناصرة لفلسطين.
في مشهد لافت، طوّق المتظاهرون وعدد من المواطنين المتعاطفين سيارات الشرطة، وتمدد بعضهم أسفلها لمنعها من مغادرة المكان، مطالبين بالإفراج الفوري عن نابير. واستمرت المواجهة أكثر من ساعة، وسط هتافات "فنسيريموس –أي- سننتصر!" التي أطلقتها سيدة يهودية مناهضة للصهيونية، تنتمي لعائلة قاومت الفاشية في أوروبا.
وخلال محاولتها تفريق الحشود، اعتدت الشرطة على عدد من المتظاهرين، بمن فيهم كبار في السن، إلا أن المتظاهرين ردوا بترديد شعارات من ذاكرة النضال الشعبي مثل "تذكروا أبردين" و*"شارع كينمور"*، في إشارة إلى أحداث مشابهة في السنوات الأخيرة تمكن خلالها المواطنون من إفشال اعتقالات ذات طابع سياسي وعنصري.
جدير بالذكر أن ناشطي أبردين كانوا قد نجحوا في أبريل الماضي في منع اعتقال زملائهم خلال احتجاج ضد مشاركة *إسرائيل" في بطولة العالم للبولز داخل القاعات، كما شهدت غلاسكو عام 2021 خروج آلاف المواطنين في شارع كينمور لإجبار الشرطة على إطلاق سراح عاملين مهاجرين بعد مداهمة فجراً.
من جهتها، عبّرت حركة FRFI (قاتل من أجل الحرية الثورية) عن فخرها بالمشاركة في هذا "الانتصار الجديد لقوة الشعب في وجه الدولة البريطانية العنصرية وشرطتها"، داعية إلى اعتماد شعار جديد في الحراك من أجل العدالة لفلسطين: "تذكروا شارع بوكانان!"