استضافت أكاديمية دار الثقافة الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد الشاعر، ضمن أنشطتها التي تنظمها إحياء لذكرى النكبة، وضمن مشروع "مختبر الألوان" في الأكاديمية وهو يتضمن مجاورات ثقافية مع الفنانين أصحاب التجربة المهمة والزاخرة ، وذلك لتطوير نادي الفنانين في الأكاديمية في تنمية ثقافتهم الفنية والتعرف على أساليب فنية متنوعة، في لقاء هو بمثابة تكريم لتجربته الفنية الزاخرة بذكريات المقاومة الفنية وذلك العصر الذي سماه العصر الذهبي للفن الفلسطيني.
وفي المقدمة، رحبت منسقة الأكاديمية تغريد عبد العال بالفنان ضمن كلمة تقديمية للتعريف به وأعماله حيث بدأت بالسؤال: هل هناك ذاكرة لكل هذا النسيان؟ أم أن نسيان محتمل قد يشعل الذاكرة في مكان آخر. وكأنها حين تغرق في مكان تطفو في مكان آخر.
وأضافت، دائما نعود إلى نقطة، شكلت خلفية، لغارنيكا التاريخ كله. جسدها الإنسان الفلسطيني ليصبح جمل المحامل، أو ربما شجرة الوجود التي تحمل ثمار الزمن المر.
وفي تقديمها لأعمال الفنان، قالت: المرور بتجربته هي تجربة أصيلة. لأننا في زمن نحتاج فيه لقراءة حيرتنا الداخلية من خلال الفن، وأسئلتنا التي تشكل عميقا كوة التحرر في لوحات أعطت صوتا للنكبة في ذلك القتل الصامت وتروما الإبادة.
"ومن خلال لوحاته المتنوعة، التي جايلت فنانو المقاومة اسماعيل شموط، وتمام الأكحل وتوفيق عبد العال وإبراهيم هزيمة وبرهان كركوتلي وغيرهم. استطاع الفنان الشاعر أن يمسك خيوطا كثيرا للذاكرة عبر صداقاته الفنية والمتنوعة."
وقد حضر اللقاء مجموعة من أعضاء نادي الفنانين بمختلف تجاربهم ومنهم الروائي والفنان التشكيلي مروان عبد العال، والفنانة اللبنانية سهى صباغ، والرسامة الفلسطينية الشابة رشا قاسم وأيضا الرسامة اللبنانية بلسم الصايغ، بالإضافة إلى مجموعة من الصحفيين والمهتمين والمثقفين وأصدقاء الأكاديمية.
وتحدث الفنان التشكيلي محمد الشاعر عن الفن التشكيلي الفلسطيني في زمنه الذهبي في الستينات والسبعينات، مركزاً الحديث عن أصدقائه الفنانين وتجاربهم التي ألهمته. وأشار أيضا كيف اهتم العالم بتجاربهم التي اعتبرت أكثر من سلاح، ورغم قسوة النقد أحيانا ورغبته في الترويج للفن السطحي. فبرأيه رغم أن الفنان توفيق عبد العال مثلا كان منفتحا على التجارب الغربية، لكن اهتمام الباحثين من الغرب كان أساسيا عن فنه المتعلق بالقضية.
وسألت المحاورة الفنان عن ابتعاده عن تلك الرموز التي تعتبر الآن هي كليشيهات المقاومة، وأن هذه الرموز بدأ الفنانون الفلسطينيون بتجاوزها. فتحدث الفنان عن لوحته المعروضة وحضور العكاز كرمز. وأضاف أن الرموز لا يمكن إلغاؤها. بل يمكن تجديدها بطرق أخرى من خلال نظرة أخرى لها.
وكان أحد أسئلة الحضور، أنه لم يوثق تجربته الفنية من خلال الكتابة ، فأعطى فكرة عامة عن بعض اللوحات الموجودة في أرشيفه الخاص، وأكدت منسقة الأكاديمية عن اهتمام الأكاديمية بأرشفة أعمال الفنان ضمن كتاب والاهتمام بها.
وتحدثت أمينة مكتبة الأكاديمية سارة ياسين عن نادي الفنانين ومهمته في الاهتمام بالثقافة الفنية البصرية لأعضاء النادي الشباب وأطلاعهم على تجارب مختلفة من خلال المجاورة مع فنانين مختلفي التجارب.
وأبدى الفنان رغبته في لقاء آخر في الأكاديمية لاستكمال الحوار وتزويد نادي الفنانين بالاقتراحات والأفكار. وقد أهدت الأكاديمية الفنان مجموعة من إصداراها للأسرى والمناضلين والكتاب.