أقام المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب – إيكاب في مقره الرئيسي في هافانا نشاط سياسي وثقافي بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، الجريمة التاريخية التي مثلت بداية التشريد والاحتلال والإبادة الجماعية ل فلسطين وشعبها.
حضر النشاط التضامني القائم بأعمال سفارة فلسطين في كوبا ماجد أبو الهوى، وسفراء السلك الدبلوماسي المعتمدين في كوبا، وكان من أبرزهم سفيرة جنوب افريقيا وسفيرة بوليفيا وسفير الجمهورية العربية الصحراوية ووزير خارجية بيليز الاسبق أسعد شومان وممثلين عن وزارة الخارجية الكوبية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي والشبيبة الشيوعية الكوبية ورئيس جمعية الصداقة العربية الكوبية ورئيس إتحاد الصحفيين الكوبيين وأعضاء اللجنة الدولية للسلام والعدالة وكرامة الشعوب، ونائبة رئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب وأعضاء المعهد ومدير المركز الديني " مارتين لوثر كينغ " وأصدقاء فلسطين الكوبيين والاجانب الدارسين والمقيمين في كوبا من البرازيل وبوليفيا وتشيلي والارجنتين والولايات المتحدة الامريكية وإسبانيا والشبيبة الفلسطينية والطلاب الدارسين والمقيمين في كوبا.
في كلمة النائبة الأولى لرئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب الرفيقة نويمي رابازا فرنانديز، ركزت على إدانتها القوية للإبادة الجماعية الصهيونية في غزة وفلسطين مضيفةً: ” يذهب الإجرام الصهيوني إلى أقصى حدوده في تحويل الجوع والعطش والحاجة إلى الدواء إلى أسلحة حرب فتاكة بحصار وحشي يمنع يوماً بعد يوم دخول المساعدات الإنسانية. كل هذا بهدف وحشي يتمثل في إبادة شعب فلسطين الأصلي، في محاولة لمحو تاريخه وهويته كأمة. إن الصهيونية والإمبريالية مسؤولتان عن المذبحة المستمرة وتهديد للبشرية جمعاء".
وفالت: "إن تضامن كوبا مع الشعب الفلسطيني لا يبدأ مع تجدد نكبة الكيان الصهيوني في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بل مع بدء نكبة الشعب الفلسطيني، فمنذ إنتصار الثورة الكوبية، قرّب القائد التاريخي القائد الأعلى فيدل كاسترو نضال الفلسطينيين من ضمير الكوبيين الذين يتشاركون معارك متشابهة في مواجهة آليات الإبادة والهيمنة المختلفة التي تولدها الإمبريالية والصهيونية.
وقال محمد دلول، الطالب الفلسطيني في كلية الطب البشري " أمريكا اللاتينية – إلام " ما كان يردده فيدل كاسترو بوضوح: ”ليس هناك قضية أكثر عدالة من قضية فلسطين“، وأضاف: ”هذه الجزيرة المحاصرة من قبل الإمبراطورية تفهم معنى الدفاع عن السيادة، كوبا تفهم هذا النضال كما تفهمه قلة من الأمم، فهي ضحية حصار إبادة جماعية منذ أكثر من ستة عقود، وتعرف معنى المقاومة ضد الآلة الإمبريالية“.
ونوّه محمد دلول إلى أن: ”النكبة لم تنتهِ عام 1948، لأن النكبة اليوم في غزة والضفة الغربية و القدس المحتلة لا تزال يعاني منها الفلسطينيين، إنها مستمرة في الحواجز التي تذل الناس، في التفجيرات التي تدفن الأحلام تحت الأنقاض، في القوانين العنصرية التي تنكر الحق في الوجود“..
في الفعالية التضامنية، طالبت كوبا مجددا بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والحرية لجميع الأسرى، وإنهاء الاحتلال والإبادة الجماعية، داعيةً إلى التحرك في الشوارع، وإلى عدم التزام الصمت، وإلى أن ندرك أنه لا يمكن أن يهدأ لنا بال حتى تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بالكامل العضوية إلى الأمم المتحدة. لن يكون هناك صمت حتى يحصل شعب فلسطين البطل على حريته المطلقة وتقرير مصيره وسيادته الوطنية.“ .
هذا وقد عبر الفنانون الكوبون في النشاط من خلال الغناء والشعر عن تضامنهم مع مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال والابادة والمطالبة بالوقف الفوري لحرب الابادة ودخول المساعدات الانسانية والطبية العاجلة والحرية للاسرى الفلسطينيين.
جدارية تضامنية من أرض فيدل كاسترو
ومن بين الأعمال الاخرى التي قام بها الكوبيون المتضامنون مع الشعب الفلسطيني، تم تسليط الضوء على رسم جدارية النكبة. وهو محطة تاريخية تمثل أيضاً تكريماً لشهداء ومقاومة شعب فلسطين البطل وحقه في العودة والتحرير والاستقلال.
رافق طلاب مدرسة " غيدو فوينتيس " الثانوية الأساسية الفنانين التشكيليين والطلاب الفلسطينيين في إفتتاح جدارية لا تكتفي بتجميل بيئة المدرسة بأفضل ما في الفن الكوبي، بل هي أيضاً شكل من أشكال التنديد المستمر ضد الإبادة الجماعية في غزة من على الجدار الذي يحمي صفوفها الدراسية.
تم رسم جدارية ”النكبة“ على مساحة 18 متر طولي و2 مترعرضي من قبل الفنانين التشكيليين الكوبين:
- أريستيدس هيرنانديز (آريس).
- آدان إغليسياس توليدو.
- همبرتو لازارو ميراندا (لاز).
- إسماعيل ليما (ليما).
- خوسيه لويس لوبيز بالاسيوس.
- إنريكي لاكوست.
- راميرو زاردويا سانشيز.
- فرانسيسكو بلانكو.
- خوليو سيزار رودريغيز مارتينيز.
- ميشيل مورو.
- يومنيس ديل تورو (ديل تورو).
- جيراردو هيرنانديز نورديلو.
فقد تم تعاون ومشاركة منظمات ومؤسسات مختلفة كوبية واجنبية في إنتاج العمل الجماعي، من بينها: " لا كازا ديل ألبا" الثقافية ولجان الدفاع الشعبية عن الثورة والمنبر الاعلامي الارجنتيني "ريسومن لاتينو أمريكانو" وإتحاد المرأة الكوبي وإتحاد الصحفيين الكوبيين والمعهد الكوبية للصداقة وإتحاد الكتاب والفنانين الكوبيين والشبكة الكوبية الدفاع عن الإنسانية والفرع الكوبي للمنظمة الدولية لمناهضة الفاشية و "كاسا دي لاس أميريكاس" الثقافية والجمعية الكوبية للامم المتحدة وهي مركز منظمات المجتمع المدني الموبي ومندوب عن مكتب الحزب الشيوعي الكوبي لمدينة هافانا ورساميي الكاريكاتير في جريدة " بالانتي" ومندوب عن وزارة الثقافة ومجموعة من الأصدقاء المدافعين عن القضية الفلسطينية.
الجدارية هي أيضًا إدانة من كوبا للإبادة الجماعية التي تحاول إبادة الشعب الفلسطيني البطل. كما أنها تمثل التضامن والمحبة المنبثقة تاريخياً من أرض فيدل تجاه فلسطين.
هذه الجدارية "النكبة“ ليست أول عمل جماعي يرسمه هؤلاء الفنانون تضامناً مع الشعب الفلسطيني. فقد رسموا في مارس 2024 - في المكان نفسه - جدارية للتنديد بجرائم الحرب التي وقعت في أكتوبر 2023.
وقال أدان توليدو، وهو رسام كاريكاتير كوبي معروف: ”هذه الجدارية هي تكريم لضحايا الإبادة الجماعية في فلسطين، ولكن قبل كل شيء لتذكر مرور 77 عامًا على النكبة التي بدأت جرائم ’إسرائيل‘ ضد الشعب الفلسطيني“. ، وأضاف: " هذه هي طريقتنا للتعبير عن دعمنا للشعب الفلسطيني، ولكن هناك الكثير مما يجب القيام به، يجب على العالم أن يتصرف بقوة أكبر لوقف هذه الجريمة الفظيعة. في الوقت الحالي، وبينما نرسم هذه الجدارية، يُقتل الأطفال في فلسطين، وهذا ما لا ينبغي أن يكون“.
وخلال إتمام الجدارية، زار الفنانين جيراردو هيرنانديز نورديلو، بطل جمهورية كوبا وهوالمنسق الوطني للجان الدفاع عن الثورة الذي كان أيضاً أحد المشاركين في تنفيذ العمل.
في ختام الفعالية الثقافية ورسم الجدارية، تم تقديم شهادات تقدير وشكر موقعه من الشبيبة الفلسطينية ومجلة الهدف الفلسطينية والسفارة الفلسطينية وتم أيضا إهداء بلوفر للمناسبة لكل المجموعة ال12 الفنانين الذين رسموا الجدارية.
