Menu

أكاديمية دار الثقافة تُنظم ندوة فكرية في مخيم اليرموك بمناسبة الذكرى الـ77 للنكبة

الهدف الإخبارية ـ سوريا

نظّمت أكاديمية دار الثقافة في سورية، أمس السبت، ندوة فكرية حملت عنوان "أسئلة النكبة وأسئلة المستقبل"، وذلك في مقرها بمخيم اليرموك، بحضور نخبة من المثقفين وقادة العمل الوطني.

قدّم المحاضرة الباحث أبو علي حسن، الذي قال خلالها إنه "لا يمكن الحديث عن أسئلة المستقبل دون التمكن من أسئلة النكبة، ولا يمكن اشتقاق أسئلة المستقبل دون وعي النكبة كمسار تاريخي، ودون وعي الوجود التاريخي للشعب الفلسطيني على أرضه قبل النكبة وبعدها، مؤكدًا أنّ وعي التاريخ يكتسب الأهمية القصوى في إدارة الصراع الوجودي، فالكيان عمل على إنكار المكان والزمان والوجود!"

وأضاف أنّ سؤال النكبة يمتد على مساحة ٧٧ عاماً، لأنها نكبة مستمرة وتتجسد اليوم في غزة والضفة، ونكبة اليوم هي الابن الشرعي لنكبة 1948. كما أن سؤال النكبة هو تأمل في تاريخ ومعاني اغتصاب الأرض، والتهجير، ومحاولات إذابة الهوية، وحركة وطنية جنينية، ويقظة وطنية مبكرة، لكنها دون مستوى الوعي المطلوب.

وأكد أن كل عنوان من هذه العناوين يحمل سردية فلسطينية تُحاك مفردات النكبة ومفاعيلها ضمنها، مضيفًا: "سؤال النكبة: لماذا فلسطين وليس غيرها؟ لأن فلسطين تكتسب موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا أسال لعاب الاستعمار مبكرًا. وقد بدأ التأسيس لاستعمار فلسطين منذ الانقلاب الديني على الكاثوليكية، وصعود البروتستانتية بقيادة مارتن لوثر، الذي وحّد العهدين القديم والجديد، وطرح فكرة أن اليهود ليسوا من النسيج الحضاري الغربي، بل هم شعب الله المختار، وأن وطنهم هو فلسطين، وكان ذلك عام 1615."

كما قال إنّ التأسيس لاستمرار فلسطين بدأ بالانقلاب الديني على الكاثوليكية وبروز البروتستانت على يد مارتن لوثر الذي وحد العهد القديم والجديد وطالب بفكرة أن اليهود ليسوا من النسيج الحضاري الغربي أنما هم شعب الله المختار وأن وطنهم فلسطين ..وهذا كان عام ١٦١٥، ثم جاء نابليون الذي طلب من اليهود أن يساعدوه في حربه إبان الحملة الفرنسية على مصر وفلسطين، ووعدهم بوطن في فلسطين، وتوالت العروض الاستعمارية لليهود، من وعد بلفور إلى الانتداب البريطاني، وصولًا إلى حرب عام 1948.

وتابع: لماذا فلسطين؟ لأن اليهودية تعتقد أن جغرافيا التوراة هي فلسطين. هكذا كانت فلسطين في عين العاصفة مبكرًا دون غيرها، مضيفًا: يمتد سؤال النكبة إلى تساؤل آخر: لماذا تتوالد النكبات، كما أشار إلى أنّ هناك دور لأنظمة العرب في محاولات تذويب الهوية الوطنية، مثل ضم الضفة الغربية، وإدارة غزة من قبل الحاكم العام المصري، ووأد حكومة عموم فلسطين.

كما تناول في حديثه الثورة الفلسطينية المعاصرة ومحاولات إجهاضها عربيًا منذ بداياتها، مشيرًا إلى محطات مثل حرب أيلول، وحرب الجنوب اللبناني، وتل الزعتر، ومخيم ضبية، ونهر البارد، ومخيم اليرموك، إضافة إلى حصار الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه المدنية والحياتية.

وشدّد على أن نكبة فلسطين هي محصلة لغياب الوعي العربي، واستحالة النكبة الفلسطينية إلى نكبات عربية، مع فشل المشروع القومي العربي، وفشل المشروع الإسلامي، واتفاقية كامب ديفيد، ووادي عربة، والسلوان، واتفاقيات السلام الإبراهيمي، وجميعها امتدادات لنكبة 1948، ومجملها نكبات ناتجة عن غياب الوعي.

وأكد أن أسئلة النكبة لا تتوقف، بل تتوالد باستمرار، ويبقى سؤال المستقبل وهو السؤال المحوري والأهم، متسائلًا: "هل هناك أمل؟ نعم، هناك أمل، والأمل له مقومات، أولها الحقيقة المطلقة المتمثلة في الوجود الفلسطيني على أرضه وفي الشتات؛ إذ يشكّل 15 مليون فلسطيني قنبلة ديموغرافية في وجه الكيان، والحقيقة الثانية هي قدرة الشعب الفلسطيني على تجديد هويته من قلب النكبات والهزائم، ولدينا أمثلة ساطعة في التاريخ الحديث والقديم. فإذا استطاع الكيان أن يدمّر غزة ويهزم السلاح المقاوم، فالحقيقة أنه لم يستطع هزيمة الوعي والإرادة، رغم حجم الخسائر والهولوكوست القائم في غزة.

واختتم بالقول: إن هذه المرحلة، بكل أهوالها واستثنائيتها، تحتاج إلى فكر سياسي جديد، مهمته عبور هذه المرحلة، وهنا يتبدّى شعار حفظ الوجود، ودور الجبهة الثقافية في حماية الوجود السياسي، والثقافي، والأدبي، مشددًا: يجب أن تبقى فلسطين حاضرة في الوجدان والوعي العالمي، كي نحافظ على الوجود.

وأدار الندوة والحوار الكاتب الصحفي محمد حسين، واختتمت بجلسة نقاش موسعة شهدت مداخلات حيوية وعميقة من الحضور.

WhatsApp Image 2025-05-18 at 11.49.58 AM.jpeg