تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها المتصاعد على جنين وطولكرم، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق، وعمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية والمنازل، ونزوح آلاف المواطنين قسرًا، في ظل حصار خانق ودفع متواصل بالتعزيزات العسكرية.
ففي طولكرم ومخيم نور شمس، يواصل الاحتلال حصاره المشدد لليوم الـ114 على التوالي، وسط دوي إطلاق نار وانفجارات متكررة، ومنع الأهالي من العودة إلى منازلهم لتفقدها أو استعادة مقتنياتهم، بعد تهجير أكثر من 4,200 عائلة تضم نحو 25 ألف مواطن.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ قوات الاحتلال دمرت أكثر من 400 منزل بشكل كلي، و2,573 منزلًا بشكل جزئي، إلى جانب إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية وتحويلهما إلى مناطق معزولة، تكاد تخلو من الحياة.
كما تواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية على مدار الساعة، وتجوب الشوارع والأحياء، مستخدمة أبواق المركبات بشكل استفزازي، وتسير بعكس اتجاهات المرور، مع تكثيف الحواجز المفاجئة، خاصة في شارع نابلس ودوار شويكة والحي الشمالي.
وتنتشر قوات الاحتلال بشكل مكثف داخل المخيمين، حيث حولت عددًا من المنازل إلى نقاط تمركز للقناصة، وسط إطلاق كثيف للنيران وملاحقة كل من يحاول الاقتراب من منزله. كما شنت حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيًا في مخيم نور شمس، ضمن مخطط يستهدف هدم 106 مبانٍ لتغيير المعالم الجغرافية للمخيمين وفتح طرقات جديدة.
وفي السياق ذاته، اقتحمت آليات الاحتلال فجر اليوم ضاحية اكتابا شرق طولكرم، واعتقلت الأسير المحرر سعد عثمان بسيس بعد مداهمة منزله، فيما تواصل الاستيلاء على منازل في شارع نابلس والحي الشمالي، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وقد أسفر العدوان المستمر على طولكرم ومخيم نور شمس عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية، والمحال التجارية، والمركبات.
أما في جنين ومخيمها، فتواصل قوات الاحتلال عدوانها لليوم الـ120 على التوالي، مع تصعيد في عمليات التجريف والتدمير التي طالت جميع مكونات المخيم، في محاولة لتغيير بنيته الجغرافية ومحو معالمه.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ قوات الاحتلال شقت نحو 15 طريقًا داخل المخيم، الذي لا تتجاوز مساحته نصف كيلومتر مربع، ودمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل. ووفق تقديرات بلدية جنين، تم تدمير نحو 600 منزل بشكل كلي، فيما تضررت باقي المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن، كما تم تدمير 60% من بنية المدينة التحتية، و120 كيلومترًا من الطرق، و42 كيلومترًا من خطوط المياه، و99 كيلومترًا من خطوط الصرف الصحي.
واقتحمت قوات الاحتلال محيط الجامعة العربية الأميركية، وأقامت حاجزًا على طريق قرية جلقموش، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة، علمًا أن الجامعة تضم نازحين من مخيم جنين. كما أطلقت القوات الرصاص الحي بشكل كثيف في أحياء المخيم الفارغة من السكان.
وبحسب البلدية، فقد بلغ عدد النازحين من المدينة والمخيم أكثر من 22 ألف مواطن، أي نحو 23% من سكان المنطقة، وسط تدهور اقتصادي واسع، وإغلاق للمحال التجارية، وشلل شبه كامل في بعض الأحياء، خاصة الغربية منها. وقدرت الخسائر الأولية للعدوان بأكثر من 300 مليون دولار، فيما فقد نحو 6,000 مواطن وظائفهم، بينهم 2,000 من المخيم.
ومنذ بدء العدوان على جنين ومخيمها في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، استُشهد 40 مواطنًا، إلى جانب عشرات الإصابات والاعتقالات، وسط استمرار إغلاق المخيم ومنع الوصول إليه.