أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ ما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة من إبادة وتجويع وحصار هو امتداد مباشر لمشروع استعماري إحلالي يسعى إلى تفريغ الأرض من أهلها، وتفكيك البنية الاجتماعية والوطنية لشعبنا.
وقالت الجبهة في تصريح لها، إنّ إحكام الخناق على أكثر من مليوني فلسطيني عبر التحكم بالمواد الغذائية والدوائية ومنع دخولها، وتحويل مناطق القطاع إلى بقع معزولة أشبه بمعسكرات النازية الجماعية يعكس طبيعة هذا المشروع الذي يستلهم أسوأ نماذج التاريخ في الإبادة والتطهير العرقي والمجازر والتجويع.
وشددت الجبهة على أنّ محاولات فرض السيطرة على عملية توزيع المساعدات الإنسانية من قبل شركات أمريكية أمنية أو أي جهات مرتبطة بمنظومة الاحتلال مرفوضة وجزءاّ من سياسات الهيمنة التي تستهدف تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي وتحكم استعماري.
وأشارت الجبهة إلى أنّ الأونروا، بصفتها وكالة أممية أُنشئت خصيصاً لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، تُمثّل الجهة المؤهلة والمخولة لتولي مسؤولية توزيع المساعدات، بالتعاون مع مؤسسات دولية تعمل في القطاع، بعيداً عن أي تدخلات أو توجيهات من الاحتلال.
ودعت الجبهة الشعبية جميع القوى التقدمية والمنظمات الحقوقية الدولية إلى تَحّمل مسؤولياتها في مواجهة هذه الجرائم غير المسبوقة، والعمل من أجل وقف العدوان وكسر الحصار المفروض على القطاع، وفتح ممرات إنسانية عاجلة آمنة تحت إشراف أممي.
وقالت الجبهة في ختام تصريحها، إنّ شعبنا الفلسطيني، الذي واجه عبر العقود كل أشكال القهر والتجويع والتشريد لن يسمح بتمرير هذه السياسات، وسيبقى متمسكاً بحقوقه الوطنية والإنسانية، صامداً في أرضه، ومقاوماً لكل محاولات تهجيره أو اقتلاعه أو تطويعه.