Menu

خلال احياء يوم الشهيد الجبهاوي ..

الجبهة الشعبية تطالب بإقالة المالكي والتحقيق مع المذبوح

يوم الشهيد الجبهاوي

غزة - بوابة الهدف

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة صباح اليوم يوم الشهيد الجبهاوي تحت شعار "ماضون على درب الشهادة والمقاومة" بمشاركة حشود غفيرة من الرفيقات والرفاق وبحضور عدد من ممثلي الفصائل الوطنية والإسلامية والوجهاء والمخاتير.

تزينت القاعة بعدد من رايات الجبهة الشعبية وصوراً لشهداء الجبهة وأمينها العام القائد أحمد سعدات بالإضافة لصور الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" وشعارات أخرى تضامنية مع وسائل إعلام المقاومة فضائيتي "المنار والميادين".

بدورها رحبت عريفة الحفل الرفيقة هبة عبد الكريم بالحضور موجهة التحية لأرواح الشهداء الطاهرة مخصةً بالذكر الشهيد القائد العسكري لقوات الجبهة الشعبية في قطاع غزة عضو مكتبها السياسي محمد الأسود " جيفارا غزة" الذي قال عنه "موشيه ديان" "نحن نحكم غزة بالليل ويحكمها جيفارا ورفاقه بالليل" كما وجهت التحية لروح الشهيد المناضل عمر النايف .

وفي كلمة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نقل عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئول فرعها في غزة الرفيق جميل مزهر تحيات أميننا العام الرفيق المناضل أحمد سعدات إلى رفيقاتنا ورفاقنا وإلى أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم.

وتابع مزهر القول "يوم الشهيد الجبهاوي هو يوم الوفاء الذي نخلد فيه ذكرى هؤلاء الشهداء القادة الذين خاضوا تجربة نضالية مهمة من تاريخ شعبنا تجلت فيها قيم ومعاني العطاء والتضحية والشجاعة، والإيمان بحتمية الانتصار، وبالمقاومة وبحرب التحرير الشعبية أسلوباً ناجعاً في مقاومة الغزاة الصهاينة والتي حوّلت رمال غزة إلى ناراً ولهيباً يحرقهم، وجعلهم يعترفون بأن جيفارا ورفاقه يحكمون غزة بالليل، وهم أي الصهاينة يحكمونها بالنهار".

وأشار مزهر إلى إن تجربة القائد جيفارا ورفاقه في قطاع غزة تحمل في جوهرها دلالات عميقة أعادت القضية الفلسطينية إلى مضامينها الثورية من جديد بعد هزيمة حزيران عام 1967، وشكّلت من خلال التحامها بالجماهير الشعبية أحد أهم ركائز نجاح هذه التجربة النضالية والتي حرص فيها القائد جيفارا على الربط بين العمل العسكري والواجبات التنظيمية والعلاقة مع الجماهير الشعبية.

وفي سياق حديثه تطرق مزهر إلى عدد من القضايا البارزة على الصعيد المحلي والدولي وفي مقدمتها انتفاضة أبناء شعبنا التي تدخل شهرها السادس وتسير بخطى ثابتة نحو أهدافها المنشودة متسلحة بعزيمة وإصرار وتضحيات شابات وشباب الانتفاضة،حيث تتصاعد وتيرة الفعل الإنتفاضي بكل الوسائل المشروعة.

ولفت مزهر إلى أن الانتفاضة بحاجة إلى حاضنة سياسية تقودها وتعمل على تنظيمها، وتحافظ على زخمها واستمراريتها، وتتصدى لكل محاولات إجهاضها والتآمر عليها، وتصوغ برنامج عمل نضالي مستمر على كافة المستويات.

ودعا مزهر لعقد لقاء وطني شامل تحضره جميع القوى الوطنية والإسلامية من أجل صوغ استراتيجية وطنية يمكن من خلالها الاتفاق على برامج عمل حقيقية لدعم وإسناد الانتفاضة، وإعادة الاعتبار للمقاومة المسلحة كخيار هام في تعزيز الانتفاضة الشعبية.

وحول الوضع السياسي الراهن أشار مزهر إلى أن استمرار تشبث القيادة الفلسطينية المتنفذة بخياراتها العقيمة في التسوية والمفاوضات، والتعلق بأوهام مشاريع ومبادرات غربية بمجملها في مصلحة الكيان الصهيوني أمر عبثي لا فائدة منه مضيفاً القول "هذه القيادة مستمرة في الانقلاب على قرارات الإجماع الوطني والمؤسسة الوطنية الجامعة، وآخرها قرارات المجلس المركزي الذي أكد على ضرورة التحلل من اتفاقيات أوسلو ووقف التنسيق الأمني، لكن لا حياة لمن تنادي، التنسيق الأمني مستمر في ظل استمرار لحالة التفرد في القرار الفلسطيني، والتدهور والفساد في المؤسسات الفلسطينية خصوصاً في السفارات الفلسطينية بالخارج".

كما حمّل القيادة الفلسطينية مسئولية استمرار العبث والمراهنة على خيارات التسوية واستمرار التطبيع واللقاءات العلنية والسرية مع الاحتلال، داعياً لتنفيذ قرارات المجلس المركزي، ووقف التنسيق الأمني الذي يشكّل طعنة غادرة وصريحة في خاصرة شعبنا الفلسطيني وانتفاضته الباسلة في الوقت الذي يقدّم فيها شعبنا التضحيات تلو التضحيات.

 

وبخصوص استمرار حالة الانقسام الفلسطيني أكد مزهر على ضرورة بذل كل المحاولات من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، والتصدي في الوقت ذاته لمحاولات طرفي الانقسام، وجماعات المصالح في إدامة هذا الانقسام وإدارته، وازدياد معاناة شعبنا المتفاقمة بالضفة وقطاع غزة.

 

وحول جريمة اغتيال المناضل الرفيق عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا أوضح مزهر بأن طريقة الاغتيال الجبانة كانت صادمة وغير متوقعة لافتاً إلى أنها تؤكد على التقصير والإهمال والتواطؤ من السفارة والسفير ووزارة الخارجية خاصة بعد محاولات السفير والسفارة تغييب الكثير من الحقائق وممارسة الكثير  من الأكاذيب حول الجريمة، وفي ظل تدخل وزير الخارجية رياض المالكي من أجل تغيير نتائج تقرير اللجنة المشكلة مطالباً بإقالته وباستدعاء السفير الفلسطيني ومحاكمته.

وأضاف مزهر" حمّلنا الموساد الصهيوني المسئولية عن هذه الجريمة، فهو المستفيد الأول منها لكن لا يمكن أن نتجاهل الدور المتواطئ للسفارة والسفير ووزارة الخارجية ونطمئن جميع الرفاق وعائلة الرفيق الشهيد وجماهير شعبنا بأننا سنكون أوفياء لدماء الشهيد، وأن دم الشهيد عمر دين في أعناقنا، وحين تكتمل لنا فصول الجريمة والمتورطين والمتواطئين فيها ردنا سيكون بحجم هذه الجريمة النكراء. وسنواصل التصدي للفساد المستشري في السفارات والمؤسسات الفلسطينية، وصولاً لتطهيرها من الفاسدين والمتآمرين على شعبنا".

في سياق منفصل  عبّر مزهر عن الافتخار الشديد بحزب الله وبإنجازاته ومقاومته وشهدائه مشيراً إلى أنه رأس حربة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وأذنابه وضد المخططات الغربية في المنطقة، جنباً إلى جنباً مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

 واعتبر مزهر قرار وصمه بالإرهاب لا قيمة له ويزيده شرفاً، وهو يصب أولاً وأخيراً في مصلحة الكيان الصهيوني، خاصة وأن العالم كله ينظر إلى حزب الله بأنه تنظيم مقاوم، وينظر بالاتجاه الآخر للنظام السعودي وحلفائه بأنهم المصدر الرئيسي للفكر التكفيري ومركز المؤامرات الرئيسي في المنطقة .

كما لفت مزهر إلى أن المستهدف من هذا القرار ليس حزب الله فحسب، بل القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية العربية الأولى، والتي دائماً ما يؤكد عليها حزب الله في الوقت الذي تتآمر عليها تلك الطغم الحاكمة.

 وتابع القول" وجدت الأنظمة العربية الرجعية وعلى رأسها مملكة آل سعود نفسها في مأزق حقيقي، بعد أن ذهبت مخططاتها الإجرامية أدراج الرياح بعد التطورات الدراماتيكية في الجبهة السورية وتقدم الجيش العربي السوري وحلفائه على حساب المجموعات التكفيرية المدعومة من السعودية وتركيا، وفي ظل فشل حربها وعدوانها على اليمن والتي لم تحقق فيه أي إنجاز سوى جرائم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنية لليمن وفي محاولات انتقامية غلبها اليأس من هذه التطورات قررت وعبر مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً، وهو إشارة واضحة إلى خسارة النظام السعودي وحلفائه كل أوراقهم الإجرامية لتنفيذ مخططات الغرب في تقسيم الوطن العربي خدمة للمشروع الصهيوني".

وفي تسجيل صوتي توجه شقيق عمر النايف الرفيق حمزة بخالص التحية والفخر لإتاحة الفرصة أمامه للتحدث في حفل إحياء ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي  ذكرى استشهاد القائد جيفارا غزة ورفيقيه كامل العمصي وعبد الهادي الحايك لافتاً إلى أن ذلك يعكس وفاءً للشهيد عمر، ويحمل الجبهة أمانة بالمضي على درب الشهيد ووصيته.

وأضاف "ألمنا في العائلة برحيل شقيقنا وفلذة كبدنا وحيداً مغدوراً داخل سفارة من المفترض أن تكون سفارة بلاده، وأن تشكّل له حماية، لكن أملنا كبير وكبير جداً في الجبهة الشعبية والأحرار من شعبنا بأن تصونوا وصية الشهيد عمر".

وأشار إلى أن قضية الشهيد عمر النايف ليست قضية العائلة فقط،بل هي قضية تخص الوطن كله لافتاً إلى أن العائلة منذ لحظات استقبالها لخبر استشهاد ابنها تعاملت بمسئولية شديدة، ومن منطلق وطني من أجل كشف تفاصيل الجريمة، ومحاسبة مرتكبيها، منطلقين بأن عمر هو ابن الشعب الفلسطيني أولاً وأخيراً، وكانت دوماً بوصلته موجهة إلى فلسطين، ومناضلاً صلباً من أجلها

كما أكد على أن شقيقه الشهيد تعرض لتهديدات ومضايقات وضغوطات متكررة وممنهجة من السفارة، في ظل عدم قيام السفير بواجبه في توفير الأمن الضروري له.

 وأفاد بأن العائلة انسحبت من لجنة التحقيق وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة نزيهة ذات كفاءة مهنية عالية بأسرع وقت، خاصة بعد أن تدخلت وزارة الخارجية عبر وزيرها بشكلٍ فجٍ من أجل منع صدور نتائج الاستخلاص الذي يحمّل السفارة والسفير والخارجية مسئولية وتقصير في الجريمة.

وفي ختام كلمته قال "لا أريد أن أطيل عليكم فجرحنا برحيل شقيقنا ورفيق دربنا كبير وكبير جداً، لكن عزاؤنا بكم أن تكملوا المسيرة، وتسيروا على درب المبادئ السامية التي عاش واعتقل وابعد وتشرد واستشهد من أجلها الشهيد".