Menu

نصر الله: المفاعلات النووية لإسرائيل ستكون أحد أهداف الحرب القادمة

السيد حسن نصر الله

بوابة الهدف _ وكالات

استبعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن تشن "إسرائيل" عدوان في المدى المنظور على لبنان، لأنها لا تقدم على حرب من دون موافقة أميركية، "أستبعد شن أي حرب إسرائيلية على لبنان لكن نُبقي احتمال أن يكون هناك حمقى".

واعتبر السيد نصرالله خلال حوارٍ على قناة "الميادين"، أن أي حرب على لبنان بمثابة مغامرة ونتائجها مجهولة بالنسبة لـ "الإسرائيليين" والأميركيين.

وأوضح أن الاحتلال يعرف أن المقاومة تملك صواريخ فعالة يمكنها أن تصل إلى أي نقطة في فلسطين المحتلة، مؤكداً على أن تل أبيب تعرف أن كلفة الحرب على لبنان كبيرة وباهظة جداً وأكبر من أي جدوى.

"أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء، وتهديدنا باستهداف خزانات الأمونيا وضع الإسرائيليين في إرباك، حين نكون في موقع المعتدى عليه ومهددين نؤكد في المقابل أننا لسنا ضعفاء"، يضيف السيد.

 وتابع "من حقنا الطبيعي ان نضرب أي هدف في فلسطين المحتلة يمكن ان يردع العدو بما فيها المفاعلات النووية، من حقنا ان نضرب أي هدف إذا اعتدى الإسرائيلي على بلدنا"، مؤكداً على إمكانات المقاومة في ضرب أي هدف تريده في أي مكان في فلسطين المحتلة.

وأكد على وجود قائمة كاملة من الأهداف في فلسطين المحتلة بما فيها المفاعلات النووية ومراكز الأبحاث البيولوجية، "لا نقدم ضمانات أمنية للعدو لكن نقول له بألا يعتدي".

وقال "من حق المقاومة والجيش والشعب في لبنان امتلاك أي سلاح يمكّن البلاد من الدفاع عن نفسها، هناك معركة جهوزية وأمنية مستمرة مع العدو ومن حقنا مواجهتها".

 ونوّه إلى أن المقاومة ليست في موقع تبادل رسائل مع العدو وإن كان يحاول إيصالها لكن المقاومة ليست معنية بالإجابة.

حزب الله وسوريا 

وأكّد السيد نصرالله على أن حزب الله وإيران و سوريا وروسيا في موقع واحد في سوريا.

وقال إن القرار الروسي بالدخول إلى سوريا لم يكن مفاجئاً بل نوقش على مدى أشهر على أعلى المستويات وأن المقاومة كانت على اطلاع.

وأوضح أن "النقاش بين إيران وروسيا وسوريا كان على مستوى القيادات العليا ووزارات الخارجية ورئاسات الأركان".

وأشار أن تشكيل غرفة عمليات وطوارئ في بغداد فيها ممثلون عن العراق وروسيا وإيران وسوريا نتيجة النقاشات.

وعن دور حزب الله قال "نحن أطراف في التشاور من قبل الجانبين الإيراني والسوري". ووصف الانسحاب الروسي من سوريا بأنه جزئي "شبه كبير".

ورأى أن حجم الانجازات ضد "التكفيريين" في سوريا في الأشهر الأخيرة كان كبيراً. 

وأوضح أن "روسيا قررت بعد إسقاط تركيا لطائرتها إرسال قوات إلى سوريا لم تكن مقررة مسبقاً، وأن القوة الروسية التي جاءت إلى سوريا بسبب احتمال تدهور الأوضاع مع تركيا لم تعد هناك حاجة إليها".

"ما يحتاجه الميدان في سوريا من قوة جوية روسية ما زال موجوداً في سوريا، وأخذنا علماً بالقرار الروسي بالانسحاب الجزئي من سوريا قبل الإعلان عنه".

ورأى أن روسيا وإيران والقيادة السورية تريد حلاً سياسياً لكن الطرف الأخر كان يرفض.

وأشار إلى أن الأميركيين أدركوا أنهم عجزوا وفشل حلفاؤهم في سوريا وأنهم باتوا يبحثون عن البديل في سوريا ولا سيما بعد اعترافهم بخطئهم في ليبيا ، كما أنهم أدركوا أن البديل في سوريا بات داعش والنصرة، وأنهم باتوا يريدون حلاً سياسياً يخدم أهدافهم وأهداف حلفائهم وليس الشعب السوري. 

واعتبر أن الرئيس بشار الأسد لا يمثل شخصه بل يمثل تياراً عريضا في سوريا وحلفاؤه لن يقبلوا بحل ترحيله، وأكد على أن الحل السياسي في سوريا هو عبر الوصول إلى تسوية ما وليس عبر الإلغاء والإقصاء، وأن ما يطالب به الطرف الآخر برحيل الأسد هو خداع سياسي ويهدف لتحقيق ما فشل به في الميدان.

حزب الله والسعودية 

وأوضح السيد نصرالله أن السعودية "هي التي تعطّل بالدرجة الأولى أي حل سياسي في سوريا ومن ثم تركيا، والنظام السعودي يراهن ربما على الانتخابات الأميركية لذا لا أتوقع تقدما في المسار السياسي".

واعتبر نصرالله أنه قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزبه "إرهابياً" هو قرار سعودي أولا والباقون يجاملونها.

وتابع " السعودية تملك سطوة المال والإعلام والفتوى والتكفير الديني والتكفيريين وتهدد بها من يعارضها، بعض دول مجلس التعاون الخليجي لم يكن بمناخ تصنيف الحزب إرهابياً لكنه أرضى السعودية، والعراق لم يستطع المجاملة في قرار مجلس التعاون الخليجي لأنه كان مستهدفا".

"من يعتبرنا حقيقة إرهاباً هم آل سعود وليس السعودية، والنظام السعودي لديه تراكم في المواقف تجاهنا له علاقة بالمشروع السعودي في المنطقة ولبنان"، مؤكداً أن هناك مشروعاً سعودياً بإلغاء المقاومة في لبنان ولديهم في حزب الله معطيات بهذا الشأن.

وقال إن لديه معطى حول المشروع السعودي في لبنان بإلغاء المقاومة رافضاً إعلانه في الوقت الحاضر لتلاشي المشاكل في لبنان.

"المشروع الأخطر لآل سعود هو على ايران ولا علاقة له بالسنة والشيعة، وآل سعود هم من أطلقوا الحرب على ايران، والعراق كان حينها أداة بيدهم، والنظام السعودي سيعمل ليلاً نهاراً في كل مراكز القرار الدولي حتى لا يُنفذ الاتفاق الدولي مع ايران".

ورأى أن النظام السعودي بحث عمن يحمله مسؤولية فشله على كل الصعد فاستهدف حزب الله، مضيفاً أن الحزب ما زال يحظى بالاحترام والتأييد في العالمين العربي والإسلامي.

"آل سعود لا يقبلون ان يقف أحد في وجه الإرادة الملكية السامية، والنظام السعودي لجأ الى سلسلة خطوات ضد الحزب في لبنان وهو ليس حريصاً على بلدنا".

ونفى السيد بشدة كل ما قيل عن تسليح وتدريب حزب الله لأحد في البحرين ، عاداً إياه كلاماً كاذباً.

وقال "لطالما دعونا الشعب البحريني الى الحراك السلمي وكان هناك التزام واسع بهذا الحراك، نحن لا نتدخل أبداً في البحرين وأي تهمة توجه إلينا في هذا الاطار هي كاذبة وباطلة".

وطالب الوزراء العرب التدقيق في المعطيات التي تحدثت عن تدخل الحزب في البحرين والتي يقف وراءها النظام السعودي.

"نحن ندعو ودعونا دائماً الى الحوار السياسي في منطقتنا سوى مع عدونا الاسرائيلي، والنظام السعودي لا يريد حواراً لا مع ايران ولا مع سوريا ولا معنا لان موقعه ضعيف، ونحن ندعو الى كل أشكال الحوار على امتداد العالم الإسلامي ولا نمانع بأي حوار وهذا هو المطلوب أصلا".

وأضاف "على السعودية ان تبقي مشاكلها معنا ولا تسحبها على من لا علاقة لهم، ما يمارسه النظام السعودي حالياً لم تمارسه الجاهلية الجهلاء"، مشيراً إلى أن تحالفاته لم تقم على الأساس الديني أو الفكري وانما كانت تحالفات سياسية.

حزب الله ولبنان

وأشار  أن الرئيس سعد الحريري شن منذ اليوم الأول لعودته الى لبنان هجوماً على حزب الله، لكنه أبدى استعداده للقاء معه في حال كان نجاح الحوار بين حزب الله والمستقبل يحتاج الى هذا اللقاء.

"لم نرَ ايجابية في كل كلام الفريق الأخر في لبنان إلا باستمرار الحوار، والحل العادل لكل الافرقاء في لبنان هو النسبية في قانون الانتخاب لكن تيار المستقبل يرفضها، ولبنان لا يبنى إلا على مبدأ الشراكة".

 ولفت إلى أن "حزب القوات اللبنانية يحاول دك اسفين بين حزب الله والتيار الوطني الحر في مسألة رئاسة الجمهورية، وعلاقة حزب الله مع حركة أمل ورئيسها نبيه بري متينة وليست مبنية على ممارسة الضغوط".

وأكد على "التزامه بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، وحزب الله فعل وسيفعل كل الممكن لوصوله الى سدة الرئاسة". معتبراً أن الأمور ليست ناضجة للحوار مع حزب القوات اللبنانية وهي تحتاج الى وقت وظروف، لكنه أكد على وجود  التزامات واضحة حيال مرشح حزب الله العماد عون.

"نريد رئيساً قوياً ثابتاً ولا يُشترى بالمال ولا يرتعب أمام بعض القوى الإقليمية والدولية، العماد عون يمتلك الحيثيات لمنصب الرئاسة وحين ندعمه لا يعني ذلك اننا نرفض مرشحاً أخر".

وعلى صعيد آخر رأى أنه "إذا صح أن السفينة التي ضبطت باليونان محملة بالأسلحة فهذا مؤشر على رغبة في اخذ البلد الى حرب، ونحن لا خلاف بيننا وبين مختلف قيادات التيارات في ايران حول القضايا الأساسية والعلاقة دائما جيدة".

 وأكد أن هناك لقاء جمعه مع الرئيس حسن روحاني بعد انتخابه ووصف هذا اللقاء بأنه كان طيباً وبناءً.

حزب الله ومصر 

وأوضح عن زيارة وفد من حزب الله الى القاهرة، أنها كانت فقط للتعزية برحيل الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، كاشفاً عن أن هيكل "طلب لقائه بعد استشهاد ابنه هادي، وأن العلاقة استمرت مع الراحل الكبير هيكل حتى بعد ذهاب حزب الله الى سوريا ودافع عنا في أصعب الظروف، وخلص إلى أنه برحيل هيكل يخسر العالم العربي البقية الباقية ممن صمد في وجه المال والترهيب والتكفير".

وكان السيد نصرالله استهل حواره بتهنئة أمهات المعتقلين والشهداء ووالدته وكل الأمهات بعيدهن اليوم، "الأمهات لهن دور كبير في استمرار المقاومة وانتصارها".