Menu

استفتاء دارفور ينطلق اليوم لاختيار النظام الإداري

دارفور

دارفور- بوابة الهدف

يصوّت سكان دارفور في استفتاء بخصوص النظام الإداري للإقليم السودان ي وذلك بعد 13 عاماً من بدء الصراع الذي خلف مئات آلاف القتلى.

ويختار المواطنون في الاستفتاء، الذي يبدأ يوم الاثنين ولمدة ثلاثة أيام، بين الإبقاء على دارفور بوضعها الحالي كإقليم مكون من 5 ولايات منفصلة عن بعضها أو انضمام هذه الولايات لتشكيل منطقة واحدة.

واندلعت في دارفور حرب أهلية في عام 2003 لا تزال مستمرة حتى الآن.

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء استفتاء تعتزم تنظيمه حكومة السودان في الإقليم، الواقع غربي البلاد.

وأشارت إلى انزعاجها بسبب غياب الأمن والتسجيل غير الكافي للأشخاص المشردين بسبب الصراع، وعدم قدرة مواطني دارفور المقيمين في الخارج على التصويت.

ومن المتوقع أن يقر الناخبون في الاستفتاء نظام تقسيم الإقليم إلى خمس ولايات، وهو الأمر الذي وصفه الحزب الحاكم للرئيس السوداني عمر البشير بأنه أكثر كفاءة. لكن مراقبين يقولون إن ذلك سيمنح الخرطوم سيطرة أكبر على دارفور.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر: "إذا نظم الاستفتاء حول وضع دارفور في ظل القواعد والظروف الحالية، فإنه لا يمكن اعتباره تعبيرا صادقا عن إرادة شعب دارفور".

وأكد أن واشنطن لديها "قلق عميق" إزاء الاستفتاء، مضيفا أنه "سيقوض عملية السلام الجارية الآن".

والاستفتاء هو المرحلة الأخيرة في عملية السلام التي تفاوضت بشأنها أطراف الصراع في العاصمة ال قطر ية، الدوحة.

وطالبت المعارضة بالمزيد من السلطة الإقليمية لوضع حد لما يعتبرونه تدخل الخرطوم في النزاعات على ملكية الأرض.

وترى المعارضة إنه حال موافقة دارفور على البقاء كإقليم واحد، فإنه سيصبح له ثقل أكبر داخل السودان، وأن التصويت لن يكون نزيها بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار بالإقليم، ترى الخرطوم أن الوضع في دارفور مستقر بما يكفي لإجراء الاستفتاء.

أما المجموعات المسلحة التي رفضت توقيع الاتفاق فتعتبر أن نتائج الاستفتاء لا معنى لها، معللة ذلك بأن العديد من الناخبين -ومن بينهم نازحون- لن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بسبب الاضطرابات.

والأسبوع الماضي، قام الرئيس السوداني عمر البشير بجولة لولايات دارفور الخمس حث خلالها الجماهير على المشاركة بالاستفتاء الذي سيحدد الشكل الإداري للإقليم.

وشدد البشير في خطاباته بدارفور على أن إنفاذ السلام بالمنطقة وبسط الأمن والاستقرار من أولويات حكومته، مؤكدا المضي قدما في إجراء الاستفتاء ومواصلة تنفيذ اتفاق سلام الدوحة للوصول إلى غاياته المنشودة.

وتسبب القتال العنيف في دارفور في تشريد أكثر من 100 ألف شخص انضموا إلى نحو 2.5 مليون شخص نازح آخرين في المنطقة، بحسب الأمم المتحدة.

ولا يعرف كيف سيجرى التصويت في مخيمات النازحين في الداخل، حيث يسود شعور مناهض للحكومة بشكل كبير.

وقال تونر إن السلام في السودان سيتحقق فقط من خلال عملية تعالج الأسباب الرئيسية للصراع "وتضمن وقفا نهائيا للأعمال العدائية، وتخلق فضاء لمشاركة جدية لجماعات دارفور وجميع السودانيين في حوار وطني شامل وحقيقي".

واعتبر أن استفتاء دارفور "سيناقض هذه الأهداف الرئيسية والهدف الأشمل لتحقيق السلام والاستقرار في دارفور".

وقال البشير إنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة بعد انتهاء فترته الحالية في عام 2020، ووصف قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه "محاكمة مسيسة".

وبحسب الأمم المتحدة فإن الصراع في دارفور أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص منذ عام 2003.

المصدر: وكالات