أعلنت عائلة الشهيد عمر النايف عن قرارها بإكرام الشهيد ودفن جثمانه، ووضع حد لآلام عائلته ومعاناتها المتواصلة، على أن يتم التشييع يوم الجمعة 10 يونيو الجاري، في العاصمة البلغاريّة صوفيا.
وعاهدت العائلة في بيان صدر عنها، أبناء الشعب الفلسطيني بأنهم لن يتوقفوا عن مساعيهم في ملاحقة المتورطين في جريمة اغتيال الشهيد النايف وكشف المنفذين، وأكدت العائلة أنها قامت بتشكيل فريق عمل قانوني سيعمل على متابعة الملف أمام كل الجهات ذات العلاقة محلياً وإقليمياً ودولياً، باعتبار قضية اغتياله هي قضية شعب وليست شخصية.
وأوضحت العائلة أسبابها في قرار الدفن، وما آلت إليه مجريات قضية الشهيد النايف.
وفيما يلي البيان الصادر عن عائلة الشهيد عمر النايف:
بيان للرأي العام صادر عن عائلة الشهيد عمر نايف
بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان... يا أيها الأحرار في كل أرجاء المعمورة... بعد مرور أكثر من مئة يوم على جريمة اغتيال ابننا البار بوطنه وعائلته الشهيد عمر النايف، في مبنى السفارة الفلسطينية بصوفيا في بلغاريا، والتي لجأ إليها معتقداً أنها ملاذٌ آمن له من ملاحقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها وللأسف كانت أوهنَ -على أبنائها- من بيت العنكبوت، لقد مارس البعض في السفارة -وعلى رأسهم السفير- كل أنواع المضايقات والتهديدات والضغوطات على ابننا، بغية دفعه لمغادرة السفارة، كي يغدو هدفاً أكثر سهولة لجهاز الموساد الإسرائيلي، ورغم كل ذلك فقد صمد الشهيد عمر بكل شجاعة، وأبى إلا أن ينال شرف الشهادة فوق أرضٍ فلسطينيةٍ في سفارة دولته، التي تخلت عنه, وتعاملت معه وكأنه عبء ثقيل ينبغي التخلص منه. ونحن -أفراد عائلة الشهيد- ليس لدينا أدنى شك من أن الموساد الإسرائيلي هو من يقف خلف عملية الاغتيال. ولكن يبقى السؤال الكبير والمفتوح عن دور طاقم السفارة والأمن والمخابرات البلغارية والخارجية الفلسطينية قبل وأثناء وبعد عملية الاغتيال. ونحن كعائلة لن نكل أو نمل في البحث عن الحقيقة، والوصول الى أجوبة توصلنا إلى الحقيقة. إننا كعائلة نشعر بألم المغدورين، وبعد أن انتظرنا كل هذه المدة التي طالت ما بين رفض السلطات البلغارية تسليمنا لجثمان الشهيد تارة، وما بين إصرارنا على عدم استلام الجثمان إلا مع التقرير الطبي، ونتائج التحقيقات الجنائية تارة أخرى، لقد اتبعنا كل الوسائل القانونية، بيد أننا لم نتلقى سوى المماطلة والردود الضبابية والروايات المتناقضة، والمحاولات المستميتة لكسر إرادتنا، ودفعنا لليأس، والتوقف عن المطالبة بفضح المتورطين، وكشف لغز الجريمة. وقد ثبت لدينا أن اللجنة الأخيرة التي شكلها الرئيس محمود عباس ، والتي مكثت في صوفيا ما يزيد عن 40 يوماً، لم تقم خلالها بأية تحقيقات. لذلك فإننا لا نراها -للأسف الشديد- سوى لجنة صورية، هدفها ذَر الرماد في العيون، وخداع الرأي العام. لكنها فَضَحت ودونما قصد نوايا وزارة الخارجية، بعدم القيام بأية تحقيقات، تطال السفير وغيره ممن تدور حولهم الشبهات، سواء بالتقصير أو التواطؤ أو المشاركة بعملية الاغتيال. ولقد تسلمت تلك اللجنة قراراً بلغارياً، بتمديد عمليات التحقيق حتى نهاية شهر أغسطس من العام الجاري. وتسلمت هذه اللجنة أيضاً نتائج أولية للتقرير الطبي، يحمل في طياته الكثير من التناقضات، ولا يقدم تفسيرات لآثار العنف على جسد الشهيد، أو عن الطريقة التي تمت بها عملية الاغتيال ولقد قمنا عبر محامينا في بلغاريا بالتقدم بطلب رسمي، للحصول على العينات البيولوجية وعلى التسجيلات الهاتفية الصادرة والواردة للسفارة ودائرة المشبوهين ليلة الاغتيال، حتى يتسنى لنا اللجوء للمحاكم الأوروبية والدولية. وأمام كل ذلك، فقد قررت العائلة ما يلي:
اتخذنا قراراً بإكرام الشهيد، ودفن جثمانه، ووضع حد لآلامنا ومعاناتنا المتواصلة، حيث اخترنا يوم الجمعة 10/6/2016 يوماً لتشييع جثمان الشهيد في العاصمة البلغارية صوفيا.
نعاهد أبناء شعبنا بأننا لن نتوقف عن مساعينا في ملاحقة المتورطين، وكشف المنفذين، متوكلين في ذلك على الله عز وجل، ومعاهدين شهيدنا بأن دماءه ستبقى أمانة في أعناقنا وأعناق كل الشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.
لقد قمنا بتشكيل فريق عمل قانوني، سيعمل على متابعة الملف أمام كل الجهات ذات العلاقة محلياً واقليمياً ودولياً.
إننا ننظر إلى قضية ابننا البار كقضية شعبٍ بأكمله، وليس كقضيةٍ شخصية... وإننا حين نصبر، فإننا نصبر لأجل فلسطين... وحين نغضب، فإننا نغضب لكِ يا فلسطين الحبيبة.
أخيراً فإننا نشكر كل من وقف معنا خلال هذه الفترة، وندعو كل الأحرار لمواصلة المسيرة، حتى الوصول للحقيقية ولا شيء غير الحقيقة.
عاشت فلسطين، والمجد والخلود للشهيد عمر نايف وكل شهدائنا الأبرار - عائلة الشهيد