Menu

متاعب الخطاب الفلسطيني

بوابة الهدف الإخبارية

الرئيس عباس

في ميزان العمل السياسي في العصر الحديث تعتبر النوايا أو الأهداف جزء هام ولكن صغير جداً من العمليات السياسية الواجب على القادة القيام بها، هذا ما يمكن تلخيص أي تعقيب على خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة به.

فلو نظرنا لقائمة المطالبات التي قدمها الرئيس في خطابه كأهداف يجب تحقيقها سياسياً، وجميعها يتصل بإنهاء الاحتلال في العام 2017 وجعله آخر عام للاحتلال، لوجدنا أنّ المطلوب لتحقيق هذا الهدف يبدأ أولاً بإطلاق كل أدوات الفعل الفلسطيني لخلق ضغط كافي على الاحتلال وعلى العالم لانجاز هذا الهدف.
هذا بجانب متطلبات ضرورية أخرى أبرزها البدء في ملاحقة الاحتلال وقادته قانونياً أمام محاكم جرائم الحرب، وانفاذ قرارات المجلس المركزي ل م. ت. ف، الخاصة بوقف التنسيق الامني مع الاحتلال وقواته، واعتبار عام 2017 أيضاً عام الفكاك مع اتفاق أوسلو والاتفاقيات اللاحقة التي عقدت مع الكيان الصهيوني.

 وإذا سلمنا بصحة الاهداف التي أعلن عنها السيد الرئيس فبوسعنا إبصار مدى ابتعاد الادوات التي تمسّك بها سيادته لتحقيق هذه الاهداف المشروعة لشعبنا، فالتمسك بالمؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا بالتأكيد ليس المدخل لتحقيق أهداف شعبنا المشروعة، فليس من المعقول الرهان على هذا المؤتمر الذي ينطلق من قاعدة ومنطلقات تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني كما قررتها الشرعية الدولية، كذلك إنّ اعادة الرهان على أي عملية تفاوضية مع الاحتلال هو رهان خاسر وضار، ومجحف وبشدة لتضحيات شعبنا.

المطلوب اليوم فعلياً من القيادة الفلسطينية الالتفات للجماهير الفلسطينية المنتفضة، وعدم النظر لأفعالها كسلوك يائس، بل كسلوك مشروع ومطلوب وانطلق يحدوه الأمل في انتزاع الحرية والاستقلال بالتضحيات والصمود، وهو ما يرتبط به ضرورة الرفض التام للدعوات التي أطلقتها الادارة الامريكية وغيرها من الاطراف للعودة للمفاوضات الثنائية العبثية مع الاحتلال، التي يدرك كل فلسطيني وكل من شارك فيها كونها دوامة عبثية يستخدمها الاحتلال للتغطية على جرائمه اليومية بحق أبناء شعبنا.

  واخيراً إنّ الانطلاق نحو هذه الاهداف الوطنية، يتطلب على الأقل إنهاء الانقسام، والتشارك الوطني في القرار وفي تحديد الاهداف والادوات في كل مرحلة، وهذا لا يتم إلاّ بوضع استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة الاحتلال، وفي إعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية وفي القلب منها منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات شاملة، وعودة الفلسطينيين لموقعهم الطبيعي كشعب موحد في مواجهة الاحتلال.