Menu

إضراب يعم المخيمات الفلسطينية في لبنان بعد وفاة طفلة وجدتها.. والشعبية تستنكر الحادث

الطفلة إسراء

بيروت - بوابة الهدف / وكالات

عمّت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إضراباتٍ شاملة، الاثنين، وذلك بعد وفاة الطفلة إسراء إسماعيل وجدّتها، في مخيّم نهر البارد، مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا بالمخيّم.

وتعرّضت الطفلة إسراء إسماعيل (5 أعوام)، وجدّتها المسنّة، يوم الأحد، لحادث دهس أثناء توجههما إلى منزلهما في منطقة "المحمرة" قرب مخيم "نهر البارد"، فيما لاذ سائق السيارة بالفرار.

وأشاد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، مروان عبدالعال، بحالة الغضب الشعبي التي عمّت في مخيمّات اللاجئين، مؤكدًا ضرورة معرفة ملابسات الحادث من كافة الجهات المختصة وتحديد المسؤولية، محذرًا من كافة السياسات الخاطئة التي تحصد أرواح الفلسطينيين.

وقال عبدالعال، في تصريحٍ له، الاثنين، إنّ "التقليصات المستمرة للأنروا، التي تقايض حياة الفلسطيني في ميزان الواردات المالية، ولا يهمها الشعور بالظلم وتداعياته، وبخاصة لمخيم مجروح كنهر البارد، والقرارات فيها تنشدّ إلى حسابات التوفير أكثر من حياة المريض"، هي من عوامل الحادث.

وأضاف " الجهاز البيروقراطي البليد الذي يستمر في تعامله مع مستشفيات تفتقر إلى هيكلية طبيّة صحيحة، ولا تتعامل مع مستجد وحالة طارئة بمسؤولية تتناسب وطبيعة الحالة، والموظف يظل عبداً مطيعاً للنظام الفوقي والأوامري".

وقال عبدالعال "مسؤولية وزارة الصحة اللبنانية ومسؤوليتها عن السياسة الصحية في لبنان وبما فيها ما تقوم به الأنروا من سياسات صحية، ولا بد من مساءلة حتى للجسم الطبي في الشمال، خاصة لجهة تأدية المستشفيات لوظيفتها ببعدها الإنساني قبل التجاري، وإنقاذ حياة مريض له أولوية عن جهة التغطية".

كما أكد على أنه آن الأوان لصنّاع القرارت إدراك عواقب هذه السياسة، والتعامل معنا بشروط إنسانية، بمواصفات اللاجئ التي تحفظ له الحياة الكريمة، مشيرًا إلى أن الأمن السياسي مهم لكن الأهم هو الأمان الإنساني، مثل الصحة والسكن والتعليم، نحن لا نخاف الموت، ولكن نخاف على حياة تشبه الموت.

وقال مسؤول ملف "نهر البارد" في حركة "حماس"، أحمد الأسدي، "على إثر الحادث المذكور تمّ نقل المصابتين إلى مستشفى الخير بالمنية (شمال لبنان)، والذي يفتقر للإمكانيات اللازمة والفريق الطبي المتخصص لإتمام العمليات الدقيقة".

وفارقت الطفلة إسراء الحياة، بعد انتظارها لأكثر من ساعتين، لتحويلها إلى مستشفى آخر، لحاجتها الماسة إلى جهاز تنفس لم يكن متوفراً في مستشفى "الخير"، فيما توفيت الجدة بعدها بساعة.

وبحسب الأسدي؛ فقد ناشدت عائلة المصابتين واللجان الشعبية وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور والمعنيين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تقديم المساعدة، إلا أنه لم يكن هناك أي تجاوب من قبل الأطراف المذكورة، كما قال.

وأضاف الأسدي أن حالة من الغضب تسود مخيمات لبنان كافة والشمال خاصة بعد هذه الحادثة، تنديداً بتقاعس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" واحتجاجاً على سياساتها الاستشفائية المتبعة منذ فترة.

وأوضح أن كل مخيمات اللاجئين اليوم ستشهد إضراباً شاملاً واعتصامات أمام مكاتب الـ "أونروا"، مضيفا "سيتم بحث خطوات تصعيدية ضد الأونروا، لأنها هي المسؤولة عن اللاجئين والمعنية بإيجاد الحلول لهم".

ويطالب أبناء مخيم "نهر البارد" بتوسيع مستوصف "الهلال الطبي"، وتأهيله لاستقبال حالات الطوارئ.

من جانبها، أصدرت "لجان المقاومة" و"اللجان الشعبية الفلسطينية" في شمال لبنان، بياناً أكدت الوقوف على الأسباب التي أدت لوفاة الطفلة وجدتها، موضحة أن المعطيات الأولية، تشير إلى تقصير من وكالة "أونروا" التي "عجزت عن تأمين مستشفى تخصصي، لمواكبة حالة الضحيتين".