Menu

ارفعوا ايديكم عن شعبنا

بوابة الهدف الإخبارية

ارفعوا ايديكم عن شعبنا

خاص - بوابة الهدف الاخبارية

في كفاح الفلسطينيين ضد العدو الصهيوني فإنهم يقاتلون لأجل تحرير الارض والإنسان ولضمان الحياة الحرة الكريمة لهم وللأجيال القادمة من أبناء هذا الشعب، لهذا السبب انطلقت حركات التحرر الفلسطينية على إختلاف مسمياتها ومشاربها، أو على الأقل هذا ما تُعلنه هذه الحركات والفصائل، ولكن البعض له رأي وسلوك يتعارض مع هذا تماما.

بعد مشاركة وفد رسمي من السلطة الفلسطينية قاده الرئيس الفلسطيني في جنازة عدو الشعب الفلسطيني شمعون بيرس، عبّرت جماهير شعبنا على اختلاف توجهاتها عن استنكارها لهذا الفعل بشكل فردي وجمعي، وعدا عن البعد الوطني للقضية، فإن هذا حق طبيعي لجماهير شعبنا، هذا الحق هو في أن تُبني المواقف وتتبناها وتُعبّر عنها، ولكن هذا كله قوبل بموجة وحشية من الاعتقالات والاعتداءات والتهديد لكل من أبدى رأي مخالف، طالت أبناء الشبيبة الفتحاوية في جامعة بيرزيت، والنشطاء الوطنيين الذين احتجوا في رام الله.

فحينما يُتخذ القرار السياسي في نقاط مفصلية عدة بشكل فردي، وبشكل يتنكر لصلاحيات أي هيئات ومؤسسات وطنية وعلى رأسها اللجنة التنفيذية لـ" م ت ف"، يكون الاحتجاج أمر أكثر من طبيعي، وحينما يكون هذا القرار متعارض مع كل ما هو مُتوافق ومتعارف عليه وطنياً يكون الاعتراض واجب وطني.

وإذا نظرنا لتطوّر المشهد في فلسطين، نرى أن البعض المُمسك في تقاليد الحكم ومؤسساته الأمنية، قد استباح حق المواطن في حرية التعبير بالقمع والعربدة والتنكيل، كأداة لفرض ما يرغب به وقتما يشاء، وعلى نحو يضرب ما ترسّخ في الساحة الفلسطينية من تقاليد لكيفية إدارة الخلافات والتناقضات الداخلية، والحفاظ على مساحات للعمل الوطني المشترك، في ظل ذلك، وبما لا يفسد ساحة العمل السياسي والوطني ويحيلها لمنطق الغابة وشريعتها كما عشنا في الأسابيع والأيام الأخيرة.

يمكن الجزم بكثير من الثقة أن حضور هذه العقلية القمعية لا يقف تأثيره السلبي عند حرمان الناس من حقوقهم، بل وافراغ النضال الوطني الفلسطيني من مضمونه الانساني والتحرري، فكيف يتم الطلب من الفلسطيني ان يناضل لأجل حريته ونناشد العالم التضامن مع هذا النضال، وهناك من الفلسطينيين من استباح هذه الحرية ويعمل على انتزاعها وتكميم أفواه مناضليها والتنكيل بهم، وعلى أي نحو يمكن بناء مؤسسات للعمل الوطني تقود النضال لأجل العودة وتقرير المصير والدولة وتكون نواة لها، وهناك من يرى في هذه المؤسسات مزرعة خاصة له تقاد بقرارات فردية وتسود فيها احكام القمع.

إن هذه العقلية هي فعلياً ما يُعمّق الانقسام السياسي الفلسطيني وتشعباته أفقياً ورأسياً، ويمزّق وحدة شعبنا وينال من نضاله، وهو ما يجب التصدي له بكل شكل ممكن من أشكال التعاضد الوطني القائم على الشراكة المبنية على احترام الآخر الفلسطيني، والدفاع عنه لا الهجوم عليه والتنكيل به.

ورغم كل ما نمر فيه، إلاّ أنّ هناك أفق مشرق يلوح من التطورات الأخيرة، هذا الأفق في تصميم الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم على قول كلمتهم، والدفاع عن قضيتهم، ونقاء هذه القضية كمشروع تحرير للأرض والانسان، سيمضون فيه قدما رغم انف كل الجلادين.