Menu

بالصور: سوق الأربعاء... إرث تاريخي وملتقى شعبي

سوق الأربعاء بمدينة خانيونس

الهدف_خانيونس_ محمود الحاج:

ألواح خشبية تحمل على نفسها قصص أصحابها الذين يأتون كل أربعاء من كل أسبوع؛ ليعرضوها لكل مشترٍ يأتي من مكان ما في قطاع غزة؛ يقضي نهارا كاملا وهو يتجول بين أروقة سوق الأربعاء كما هو متعارف عليه في خان يونس.
هذه التحفة الشعبية التي تلتقي فيها كل ألوان وفئات المجتمع الغزي, متظللة بخيامها القماشية, تشتري منها ما تحتاج أو تغذي ناظريها بجمال ما لا تحتاج, دون أن تشعر بمرور الوقت ودون أن يصيبها ملل.. تقع في محافظة خان يونس جنوب القطاع بالقرب من دوار أبو حميد على امتداد السكة الحديد سابقا, وتغطي مساحة 2 كيلو متر بحسب بلدية خان يونس، كما تضم أقساما متنوعة تشمل المأكولات بأنواعها، والملابس، والأحذية، والأدوات المنزلية بمختلف أنواعها، والخضار، والحلال.
الحاج صبحي النفار "أبو يحيى" البالغ من العمر 78 عاما والذي يعمل بائعا في سوق الأربعاء يقول: قضيت نصف عمري بائعا في أسواق قطاع غزة, أبيع كل ما له علاقة بالتراث الفلسطيني, موضحا أنه يقوم بجمع الملابس القديمة, وبكارج القهوة ومستلزماتها والكوفية الفلسطينية بكل ألوانها, ثم يذهب بها إلى السوق لكي يبيعها للناس بأسعار زهيدة.
أبو يحيى يبين أيضًا أنه بالرغم من قلة طلب الزبائن؛ إلا أنه متمسك بهذه الأغراض ومتمسك بوجوده في هذا السوق؛ لأنه يشعر بأن هذا سيحافظ على تراث وهوية الشعب الفلسطيني.
الحاجة صفية شبير " 56 " عاما أم لسبعة أبناء, اختارت هي الأخرى أن تكون بائعة في سوق الأربعاء تعمل إلى جانب عدد من أبنائها, تتحدث وقد بدت على وجهها علامات التعب: أنا أتواجد هنا منذ عشرة سنوات في كل يوم أربعاء بجانب أبنائي لكي أساعدهم في عملهم, بالرغم من أنني لا استطيع الوقوف طويلا, لكن هذا حال كل من يبحث عن رزق في هذه الحياة الصعبة.
 وتؤكد شبير أنها لم تنقطع يوما واحدا عن السوق؛ حيث تستيقظ مبكرا كبقية البائعين لتجهيز أغراضها ونقلها إلى المكان المخصص لها في السوق .

ولم تنته القصة عند أبو يحيى والحاجة صفية , فهناك محمد عواد 24 عاما أحد الشباب الذين تركوا جامعاتهم في سبيل الحصول على لقمة عيش كريمة .
يروي عواد: تركت الجامعة قبل 3 سنوات لأنني لم اعد قادرا على دفع رسومها, ومن ثم اتجهت للعمل بجانب خالي في سوق الأربعاء أبيع المكسرات, لكي أعيل أسرتي المكونة من 5 أفراد, ثلاثة منهم فتيات.
وعن إذا ما كان عواد يذهب إلى أسواق أخرى غير سوق الأربعاء, أوضح انه يذهب إلى عدة أسواق منها سوق الخميس في البريج , وسوق الثلاثاء في دير البلح، وسوق الاثنين في النصيرات.

من جهته ابتسم أحمد عليان أحد زوار سوق الأربعاء الدائمين, مشيرًا لأنه يحضر كل أربعاء إلى السوق لكي يشتري مستلزمات بيته المختلفة, بأسعار تنافس المحلات التجارية التي تطلب السعر مضاعفا أحيانا كما يقول.
ويعلق عليان: سوق الأربعاء يكون أحيانا مخرجا من مأزق مادي كبير بالنسبة للأشخاص ميسوري الحال، خاصة في ظل أزمات انقطاع الرواتب المتكررة، إنه ملتقى شعبي "بيشرح القلب".