بعد أن استنزفت طاقاته وإبداعاته بين أروقة مؤسسات NGOS التي بات معروفا عنها امتصاصها لطاقات الشباب، وتحطمت أحلامه بوقوفه في طابور مشاريع تشغيل الخريجين التي يستفيد منها أبناء التنظيم الفلاني, وكتمت صوته أجهزة الأمن لتحرمه من أبسط حقوقه، وأنهكته المصاريف التي لا يقوى عليها الموظف، ما زالت الهجرة هي الهدف الأول للشاب الغزي، ليصل به الأمر تصديق أكاذيب نشرت مؤخرا في صفحات العالم الافتراضي كان آخرها "دولة ليبرلاند" التي صارت حديثه صباح ومساء.
ولم يدم هذا الحديث كثيرا قبل أن تأتي تصريحات الرحالة العربي المصري "أحمد حجاجوفيتش" Ahmed Haggagovic التي نسفت آمال الكثير من الشباب الغزي؛ إذ قال على حسابه الشخصي فيس بوك: إن ما حدث خدعة كبيرة قام بها شاب من دولة التشيك يدعى "فيت يدليكا"، حاول سابقا أن يكون شخصا مشهورا وفشل.
الشاب حاول بعد ذلك أن يتصل مع عدد من الصحفيين الذين انجروا وراءه ونشروا عبر وسائل الإعلام أنه أنشأ دولة تسمى ليبرلاند "أرض الحرية "، وكانت صديقته هي من صممت علم الدولة على حسب الأشياء التي تحبها، حمامة و بحر وشمس.
إن من المؤكد أن المعلومات التي يدرجها الأشخاص الراغبين في الهجرة في موقع الدولة المفترضة، تستخدم بشكل استخباري من بعض الدول، من أجل معرفة بيانات الراغبين في الهجرة بشكل دائم من بلدانهم ليتم رفضهم .
الناشط الساخر رمزي حرزالله البالغ من العمر 27 عاما والذي سارع بنشر صورة لتسجيله في موقع ليبرلاند يقول: لا يهمني إن كانت ليبرلاند خدعة أو حقيقة، المهم أن هناك عدة أسباب دفعتني للتسجيل في هذا الموقع ، أولها الوضع السيئ لقطاع غزة، وحاجتي للعيش بكرامة والحصول على وظيفة، وثانيها عدم توفر المقومات الأساسية للحياة الطبيعية لأي إنسان وهي الكهرباء والمياه النظيفة، وآخرها غياب المصالحة وعدم اهتمام الأحزاب المتصارعة في المواطن العادي الذي بات مسحوقا بسبب الضرائب وغلاء الأسعار.
ويضيف حرزالله " ليبرلاند لم تكن المحاولة الأولى لي، فانا أقبل العيش في السودان مقابل خروجي من قطاع غزة".
