Menu

"مسارات" يخرّج الدفعة الثانية من المشاركين في برنامج "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي"

4 (2)

غزة-بوابة الهدف

احتفل المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) بتخريج 23 متدربًا ومتدربة من المشاركين/ات في البرنامج التدريبي "إعداد السياسات العامة والتفكير الاستراتيجي"، الذي نفّذه بالتعاون مع مؤسسة "هينريش بول" الألمانية، وذلك في مقري المركز في البيرة وغزة.

وقال هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، في افتتاح حفل التخريج، إنّ هذا البرنامج يعدّ الأول من نوعه في فلسطين، وتمّ تنفيذه بهدف تدريب مجموعة من الباحثين/ات على مهارات تحليل وإعداد تصميم السياسات العامة والتفكير الاستراتيجي، معتبرا أن على التفكير الاستراتيجي في فلسطين تناول أسئلة من نوع أين تقف القضية الفلسطينية الآن، وما هي الأهداف الوطنية، وكيف يمكن تحقيقها، وما هي السيناريوهات المحتملة والاستراتيجيات اللازمة لها.

وأضاف: "لا يمكن أن تعمل مراكز البحث والتفكير بأقصى فاعلية من دون وضوح المشروع والأهداف الجاري العمل على تحقيقها، ومن دون وجود بيئة سياسية فكرية اقتصادية اجتماعية مستعدة للتعاطي، أو على الأقل، التفاعل مع ما تقدمه هذه المراكز.

وأوضح أن التخريج هو بداية الطريق للمتدربين كباحثين في مركز مسارات والمؤسسات الأخرى، أسوة بخريجي وخريجات الدفعة السابقة الذين تعامل معهم "مسارات" كباحثين قادرين على إنتاج أوراق تقدير موقف وتحليل سياسات، حيث أنتجوا عددًا من تلك الأوراق.

بدورها، أثنت بيتينا ماركس، مديرة مؤسسة "هينريش بول" الألمانية في فلسطين والأردن، على هذا البرنامج التدريبي، مشيدة ببرنامج التعاون المشترك مع مركز مسارات. وأعربت عن سعادتها بوجود متدربين/ات من قطاع غزة ضمن الدفعة الثانية من البرنامج، وبتخريج دفعة جديدة من الباحثين القادرين على تحليل السياسات في ضوء خصوصيات الحالة الفلسطينية واكتساب مهارات التفكير الاستراتيجي. داعية إلى مواصلة تطوير المهارات البحثية والأكاديمية وتشجيع الصمود والثقافة الفلسطينية.

وأشار سلطان ياسين، مشرف البرنامج، إلى أن مركز مسارات بادر إلى تصميم وتطوير هذا البرنامج في ظل نظم سياسية تهمل دور الشباب، وفي ظل أن الحرية المعطاة في الوطن العربي لا تكفي كاتبًا واحدًا. وبين أن المعارف والمهارات والاتجاهات التي اكتسبها المتدربون/ات وراكموها خلال التحاقهم بالبرنامج تؤهلهم للنجاح في الحياة المقبلة في مجالات المراكمة والإنتاج المعرفي في عالم تحليل السياسات وأوراق تقدير موقف، وتؤهلهم لأن يمثلوا بذرة لانتفاضة معرفية شبابية تصنع البدائل وتساهم في رسم السياسات واللحاق بركب الحضارة والتقدم.

وأشاد المدربون بالبرنامج وبمركز مسارات وبتعاون المشاركين وبإنتاجهم من أوراق تحليل السياسات وتقدير موقف. فقال د. أحمد جميل عزم إننا نعمل من أجل التغيير، وحتى نغيّر يجب أن نفكر جيدًا ونشخص ونحلل. وأضاف: أن الطلبة المتدربين يعملون لكل فلسطين ومن أجل وحدة فلسطين. وأشار د. رائد نعيرات بغنى تجربة هذا البرنامج، لا سيما أنه جمع طلبة من الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين 48، ويأمل تحقق الرؤية الوطنية الموحدة التي هدف إليها البرنامج. أما د. محمود الأستاذ، فقد عبر عن سعادته بنتاج الطلبة وبدور مركز مسارات في الحرص على وحدة شطري الوطن في برامجه، مشبهًا المركز بأنه "سماء ساطعة في سماء فلسطين". 

وألقى د. علاء حمودة كلمة باسم المتدربين شكر فيها "مسارات" و"هينريش بول" وطاقم الإشراف والتدريب على الفرصة التي أتيحت لهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم في التفكير الاستراتيجي، وأشار إلى أننا "بدأنا رحلة التدريب من خلال بيئة تعلم صممت بشكل تقني حديث استفدنا منها الكثير، إذ شكلت مجموعات عمل سميناها بأسماء مدننا الفلسطينية وبأسماء شعرائنا كي تبقى حاضرة، فكنا نتشاور ونتناقش ونخرج بصيغة مشتركة، فكانت هي البداية: الإنتاج المشترك الذي تعلمناه". وقال: إن الهموم الوطنية والقضايا المطلبية كانت حاضرة عند المتدربين في البرنامج.

وفي حديثهم عن انطباعاتهم عن البرنامج، ثمن الطلبة ما وفره مركز مسارات من فرصة ثمينة في صقل مهاراتهم البحثية والسياساتية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، من خلال برنامج متميز أشبه بالدراسات العليا، بل لا يقل أهمية عنها في كونه يحدد المشكلة بدقة بما يفيد المجتمع الفلسطيني. واقترح بعض الطلبة تأسيس منتدى لخريجي البرنامج التدريبي.

وفي نهاية الحفل، منح مركز مسارات دروعًا لطاقم الإشراف والتدريب ولمؤسسة "هينريش بول"، ووزع الشهادات على الخريجين.

يذكر أن هذا البرنامج خرج 23 متدربًا ومتدربة من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيي 48، أنتجوا 4 أوراق تحليل سياسات و15 ورقة تقدير موقف.

ويرمي هذا البرنامج إلى التدريب على مهارات التحليل السياسي والاستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات العامة، ووضع خطط عمل استراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة، وتعوض النقص في توفر مهارات وقدرات بحثية، خصوصًا لدى الجيل الشاب. ويهدف إلى تعزيز التفكير الاستراتيجي في السياق الفلسطيني، وبخاصة بشأن آفاق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعزيز المشاركة الديمقراطية والسياسية للشباب، من خلال الاستمرار في تعزيز وتنمية التفكير الاستراتيجي لدى الشباب ومشاركتهم في بلورة واقتراح الخيارات والبدائل المتاحة أمام الفلسطينيين.

ويتضمن البرنامج ثماني وحدات تدريبية تتكامل فيما بينها لتحقيق أهدافه، وتشمل: التفكير الاستراتيجي وتحليل السياسات في الإطار الوطني والسياسي العام، وتوضيح المفاهيم وخريطة الإنتاج المعرفي للمتدربين، ومهارات متقدمة في البحث النوعي والتعامل مع المصادر، ومهارات في تحليل الجمهور وآليات التأثير، والمنظومة المعرفية للتفكير الاستراتيجي الممنهج، وصنع وتحليل السياسات العامة، وتقدير الموقف/تحليل الوضع، إضافة إلى جلسات لتطوير إنتاجات المتدربين.

ويضم فريق الإشراف والتدريب كل من: د. أحمد جميل عزم، خليل شاهين، سلطان ياسين، د. عبد الرحمن التميمي، د. رائد نعيرات، د. محمود الأستاذ، هاني المصري.