Menu

تونس: إحياء الذكرى 64 لاغتيال الزعيم النقابي حشاد وسط تحضيرات لإضراب عام

الاتحاد

تونس-وكالات

أحيت تونس الذكرى 64 لاغتيال أشهر زعيم نقابي في تاريخها، فرحات حشاد، وسط توتر بين النقابات والحكومة، وتحضيرات لتنفيذ إضراب عام في قطاع الوظيفة العمومية في يوم 8 ديسمبر.

وأشرف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي صباح الاثنين، بساحة القصبة في العاصمة تونس، على إحياء ذكرى "اغتيال الزعيم الوطني والنقابي وشهيد الحركة الوطنية والاجتماعية"، كما وصف فرحات حشاد بلاغ صادر عن الرئاسة.

وحضر مراسم إحياء الذكرى رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحكومة وقيادات الاتحاد التونس للشغل وأفراد من أسرة الراحل، كما قام السبسي بزيارة أرملة حشاد، آمنة أم الخير، في بيتها للاطمئنان على صحتها.

من جهتها، أحيت الحركة النقابية والعمالية في تونس، يوم الأحد، ذكرى اغتيال زعيمها، وقال الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان له بأن يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول عام 1952، تاريخ اغتيال حشاد، شكل تحولاً كبيراً على المستوى الوطني، ومثل صدمة دولية باعتباره جريمة دولة بامتياز.

وصرح الأمين العام للاتحاد حسين العباسي، أن هناك محاولات للالتفاف على مكتسبات الثورة، خاصة في تحسين ظروف العاملين، ومن ذلك التراجع عن الاتفاق الذي جمع الاتحاد بحكومة الحبيب الصيد السابقة حول الزيادات في الأجور، متحدثا عن أن الطبقة العاملة "لا يمكنها أن تتحمل لوحدها تداعيات الاختيارات الاقتصادية والجبائية للمرحلة الراهنة."

واتهم العباسي بعض الجهات: "بمحاولة شيطنة الاتحاد وتشويه قياداته وتحميله مسؤولية تدهور المناخ الاجتماعي"، مشيراً إلى أن إضراب 8 ديسمبر الجاري قائم، وأن الاتحاد متمسك بالحوار مع الحكومة على أساس مخرجات التفاهم مع الحكومة السابقة.

وطالب بالإسراع في وضع الإطار القانوني للمجلس الوطني للحوار الاجتماعي حتى يلعب دوره في إدارة العلاقات بين الحكومة والنقابات.

وأدى حادث اغتيال حشاد عام 1952 إلى انطلاق مظاهرات شعبية في عدة عواصم من العالم، بدءً من الدار البيضاء التي جرت فيها أعمال عنف ضد سلطات الاحتلال الفرنسي، وإلى القاهرة ودمشق وبيروت، ثم امتدت إلى مدن أوروبية مثل ميلانو وبروكسل وستوكهولم.

وكان الراحل من أيقونات الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، وأسس الاتحاد التونسي العام للشغل عام 1946، ليكون بذلك أول منظمة نقابية في العالم العربي.

وتأثر حشاد بالفكر الاشتراكي وكان معروفاً بقوة دفاعه عن العمال، وجاب لأجل قضيتهم عدة عواصم عالمية، وقد ولد يوم 5 ديسمبر/كانون الأول عام 1914 ليقع اغتياله في نفس يوم ميلاده عام 1952، حيث عثر على جثته هامدة وقد اخترقتها عدة رصاصات.

ولا تزال حادثة الاغتيال تثير جدلاً كبيراً، وذلك للغموض الذي يكتنف هوية الجهة الفرنسية التي قامت بالعملية، رغم أن أصابع الاتهام وجهت آنذاك لمنظمة "اليد الحمراء" المتطرفة المؤيدة للاستعمار الفرنسي.