Menu

في انطلاقة الجبهة

القيادي كايد الغول: الجبهة الشعبية تدعو إلى إجراء حوار وطني جاد وشامل تشارك فيه جميع القوى

القيادي كايد الغول:

غزة-بوابة الهدف

دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى إجراء حوار وطني جاد وشامل تشارك فيه جميع القوى لاستخلاص دروس التجربة، والاتفاق على استراتيجية وطنية تعيد الاعتبار لمكانة القضية باعتبارها قضية تحرر وطني، وللمشروع الوطني بركائزه في العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادي كايد الغول، في حفل ذكرى انطلاقة الجبهة التاسع والأربعين بخانيونس جنوبي قطاع غزة.

دعت كذلك إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ومقاومة الذرائع التي يتلفّح بها طرفي الانقسام ومقاومة مساعي مأسسته، ورهنه بمصالح وأجندات خارجية.

وأضاف القيادي الغول "إننا ندعو، إلى اعلاء الصوت رفضاً لاستمرار حالة الانقسام، وإلى تنظيم وتوحيد الجهود السياسية والشعبية وتواصلها بشكلٍ مستمر من أجل فرض إنهائه وإعادة بناء وحدتنا الوطنية على أسس جديدة انطلاقاً من وحدة البرنامج السياسي ووحدة مؤسسات الشعب الفلسطيني."

وأكد كذلك على دعوة الجبهة الشعبية إلى القطع مع اتفاق أوسلو والتزاماته الكارثية، ووقف الرهان على خيار المفاوضات وعدم الاستجابة للضغوطات بالعودة إليها.

ولم تنفع الرهانات على ما يُسمّى بلجان التواصل الاجتماعي في وقف التغوّل والاندفاعة الفاشية "للمجتمع الإسرائيلي"، بل على العكس من ذلك، فكل جهود التواصل مع "المجتمع الإسرائيلي" قبل وبعد اتفاقيات أوسلو لم ينتج عنها إلاّ تطبيع العلاقات معه، ولم تفلح في تعزيز مكانة ما يُسمّى "بمعسكر السلام" الذي شهد تراجعاً كبيراً إلى الدرجة التي بات فيها هامشياً في الحياة السياسية الإسرائيلية.

وعليه، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعيد تأكيد موقفها بضرورة حل هذه اللجان، وطي صفحة أوسلو الذي لم يتبقّى منه إلاّ ما يُقيّد الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال، ويضعف مرتكزات مشروعهم الوطني التحرري وبنيته الاجتماعية.

والجبهة بذلك لا تنكر أهمية العمل السياسي والدبلوماسي المستند إلى رؤية واستراتيجية وطنية تنظم أشكال النضال كافة.

ودعت الجبهة إلى ضرورة بناء مكونات النظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمقراطي وفي القلب منه منظمة التحرير الفلسطينية، ولأجل ذلك، فإن الجبهة تتمسك بعقد مجلس وطني توحيدي يعقد في الخارج وتشارك فيه جميع القوى.

وأكدت الجبهة الشعبية على أنها ستخوض حواراً ونضالاً ديمقراطياً بما في ذلك مع الإخوة في حركة فتح للحيلولة دون عقد المجلس الوطني في رام الله، ودون إدخال الساحة الفلسطينية في مزيدٍ من الأزمات والمآزق والانقسامات.

بالإضافة إلى التأكيد على إعادة تفعيل كل أشكال وأدوات النضال ضد العدو، وعدم قصرها على شكلٍ بعينه، وعدم وضع أشكال النضال في مواجهة بعضها البعض.

وأوضحت الجبهة، أنه لتنظيم إدارة المقاومة العسكرية، فإنها تدعو إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة تخضع للقرار الوطني المشترك، وتتولى رسم الخطط والتكتيكات الموحدة في مواجهة اعتداءات العدو.

وأكد القيادي الغول على ضرورة الإيمان بقدرات وطاقات الشعب الفلسطيني والرهان عليها في الصمود ومواجهة مشاريع التصفية بدلاً من الرهان على الأطراف الخارجية وعلى الجهود السياسية المحكومة حتى الآن بسقف الموقف "الأمريكي_ الإسرائيلي."

ودعت الجبهة كذلك جميع القوى إلى إسناد الحراك الجماهيري والفعل المقاوم في الضفة لتطويره وتنظيمه وتحويله إلى حالة شعبية انتفاضية.

والدعوة إلى أوسع جبهة قومية ديمقراطية تقدمية عربية لمواجهة مخاطر الوضع القائم في الوطن العربي.

وفيما يلي كلمة عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادي كايد الغول:

أيتها الأخوات .. أيها الإخوة

أيتها الرفيقات..أيها الرفاق

يا أبناء شعبنا الباسل في محافظة خانيونس

في الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نستذكر مسيرة كفاحية مجيدة حملت فيها الجبهة ولا تزال راية الكفاح والنضال والثورة، وتعمّدت ببطولات ودماء الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى ومئات الآلاف من المناضلين الذين انخرطوا في صفوفها ... مسيرة سبغت الجبهة بوضوح الرؤية وصلابة الموقف، بمقاومة باسلة متواصلة وعمليات نوعية ضد العدو الصهيوني، وبدفاع لا يتوقف عن حقوق شعبنا وصون كرامته ووحدته الوطنية ...مسيرة سبغت الجبهة بوطنيتها الأصيلة، وبقوميتها الواعية التي أجادت فيها الربط بين الوطني والقومي والبعد الأممي لقضيتنا، وعياً منها لدور ووظيفة الكيان الصهيوني كمشروع استعماري اجلائي في إطار المنظومة الأوسع من القوى المعادية من حركة صهيونية ورجعية عربية وقوى إمبريالية عالمية وفي مقدمتها الإمبريالية الأميريكية.

فإلى أولئك العظماء الذين حملوا راية الجبهة والثورة والنضال، ورسّخوا من مكانة الجبهة الشعبية ودورها مقدّمين أرواحهم على هذا الطريق، نقدّم العهد والوفاء لهم ولتضحياتهم بأن نستمر في حمل الراية حتى النصر ...

نقدّم العهد والوفاء للشهداء المؤسسين وللقائد الوطني والقومي الرفيق جورج حبش ، ولقائدنا الثوري المقدام الرفيق أبو علي مصطفى وإلى رفاق الدرب وديع حداد، أبو ماهر اليماني، غسان كنفاني، جيفارا غزة، شادية أبو غزالة، ربحي حداد، وغيرهم الكثير الكثير.

ونقدّم هذا العهد والوفاء لشهداء الحركة الوطنية ياسر عرفات ، خليل الوزير، أحمد ياسين، الشقاقي، نزال، غوشة، أبو العباس، البرغوثي، وكل شهداء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وأحرار العالم الذين قدموا دمائهم من أجل حرية فلسطين وشعبها... نجدّد العهد لرفيقنا الأمين العام أحمد سعدات وجميع أسرى الحركة الوطنية بأن تبقى الجبهة وفيّة لقضيّتهم ونضالاتهم ولصمودهم الذي يعكس إرادة التحدّي لشعبنا ويُكثّف الإصرار على هزيمة المشروع الصهيوني على أرضنا.

أيّتها الأخوات والإخوة.

كما عوّدتكم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالمصارحة والمصداقية والوضوح في مواقفها، فإنّها وفي ذكرى انطلاقتها أكثر حرصاً على هذا خاصة وأن قضيتنا الوطنية باتت مُعرّضة لخطر التصفية أكثر من أي وقتٍ مضى.

فالتطوّرات والمتغيّرات العربية والإقليمية لها انعكاساتها المباشرة على القضية الوطنية، حيث الوضع العربي الآن في أسوأ حالاته ومنقسم على ذاته، وهناك من البلدان العربية ما هو منخرط حتى أخمص قدميه في مؤامرة التقسيم وتفتيت الدولة الوطنية كما يجري في سوريا و ليبيا واليمن، والعراق وفي تأجيج الصراع المذهبي والطائفي ودعم قوى التطرّف والإرهاب بمسمياتها المختلفة، وفي التواطؤ مع العدو والتطبيع معه سراً وعلانية.

وبالتوازي مع هذه الحالة العربية، يتسارع تنفيذ المشروع الصهيوني في الأرض الفلسطينية، ويتكثّف سن القوانين التي تسرق الأرض وتُشرعن الاستيطان، وتهوّد القدس بمسجدها الأقصى، وتبيح القتل واستباحة كل ما يمتد للفلسطينيين وحقوقهم بصلة.

وعلى المستوى الدولي، نشهد صعوداً لليمين المتطرّف في العديد من الدول الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، هذا اليمين الذي أكّد على عمق العلاقة مع الكيان الصهيوني، وإلى تطابق موقفه معه حول الاستيطان ومكانة القدس، واستمرار الاحتلال والسيطرة والهيمنة وإرهاب الدولة.

كما نشهد مبادرات سياسية ومنها الفرنسية التي من شأنها أن تُشكّل بديلاً للمرجعيات الدولية وقراراتها ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تحرّكات دولية يمكن أن تفضي إلى عقد مؤتمر إقليمي لحل الصراعات في المنطقة، ومنها الصراع العربي – الإسرائيلي والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي: ومثل هذا المؤتمر إن عقد سيشكّل استجابة صريحة لمطلب إسرائيلي وتطوراً متقدماً في تطبيع العلاقات معها.. فدولة الكيان ستكون عضواً موازياً لكل من يشارك فيه من الدول، وتُقدّم مساهماتها في حل الصراع العربي والفلسطيني معها ليس باعتبارها دولة احتلال عليها الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة، وإنّما في حدود ما يمكن أن تقدّمه الدول الأخرى وخاصة العربية منها من مساهمات لحل الصراع، وهنا قد تكون قضية اللاجئين الضحية الأولى باتفاقٍ يعمل على توطينهم في هذه البلدان.

وإزاء هذا الواقع، ومع استمرار الحال الفلسطيني المنقسم على ذاته والذي يعاني من الضعف والعجز، هل يمكن لنا مجابهة كل المخاطر التي تتهدّد القضية الوطنية بذات السياسة الرسمية القائمة؟.

جوابنا بالقطع لا فحصيلة هذه السياسة لا تحتاج إلى كثيرٍ من العناء لاكتشاف ما ألحقته من أذىً بمشروعنا الوطني، واستمرار هذه السياسة سيكون كارثياً على كل المستويات.

لذلك أيتها الأخوات وأيها الإخوة، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو إلى التالي :-

أولاً / إجراء حوار وطني جاد وشامل تشارك فيه جميع القوى لاستخلاص دروس التجربة، والاتفاق على استراتيجية وطنية تعيد الاعتبار لمكانة القضية باعتبارها قضية تحرر وطني، ولمشروعنا الوطني بركائزه في العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.

ثانياً / إنهاء الانقسام وإستعادة الوحدة الوطنية، ومقاومة الذرائع التي يتلفّح بها طرفي الانقسام ومقاومة مساعي مأسسته، ورهنه بمصالح وأجندات خارجية.

فالانقسام بنتائجه أصاب في القلب صمود شعبنا ومشروعه الوطني، وفاقم من تدهور أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، وفاقم من البطالة والفقر، ومن التعدّي على الحريات العامة والخاصة ومن التعدّي على المؤسسات التعليمية، ومن الفساد والافساد والاستغلال، وأساء لنضال شعبنا وأضعف من حالات التضامن معه وقدّم خدمة مجانية للاحتلال إلى الدرجة التي أعلن فيها بيريز بأن الانقسام الفلسطيني مصلحة استراتيجية لإسرائيل.

إننا ندعو، إلى اعلاء الصوت رفضاً لاستمرار حالة الانقسام، وإلى تنظيم وتوحيد الجهود السياسية والشعبية وتواصلها بشكلٍ مستمر من أجل فرض إنهائه وإعادة بناء وحدتنا الوطنية على أسس جديدة إنطلاقاً من وحدة البرنامج السياسي ووحدة مؤسسات الشعب الفلسطيني.

ثالثاً / القطع مع اتفاق أوسلو والتزاماته الكارثية، ووقف الرهان على خيار المفاوضات وعدم الاستجابة للضغوطات بالعودة إليها.

فكل المفاوضات التي جرت منذ عام 1993 والاتفاقيات التي وقّعت مع الكيان الصهيوني برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لم تفض إلاّ إلى المزيد من التغوّل على أرضنا وإقامة المستوطنات عليها، وإلى المزيد من العدوانية والفاشية ضد شعبنا وإلى المزيد من تغوّل "المجتمع الإسرائيلي" ذاته صوب التطرّف والفاشية وأنتج حكومات تتسابق في اتخاذ الإجراءات والسياسات التي تكرّس الاحتلال نهائياً وتقطع الطريق على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، ولم تنفع الرهانات على ما يُسمّى بلجان التواصل الاجتماعي في وقف التغوّل والاندفاعة الفاشية "للمجتمع الإسرائيلي"، بل على العكس من ذلك، فكل جهود التواصل مع "المجتمع الإسرائيلي" قبل وبعد اتفاقيات أوسلو لم ينتج عنها إلاّ تطبيع العلاقات معه، ولم تفلح في تعزيز مكانة ما يُسمّى "بمعسكر السلام" الذي شهد تراجعاً كبيراً إلى الدرجة التي بات فيها هامشياً في الحياة السياسية الإسرائيلية.

وعليه، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعيد تأكيد موقفها بضرورة حل هذه اللجان، وطي صفحة أوسلو الذي لم يتبقّى منه إلاّ ما يُقيّد الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال، ويضعف مرتكزات مشروعهم الوطني التحرري وبنيته الاجتماعية.

إنّ الجبهة الشعبية وهي تدعو إلى ذلك، لا تنكر أهمية العمل السياسي والدبلوماسي المستند إلى رؤية واستراتيجية وطنية تنظم أشكال النضال كافة، وفي هذه المرحلة فإن التمسّك بعقد المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات بمرجعية الأمم المتحدة لوضع آليات تنفيذ قراراتها ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني يُشكل بديلاً لخيار اوسلو ويّشكل الميدان الأنسب لخوض النضال السياسي والدبلوماسي ضد العدو الصهيوني.

رابعاً / ضرورة بناء مكونات النظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمقراطي وفي القلب منه منظمة التحرير الفلسطينية التي نحرص أشد الحرص على مكانتها التمثيلية، وعلى إعادة دورها كقائدة لنضال شعبنا بالاستناد إلى برنامج كفاحي تحرري يُمسك بكامل أهدافنا الوطنية، وإلى شراكة جادة في التقرير بالشأن الوطني تخرج المنظمة من واقعها الاستخدامي الراهن ومن التفرّد بمؤسساتها.

ولأجل ذلك، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتمسك بعقد مجلس وطني توحيدي يعقد في الخارج وتشارك فيه جميع القوى يعيد للمنظمة مكانتها ودورها، وعلى أن يسبق ذلك دعوة لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها إطاراً قيادياً مؤقتاً للانعقاد في الخارج من أجل التحضير للمجلس الوطني وتهيئة كل الظروف لإنجاحه، وترى في أي إصرار على عقد المجلس الوطني في رام الله وصفة صريحة لإبعاد قوى عديدة من المشاركة فيه، ووصفة لتعميق الإنقسام وتوسيعه في الساحة الفلسطينية، وبالنظر إلى المخاطر الحقيقة التي يمكن أن تترتب على هكذا خطوة، فإن الجبهة الشعبية ستخوض حواراً ونضالاً ديمقراطياً بما في ذلك مع الإخوة في حركة فتح للحيلولة دون عقد المجلس الوطني في رام الله، ودون إدخال الساحة الفلسطينية في مزيدٍ من الأزمات والمآزق والانقسامات.

خامساً / إعادة تفعيل كل أشكال وأدوات النضال ضد العدو، وعدم قصرها على شكلٍ بعينه لأن في ذلك إضعاف لعوامل القوة التي نمتلكها، فالمقاومة الشعبية والذكية على أهميتها لا يمكن أن تكون بديلة عن شكل الكفاح المسلح، ولا عن الانتفاضة الشعبية وغيرها من أشكال المقاومة.

إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو إلى عدم وضع أشكال النضال في مواجهة بعضها البعض، وإلى اخضاع أولوية أي شكلٍ منها لقراءة مشتركة لطبيعة اللحظة السياسية، ومدى تأثيره الأنجع في مسار نضالنا الوطني، وهذا لن يتأتى بطبيعة الحال إلاّ بالاستناد إلى استراتيجية وطنية موحدة وإلى قيادة تعكس شراكة حقيقية في إدارة الشأن الوطني العام بما في ذلك إدارة الصراع مع العدو.

وتنظيماً لإدارة المقاومة العسكرية، فإننا ندعو إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة تخضع للقرار الوطني المشترك، وتتولى رسم الخطط والتكتيكات الموحدة في مواجهة اعتداءات العدو، ومقاومته في الزمان والمكان المناسبين كجزء من المقاومة الشاملة للاحتلال.

سادساً / الإيمان بقدرات وطاقات شعبنا والرهان عليها في الصمود ومواجهة مشاريع التصفية بدلاً من الرهان على الأطراف الخارجية وعلى الجهود السياسية المحكومة حتى الآن بسقف الموقف الأمريكي_ الإسرائيلي، والتي تجلت أخيراً في تراجع الرئاسة الفرنسية عن مبادرتها الأصل بالرغم مما احتوته من اجحافٍ بحقوق رئيسية للشعب الفلسطيني، ففرنسا تراجعت أمام التهديدات الإسرائيلية والأمريكية عن موقفها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال انقضت الفترة الزمنية المقترحة للمفاوضات دون نتائج، وبالأمس تراجعت على لسان أحد مسؤوليها عن كون مؤتمر باريس "مؤتمراً للسلام"، وإنّما مؤتمراً للتذكير بحل الدولتين لا أكثر.

وفي ذكرى انطلاقتها فأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعيد التذكير بأحد مرتكزات استراتيجيتها التي تؤكد على أهمية تنظيم قوى الشعب والاعتماد عليها في معركتنا طويلة الأمد، والمراهنة عليها في تحقيق الانتصار على العدو، ولعلّ استحضار تجربة الانتفاضة الأولى عام 1987 التي نعيش ذكراها التاسعة والعشرين هذه الأيام والتي إنخرط فيها الشعب بمكوناته المختلفة، ما يؤكد على طاقات الشعب وقدرته على تحقيق الانتصار.

فالانتفاضة الباسلة التي نتوجه بالتحية والتقدير إلى كل من شارك فيها، وإلى كل شهيد وجرح وأسير دفع ثمن مشاركته فيها، استطاعت أن تفرض معادلة جديدة في الصراع مع العدو وأعادت طرح القضية الفلسطينية من جديد على طاولة المجتمع الدولي بعد إن اعتقد العدو وحلفاءه بأنهم قد وجهوا لها ضربة قاسمة بخروج الثورة من بيروت وتشتيت قواتها بعيداً عن حدود فلسطين، مما دعا حلفاء إسرائيل إلى التحرّك سريعاً لاحتواء تأثيراتها وقطع الطريق على مفاعيلها في الصراع  الفلسطيني–الإسرائيلي والصراع العربي – الإسرائيلي.

واستناداً إلى هذه الحقيقة فإن الجبهة الشعبية تدعو جميع القوى إلى اسناد الحراك الجماهيري والفعل المقاوم في الضفة لتطويره وتنظيمه وتحويله إلى حالة شعبية انتفاضية.

سابعاً / الدعوة إلى أوسع جبهة قومية ديمقراطية تقدمية عربية لمواجهة مخاطر الوضع القائم في وطننا العربي من صراعات داخلية وإرهاب وانقسامات طائفية ومذهبية، وتمدد للأصولية المتوحشة والاستبداد بمختلف أشكاله، ولتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، واعتماد الديمقراطية كأساس لبناء النظام السياسي العربي، والعمل مع كل المنظمات والقوى الدولية التقدمية لمناهضة العولمة المتوحشة ولدعم نضالات شعوبنا العربية وفي القلب منها شعبنا العربي الفلسطيني.

التحية كل التحية لأبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم

التحية والمجد لشهداء شعبنا الأبرار

التحية كل التحية إلى أسرانا البواسل الذين يصنعون المجد رغم قيود وقساوة السجن، والتحية لرفيقنا بلال كايد الذي بات على أبواب الحرية بعد أن خاض نضالاً بطولياً كسر فيه إرادة السجان.

والنصر حتماً لشعبنا.