Menu

الطاهر: علينا أن نستمر بالمقاومة والصمود حتى تحرير فلسطين

unnamed

بيروت _ بوابة الهدف

نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم أمس الأحد، ندوة سياسية تحت عنوان "تفنى الأجساد وتبقى الفكرة" في مركز معروف سعد الثقافي في مدينة صيدا اللبنانية، بمناسبة ذكرى رحيل القادة جورج حبش وأبو ماهر اليماني.
وحضر الندوة ممثلو قوى المقاومة الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، واللجان الشعبية، وشخصيات سياسية واجتماعية، وكوادر الجبهة وحشد جماهيري.

بدورها، رحبت مسؤولة العلاقات الخارجية بالمكتب الإعلامي للجبهة، انتصار الدنان بالحضور وبصاحبي الذكرى، وقالت "حين نستذكر رفيقينا الكبيرين، ذلك النوع من الرجال الذي لا يغيب أبداً، واليوم نحن نقف في حضرة حضورهما الذي لا يزال نسغًا يعطي لبقائنا معناه، ولثورتنا المستمرة أرواحنا التي لن تنطفئ حتى نقف على عتبات ما حلمنا به. نؤكد أن النصر آت لا محالة كما قالا".

ثم كانت كلمة للمناضل معن بشور، أكد فيها "أنه حين نلتقي اليوم حول قامتين شامختين في حياتنا الكفاحية، الوطنية والقومية، الفلسطينية والعربية، حول حكيم الثورة الدكتور جورج حبش وحول ضمير الثورة أبو ماهر اليماني لا نفعل ذلك لمجرد الوفاء لقائدين كبيرين أفنيا عمرهما في سبيل قضايا أمتهما وفي مقدمها قضية فلسطين، ولا نفعل ذلك تكريماً لجيل من المناضلين والقادة الفلسطينيين والعرب نفتقد أمثالهم في يومنا هذا فقط، بل نفعل ذلك أيضاً لكي نؤكد أن النضال استمرار، وأن الثورة مستمرة، وأن تجارب الأمس، تجارب الحركات والمناضلين، هي دروس اليوم ومدارس المستقبل".

كما أشار بشور إلى أنه "لا طريق للشعب إلى دحر الاحتلال سوى طريق المقاومة والانتفاضة، ولا طريق للمحتل في مواجهة الحق الفلسطيني إلا بالقتل والإعدامات العشوائية والاعتقالات المتواصلة، وهي معادلة أمضى جورج حبش وأحمد اليماني، ومعهما الأمين العام الشهيد أبو علي مصطفى ، والأمين العام الأسير أحمد سعادات حياتهما في التأكيد عليها، وفي رفض أي خروج على نهج المقاومة وخيارها في مواجهة احتلال العدو وبطشه وجرائمه المستمرة التي مازالت تنتظر تحركاً رسمياً فلسطينياً لإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية على الرغم كل الضغوط التي مارستها، وما تزال، تل أبيب وواشنطن وحلفاؤهما الأقربون والأبعدون". 

من جهته، تحدث عضو المكتب السياسي، ومسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر، عن المزايا التي كان يتحلى بها الراحلان الكبيران، مؤكدًا على أنه لو كان الحكيم جورج حبش موجودًا بين الحضور، وأبو ماهر، لقالا في هذا الظرف السياسي الصعب: إياكم واليأس، إياكم والتراجع، إياكم والاستسلام مهما كانت المصاعب، ومهما كانت المحن.

وأشار الطاهر الى "أن وطننا العربي يحترق، وساحتنا الفلسطينية ممزقة، ووطننا العربي مشغول بحروبٍ داخلية وصراعات مذهبية وطائفية، حيث لم يكن أحد منا يتخيل أن نصل إلى هذه الدرجة من التراجع والهوان، ولو كانا بيننا اليوم كانا سيقولان للشعب الفلسطيني والعربي أيضًا: علينا أن نستمر بالمقاومة والصمود والتحدي مهما كانت الأوضاع المحيطة بنا". 

كما أكد الطاهر في كلامه على أن النهج الذي مثلاه في النضال وفي الكفاح هو مدرسة أخلاقية، ومدرسة سياسية، ومدرسة تنظيمية، ومدرسة مسلكية، ونحن أحوج ما يكون لدينا في هذا الظرف بالذات الذي تمر به الساحة الفلسطينية والساحة العربية لهما.

وأشار إلى أن الدكتور حبش كان دائمًا يقول: علينا أن نعلم من هو العدو ومن هو الصديق، وكان يركز باستمرار على أنه لابد من تحديد من هو الصديق ومن هو العدو، حتى أصبحنا ندرك أهمية هذا الكلام في وقت جرى فيه الخلط، ولم نعد نعرف من هو العدو، ومن هو الصديق، أصبح العدو صديقاً والصديق عدواً. فالعدو هو الإمبريالية، وعلى رأسها أمريكا والصهيونية، وكيانها الفاشي العنصري المتجسد بـ"إسرائيل" والرجعية العربية، وقد اتضح أن الرجعية العربية لعبت دورا تآمريًّا حقيقياً في تصفية القضية الفلسطينية، والقضايا القومية للأمة، وتلعب دورًا في تدمير الوطن العربي.
كما تطرق الطاهر إلى موضوع "إسرائيل"، متسائلًا: هل هي شريك سلام أم عدو يريد اقتلاع الشعب الفلسطيني وتصفيته في المناطق المحتلة عام 1948 والضفة و القدس وغزة وتدمير حق العودة للاجئين.

وأكد على أن معركتنا معهم معركة وجود وصراع وجود، وكل الحديث عن حل سياسي ودولتين وشعبين ومفاوضات وعن التعايش، وأن ما ثبت بعد التجربة الحسية الملموسة أن كل هذا الكلام فارغ و بلا قيمة، وإننا أمام كيان يريد ليس فقط السيطرة على كل فلسطين، وتدمير أهلها، بل يريد الهيمنة على المنطقة، وعلى الوطن العربي بأسره، وليس بالضرورة احتلال عسكري، إنما بهيمنة سياسية، واقتصادية وأمنية، والآن يمزقون وطننا العربي من أجل تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، والسيطرة على المنطقة .

كما تدرج الطاهر إلى فكر جورج حبش وأبو ماهر قائلًا: إنهما كانا يقولان لا يوجد حل، ولا انتصار من دون العمق العربي القومي للقضية الفلسطينية، فلسطين قضية قومية، ونحن بحاجة إلى إبراز الشخصية الوطنية الفلسطينية، في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يريد طمس وتبديد القضية الفلسطينية، وضرب العمق العربي والقومي للقضية الفلسطينية تحت ستار إننا نقبل بما يقبل به الشعب الفلسطيني، وما تقبل به منظمة التحرير الفلسطينية، وكان هناك محاولات مدروسة من أجل التنصل من القضية الفلسطينية، وكان الدكتور جورج حبش يؤكد على أن لا أفقاً فلسطينياً من دون العمق العربي، ولا عروبة من دون فلسطين.

وأضاف "كما كان الحكيم وأبو ماهر يؤكدان على العلاقة مع الجماهير والشعب، العيش بين الناس، وتحسس آلام وهموم الناس والعيش بمستوى الناس، كما كان الحكيم يركز على الجبهة الثقافية، حيث إنه من الممكن أن يختل ميزان القوى وينتصر الصهاينة علينا عسكرياً، لكن الجبهة الثقافية، حقوقنا، تاريخنا، تراثنا، هويتنا، هذه جبهة لا يمكن المساومة عليها بأي شكل من الأشكال، وبالتالي الجبهة الثقافية هي الجدار الأخير، ونحن أحوج ما يكون كشعب فلسطيني وأمة عربية الآن هي الجبهة الثقافية" .

وختم الطاهر حديثه بتوجيه التحية الى الشهداء والأسرى الصامدين في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم المناضل الأمين العام أحمد سعدات ومروان البرغوثي.