Menu

بدء الحج إلى الولجة منذ ساعات الصباح.. تمهيدًا للوداع الأخير للباسل

الشهيد باسل الأعرج

بيت لحم - بوابة الهدف

بدأت الجماهير الفلسطينية تتوافد إلى قرية الولجة، قضاء مدينة بيت لحم، في انتظار تسليم جثمان الشهيد باسل الأعرج، الذي رضخت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" لمطالب عائلته، حيث رفضت الأخيرة أية شروط للتسليم كانت قد وُضعت.

وبدأ الحج منذ ساعات الصباح للقرية، حيث انطلقت الباصات من رام الله وحيفا ومناطق أخرى بالضفة والداخل المحتل.

هذا ويعود اليوم المثقف المشتبك باسل الأعرج، إلى قريته الأم (قرية الولجة)، بعد عامٍ كامل من الغياب، شهيدًا محمولًا على أكتاف رفاقه، حيث تكون في استقباله أمه التي تزغرد وتنشر "منديل عرسه" محملًا بالغضب من أبناء جلدته الذين اعتقلوه أشهرًا طويلة وأوقفوا قلبه عن الحياة ثلاث مراتٍ خلالها.

وقررت سلطات الاحتلال تسلي جثمان الشهيد باسل الأعرج، اليوم الجمعة عصرًا، حيث كان ولازال ينتظره الآلاف من أصدقائه ورفاقه، والفلسطينيين الذين ألهمهم طوال الأيام الماضية، فساقوا الباصات والوفود من كافة مناطق الضفة الغربية المحتلة، إلى بيت أهل الشهيد لاستقباله المكلّل بالحب والحزن والغصّات الكبيرة على فراقه.

ومن المتوقع أن تتوافد جماهيرٌ كبيرة إلى بيت الشهيد الباسل في قرية الولجة، في محاولةٍ لإعطاء أمه قليلًا من الدعم والاسناد في وجعها الكبير، إلا أنه من المتوقع أيضًا أن تعطيهم أمه الاسناد الأكبر، لأنها التي صبرت ولم تترك دمعها يخرج، لأنها عرفت ابنها الذي اختاره طريقه منذ البداية، وكان واثقًا من "وعي المحارب" الذي ظلّ يراه في "نظارته" التي طلب أن تُدفن إلى جانب جسده.

وقالت عائلة الشهيد الباسل، أنّ الاحتلال أبلغها من خلال الارتباط المدني إن تسليم جثمان الشهيد سيكون الساعة الرابعة عصرًا عند حاجز بيت لحم الشمالي، وسيتم التشييع والدفن في قرية الولجة.

ودعت عائلة الشهيد الباسل، للتجمع اليوم الجمعة، بعد الظهر أمام منزلها في قرية الولجة غرب بيت لحم، لحضور جنازة نجلها ووداعه.

وستتوجه صباح وظهر اليوم، عدة باصاتٍ ووفدٍ شبابية من كافة المناطق داخل الأراضي المحتلة ومن مدن الضفة إلى الولجة، لحضور زفة العريس الباسل، حيث ينطلق باص من مدينة رام الله الساعة 11 صباحًا، من أمام قصر الحمرا في شارع الإرسال بالمدينة.

فيما ينطلق باص آخر من مدينة حيفا بالداخل الساعة 9:00 صباحًا، حيث ينطلق من أمام مسرح الميدان في المدينة المحتلة.

وستكون مراسم وداع الشهيد الباسل، بدءًا من إتاحة فرصة لأهله لوداعه، ثم الصلاة عليه في الشارع الرئيسي قرب منزله (وذلك قرب المستوطنة الصهيونية التي ظلّ الشهيد يقارعها أعوامًا طويلة، ويرفض وجودها الإجباري الذي يشوّه الأرض جانب بيته).

هذا وتشترط العائلة عدم رفع أيّ علم غير العلم الفلسطيني خلال جنازة ابنها الشهيد الباسل، كما ستستقبل التعازي بالشهيد الثائر بدءًا من عصر اليوم الجمعة، حتى مساء يوم السبت، في منزله بقرية الولجه.

وكان الاحتلال اشترط على عائلة الأعرج دفن الشهيد على الفور، وعدم دخول الجنازة إلى منزل العائلة لوداعه.

وكان المطارد والناشط الفلسطيني باسل الأعرج، استشهد خلال اشتباك مسلح، مع قوات خاصة صهيونية، في السادس من مارس الحالي، في منزل بمدينة رام الله، ومنذ ارتقائه، يحتجز الاحتلال جثمانه لليوم الرابع على التوالي.

وبرز الصيدلاني الأعرج من قرية "الولجة" (قضاء بيت لحم)، كناشط في المقاومة الشعبية وحملات مقاطعة الاحتلال منذ سنوات، وعمل على مشروع لتوثيق مراحل الثورة الفلسطينية بجولات ميدانية للمجموعات الشبابية.

وكان الأعرج قد تعرض للاعتقال لدى جهاز "المخابرات العامة" الفلسطيني، لعدة شهور بتهمة التخطيط مع خمسة شبان آخرين لتنفيذ عمليات للمقاومة، أعاد الاحتلال اعتقالهم، باستثناء الأعرج الذي بقي مطاردًا حتى استشهد.