Menu

"مسارات" يعزز دوره كمركز تفكير إستراتيجي ويستعدّ لتنظيم سلسلة فعاليات

مسارات

البيرة_ وكالات

بعد ست سنوات على تأسيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، يستعد المركز لتنفيذ سلسلة من الفعاليات والنشاطات ضمن برامجه المختلفة، بما يعزز دوره كمركز متخصص في إنتاج الأبحاث واقتراح السياسات والبدائل، والتأثير على عملية صناعة القرار.

وتندرج هذه الفعاليات ضمن الاتجاهات الرئيسية للخطة الإستراتيجية للمركز (2016-2020)، التي تحدد هوية مسارات كمركز تفكير إستراتيجي يتبنى أُطروحة التغيير التي تعتمد على المساهمة في توفير مقومات بناء تيار وطني قادر على إعادة إحياء القضية الفلسطينية بصفتها قضية تحرر وطني وديمقراطي.

وفي سعيه لتحقيق أهداف خطته الإستراتيجية، يقوم المركز بالعمل كحلقة وصل بين المعرفة والسياسات، مع التركيز على الحيز/الفضاء الجديد الذي ينشط فيه الشباب وغيرهم عبر أشكال جديدة من العمل، وذلك من خلال توفير المعرفة، والإنتاج السياساتي المستند إلى هذه المعرفة، لرفع الوعي بالقضايا الوطنية الإستراتيجية والبدائل السياسية في حيز ديمقراطي ومشاركة شعبية منتظمة في سياق رؤيا وطنية جامعة. ومن شأن ذلك أن يساعد على رفع قدرة الفلسطينيين في المستويات الرسمية والشعبية في مختلف التجمعات الفلسطينية في الوطن والشتات على مواجهة المخاطر والتحديات، والاستفادة من الفرص بطريقة فعالة تساهم في إحداث التحولات السياسية والاجتماعية والفكرية الكفيلة بتمكين الشعب الفلسطيني من إنجاز تحرره الوطني والديمقراطي.

وضمن خطته للعام الحالي، يسعى المركز لتنظيم ثلاث فعاليات رئيسية، الأولى تنظيم مؤتمر حول كلفة الانقسام في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بمناسبة بمرور خمسين عامًا على احتلال بقية الأراضي الفلسطينية في العام 1967، والثانية عقد المؤتمر السنوي السادس للمركز حول إستراتيجية العمل الوطني في مواجهة التحديات الراهنة، والثالثة مؤتمر حول الأهداف الإستراتيجية للمشروع الوطني الفلسطيني بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور.

وتهدف هذه الفعاليات الثلاث، إلى جانب النشاطات الأخرى للمركز، إلى محاولة الاشتباك مع القضايا الرئيسية المطروحة أمام التفكير الإستراتيجي الفلسطيني، بهدف نقل النقاش إلى مستوى أكثر تقدمًا في بلورة الخيارات الفلسطينية على المستويين الراهن والإستراتيجي، من خلال الربط ما بين برنامج العمل الوطني المطلوب في الوضع الراهن، وإعادة بناء المشروع الوطني، والتكلفة الباهظة المترتبة على استمرار الانقسام بما يخدم بناء تيار وطني يؤمن بالوحدة.

كما يواصل المركز تنفيذ نشاطاته ضمن برنامجي الدراسات الفلسطينية، والدراسات الإسرائيلية، اللذين يركزان على إنتاج أبحاث سياسات تركز على منظومات السيطرة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية ومحاولة اقتراح رؤية شاملة لإطار الصراع التحرري، وكذلك مراجعة الفكر السياسي والمشروع الوطني والميثاق الوطني وأهداف وأشكال النضال وإعادة بناء الوحدة الوطنية التي يشكل رافعتها تبلور تيار وطني واسع يؤطر ويوجه كفاحه مشروع وطني جمعي. ويهدف البرنامجان إلى طرح خيارات قادرة على مواجهة المخاطر والتحديات التي تهدد القضية الفلسطينية، وتوظيف الفرص المتاحة لهذا الغرض.

كما يعمل المركز بإشراف لجنة السياسات على إنتاج أوراق تحليل سياسات وتقدير موقف تتعلق بالتطورات الإسرائيلية والعربية والإقليمية والدولية ذات التأثير على الشعب الفلسطيني وقضيته، والتشبيك مع مؤسسات بحث وتفكير إستراتيجي على المستويين العربي والدولي لتعزيز وصول الخطاب الفلسطيني إزاء التطورات والمتغيرات الخارجية.

وشرع المركز مع بداية العام الحالي في تنفيذ البرنامج التدريبي "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي" للعام الثالث على التوالي (180 ساعة تدريبية)، من خلال تدريب مجموعة من الشباب من الضفة والقطاع وأراضي 48 على مهارات التحليل السياسي والإستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات العامة، ووضع خطط عمل إستراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة. وخرّج المركز خلال الدورتين الأولى والثانية 40 متدربًا/ة أنتجوا 32 ورقة تقدير موقف وتحليل سياسات منشورة.

ويعكف المركز على تصميم وتنفيذ برنامج تدريبي خاص لمجموعة من الشباب الناشطين/ات في مواجهة السياسات الإسرائيلية في البلدة القديمة والمنطقة (ج) بمحافظة الخليل، بهدف تعزيز مهاراتهم/ن في مجال اقتراح سياسات عامة بديلة أو جديدة، وتنمية القدرات في مجال التسويق والترويج للسياسات المقترحة من قبلهم/ن، إلى جانب التحضير لإطلاق برنامج حواري بين مجموعات من الشباب من خلفيات فكرية وسياسية متنوعة في التجمعات الفلسطينية الرئيسية في الوطن والشتات بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة إزاء التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها الشعب الفلسطيني وبلورة خيارات وسياسات حول سبل مواجهتها.

ويعمل "مسارات" بمقريه في رام الله وغزة، على توفير منبر للنقاش العام والحوار الشامل في الوطن والشتات من خلال الندوات والورشات وحلقات النقاش حول القضايا والتطورات المختلفة، بما يكفل التأثير في أجندة النقاش الوطني.

ويولي المركز أهمية لبرنامج الوحدة الوطنية، حيث شكّل "لجنة متابعة لوثيقة الوحدة الوطنية" بمشاركة شخصيات من الضفة والقطاع و48 والشتات، استنادًا لمخرجات مؤتمر "نحو رؤية شاملة لإعادة بناء الوحدة الوطنية" الذي عقد في شهر آب الماضي، وعقدت اللجنة اجتماعات عدة في قبرص ورام الله وغزة، ووضعت برامج عمل على المستويات القطاعية، حيث نظّمت ورشات عمل لقطاعات المرأة والشباب والنقابات والمجتمع المدني والقوى السياسية والمراكز الثقافية.

 وبعد 6 سنوات على تأسيس المركز، حقق المركز إنجازات عديدة تمثلت بعقد 10 مؤتمرات قدمت خلالها 143 ورقة ومداخلة رئيسية، أعدها نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 والشتات، بحضور المئات في كل مؤتمر.

ونظّم المركز بعد 6 سنوات على تأسيسه 273 ندوة وورشة عمل، منها 35 ورشة ومؤتمرا دعي إليها المدير العام ومدير البرامج للمشاركة بورقة بحثية أو للحديث فيها، وعقدت هذه الندوات والورش في مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة و القدس وحيفا والناصرة، وعمّان، وبيروت، وأبو ظبي، والقاهرة، وإسطنبول، والمغرب، وبرلين، ولندن، وقبرص، وسويسرا، والولايات المتحدة، وشارك فيها مختلف أطياف وفئات الشعب الفلسطيني، إلى جانب مئات اللقاءات التي نظمها المركز داخل الوطن وخارجه.

وأعدّ المركز 289 دراسة وورقة على النحو الآتي: 11 دراسة إستراتيجية محكّمة صدرت كل واحدة منها في كتاب، 63 ورقة تقدير موقف وتحليل سياسات، 20 ورقة ودراسة طلبت من المركز، 52 ورقة مرجعية لوثائق أعدها المركز، 143 ورقة ومداخلة قدمت في المؤتمرات، خضع العديد منها للتحكيم. وشارك في إعداد هذه الدراسات 162 باحثًا/ة، من بينهم 60 من الشباب من كلا الجنسين، إضافة إلى الاستعانة بجهود 20 محكمًا للتحكيم العلمي للعديد من الدراسات.

ونظّم المركز أو دعي إلى 54 زيارة خارج الوطن، لتنفيذ نشاطاته أو المشاركة في مؤتمرات. كما عقد المركز 37 اجتماعًا لمجلس الإدارة و6 اجتماعات لمجلس الأمناء، فضلًا عن مئات اللقاءات داخل الوطن وخارجه.

وأصدر المركز خلال السنوات الست الماضية 31 كتابًا، إضافة إلى 3 كتب قيد الطباعة.

ويطمح مركز مسارات أن يصبح بوصلة فكرية وسياساتية في فلسطين والمنطقة العربية والشرق الأوسط، وأن يضمن انسجام إنتاجه المعرفي والفكري والسياساتي مع هويته ورؤيته ودوره في المجتمع، وأن يساهم بشكل فعال في تجديد الفكر السياسي الفلسطيني عبر بلورة رؤية شاملة تساعد على تحقيق الحلم الفلسطيني في التحرر والعودة وتقرير المصير، بما يشمل الاستقلال الوطني.

المصدر: موقع "مركز مسارات"