Menu

"فلسطينيات" و"التجمّع الصحفي" يتناظران حول الانتهاكات بحق الصحفيين

18342777_1960885904141391_2591702829152326423_n

"هذا المجلس يرى أن زيادة الانتهاكات ضد الإعلاميين ساهمت في تراجع المعالجة الإعلامية لقضايا الحريات العامة في فلسطين"، كانت هذه هي المقولة التي تناظر حولها فريقان من مؤسسة "فلسطينيات نادي الإعلاميات" و"التجمع الصحفي الديمقراطي"، ضمن برنامج نادي المناظرات، الذي تنفّذه "فلسطينيات" بالشراكة مع "NED".

فريق "التجمّع الصحفي الديمقراطي" المؤيد للمقولة، وفقًا للقرعة تكوّن من الصحفيّين: أحمد بدير، وبيسان الشرافي وسامي عطا الله، بينما تكوّن فريق "فلسطينيات" من الصحفيات: دعاء مصلح ونور السويركي ومرح الوادية، أمّا لجنة التحكيم فهي الباحثة والناشطة النسوية عزة قاسم، والكاتب الناشط الحقوقي مصطفى إبراهيم، ومدير مؤسسة "أمان" في غزة وائل بعلوشة.

الفريق المؤيد للمقولة بعد أن قدّم تعريفات أساسية للمصطلحات الواردة في المقولة دفع بحججه المؤيدة لها معتبرًا أن الانتهاكات لا تحدّ فقط من معالجة قضايا الحريات بل تحدّ من الحريات نفسها، فلم نعد نجد الكثير من الأقلام التي تتحدث عن هموم المواطنين اليومية.

ودلّل الفريق على موقفه برصد إحصائيات الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون في السنوات الأخيرة، والتي تعتبر في تزايد مستمر، كما أدّى هذا التراجع إلى ترك الناس لوسائل الإعلام والتوجّه نحو الإعلام الاجتماعي، وأسند الفريق رأيه بدراسة لمركز مدى تقول أن 80% من الإعلاميين يمارسون الرقابة الذاتية، وهذا يعني أن الكثير من الحقائق اختفت في غياهب خوف الصحفي.

أما فريق نادي "الإعلاميات" المعارض للمقولة، فبعد أن فنّد حجج الفريق المؤيد، وقدمت الصحفيات تعريفات أساسية انطلقن وفقها، أكّدن أنه مقابل كل انتهاك يتم توجيهه لوسائل الإعلام يتم فضحه وتغطيته، بل وتتكاتف الجهود الصحفية بشكل أكبر ضده.

ودفع الفريق المعارض بأن الانتهاكات التي تُرتكب ضد الإعلاميّين تُعزز المعالجة لقضايا الحريات لعدة أسباب: أوّلها أن المستهدف هو الإعلامي نفسه الذي يصبح محور الحدث، وأن المادة الإعلامية التي يتم ارتكاب انتهاك ضد كاتبها تصبح أكثر رواجًا.

ودلّل الفريق على موقفه أيضًا بأن تراجع التغطية ليس له علاقة بالانتهاكات، إنما متعلق بأمور أخرى مثل السياسة التحريرية وملكية الوسيلة الإعلامية وأصحاب المصلحة، لكن لا يوجد صحفي تراجع عن الكتابة بسبب انتهاك تعرض له، وإن زيادة معدّل الانتهاكات ضد الصحفيين هو إثبات آخر على أن المعالجة الصحفية للحريات العامة مستمرة.

في نهاية المناظرة أعلنت لجنة التحكيم فوز فريق نادي الإعلاميات الفلسطينيات المعارض للمقولة، وذلك انطلاقًا من عدد الحجج والبراهين ووجود إستراتيجية واضحة وبناء الخطاب، بينما تساوت لغة الجسد ومهارة الإقناع للفريقين.

وقالت منى خضر، منسقة "فلسطينيات" في قطعا غزة: إنّ المناظرة تأتي استمرارًا لنهج فلسطينيات الداعم لهذا الفن؛ وتعزيزًا لفكرة التخاطب بالحجج والإقناع عوضًا عن التعصب والتمترس خلف الأفكار المغلقة.