Menu

البرغوثي: سجل الأسرى صموداً أسطورياً غير مسبوق في سجل الحركة الوطنية الأسيرة

18700206_10154364278455806_3521306174840581397_n

فلسطين المحتلة - بوابة الهدف

قال الأسير القائد مروان البرغوثي، إن الأسرى سجلوا صموداً أسطورياً غير مسبوق في سجل الحركة الوطنية الأسيرة، وذلك بعد تعليق الإضراب الاحتجاجي عن الطعام، بعد 41 يوماً.

جاء ذلك في بيان، أكد فيه البرغوثي على جهوزية الأسرى لاستئناف الأسرى الأبطال للإضراب ما لم تفِ مصلحة السجون لدى الاحتلال بمطالب وشروط الأسرى.

وفيما يلي النص الكامل لبيان القائد مروان البرغوثي.

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

يا شعبنا العظيم يا شعب البطولات والتضحيات

يا شعب الثورات والانتفاضات

يا ابناء الأمتين العربية والإسلامية

يا أحرار العالم

أيها الأصدقاء ومحبي السلام والعدل في كل مكان لقد خاض الأسرى الفلسطينيون في سجون وباستيلات العدو الصهيوني إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ السابع عشر من نيسان وحتى مساء الثامن والعشرين من أيار، وسجل بذلك الأسرى في هذا الاضراب الوطني الكبير أطول اضراب جماعي وملحمة تاريخية في سجل الحركة الاسيرة منذ خمسين عاماً.

ورغم آلة القمع الوحشية والارهاب الاعمى الذي استخدمته إدارة الجستابو الإسرائيلي في مواجهة الاضراب، من حيث نقل جميع المضربين من سجونهم في سابقة لم تحصل من قبل والزج بالمئات منهم في اقسام العزل الانفرادي واستخدام الوحدات الخاصة (المتسادا، درور واليماز) في حملات تفتيش على مدار الساعة وطوال 42 يوم من ايام الاضراب وقد لجأت إلى نقل الأسرى المضربين في البوسطات في ظروف قاسية ووحشية واهمة أنها تستطيع المس أو النيل من إرادتهم وقامت بمصادرة كافة الأغراض الشخصية بما فيها الملابس الداخلية وتم حرمان الأسرى من أدوات النظافة وتحويل حياتهم إلى جحيم إلى جانب إطلاق الإشاعات والأكاذيب المخجلة، وبالرغم من ذلك فقد سجل الأسرى الأبطال صموداً أسطورياً غير مسبوق في سجل الحركة الوطنية الأسيرة، وفشلت آلة الجستابو الاسرائيلي في كسر ارادتهم وانطلاقاً من هذا المشهد التاريخي والبطولي فإنني اسجل وباعتزاز كبير هذا الصمود العظيم للأسرى المضربين عن الطعام وأتوجه بالتحية والاجلال والاكبار للشهداء الابرار ولذويهم ولكل الذين ارتقوا وأصيبوا وأسروا في معركة الحرية والكرامة لفلسطين.

كما أتوجه بالتحية والتقدير لشعبنا العظيم في فلسطين الطاهرة من النهر الى البحر وفي المنافي والشتات واشكرهم على ما ابدوه من تضامن كبير والتفاف قل مثيله حول قضية الاسرى واضرابهم الذي اعاد القضية الفلسطينية الى واجهة المشهد السياسي على المستوى الدولي، وفي ذات الوقت فإنني اتوجه بالتحية والاعتزاز للشعوب العربية والاسلامية والصديقة في العالم على حجم التضامن والمشاركة التي ساندونا بها.

وإلى كل من أسهم في الحملات الاعلامية ووسائل الاعلام المحلية والدولية وكذلك نقابة المحامين والأطباء ووزارة التربية والتعليم ونادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، مؤكداً أن معركة الحرية والكرامة لفلسطين هي جزء لا يتجزأ من معركة الحرية والاستقلال والعودة واسقاط نظام الابرتهايد في فلسطين وإنهاء الاحتلال.

يا شعبنا العظيم برغم أن حكومة الارهاب التي تقود نظام الابرتهايد في اسرائيل قد شنت هجوماً عنيفاً على الاضراب عن الطعام في محاولة فاشلة وبائسة لإخفاء جرائمها الا ان هذا لم يرهب الاسرى ولم يكسر ارادتهم الفولاذية ولم يثنهم عن خوض المعركة بكل عزيمة وصلابة وسطروا ملحمة بطولية خالدة وتمكنوا من انتزاع جملة من الانجازات الانسانية والعادلة وفي مقدمتها اعادة الزيارة الثانية لعائلات الاسرى التي توقفت منذ سنة تقريبا وتحسين شروط وظروف حياتهم اليومية، وحل مشكلات عالقة منذ سنوات تتعلق بالأسيرات والاشبال والمرضى والبوسطات والمعالجة والكانتين والمشتريات وادخال الملابس وكذلك تشكيل لجنة من كبار مسؤولي مصلحة السجون للحوار مع ممثلي الاسرى في الايام القليلة القادمة لمناقشة كافة المشكلات دون استثناء وحلها.

وفي ضوء ذلك ومع حلول شهر رمضان الفضيل فقد قررنا تعليق الإضراب من باب اعطاء الفرصة للحوار مع مصلحة السجون مؤكدين الاستعدادية والجاهزية لاستئناف الإضراب في حال لم تف مصلحة السجون بالوعود التي قدمتها للأسرى.

وانني بهذا المناسبة اتقدم بالتهنئة الحارة للأسرى الابطال على صمودهم الاسطوري وعلى ما حققوه من انجازات انسانية وعادلة، فاني اتوجه بتحية خاصة لأسرى سجن نفحة هؤلاء الابطال الذين كان لهم دورا طليعياً في نجاح هذا الاضراب وفي تحقيق هذا النصر الكبير، وكذلك أتوجه بالتحية للأسرى الذين أضربوا في سجون النقب، عوفر، عيادة سجن الرملة، عسقلان، جلبوع، مجدو، رامون والأشبال والأسيرات واخيراً في سجن هداريم، والى كل من شاركنا في بقية المعتقلات واشد على اياديهم واقبل جباههم العالية.

وأجدد لهم العهد والقسم أن يكون هذا الاضراب الوطني الأطول والأشرس في تاريخ الحركة الأسيرة نقطة تحول في آلية التعاطي والعلاقة بين الأسرى وسلطات السجون. ومن الآن فصاعداً وبعد اليوم لن نسمح بالمساس بإنجازات وحقوق ومكتسبات الأسرى، وكذلك ستكون هذه المعركة نقطة تحول لإعادة بناء وتوحيد الحركة الأسيرة بمختلف مكوناتها ومقدمة لتشكيل قيادة وطنية موحدة خلال الأشهر القليلة القادمة استعداداً لخوض معركة انتزاع الاعتراف بالأسرى في باستيلات الجستابو الاسرائيلي كأسرى حرب واسرى حرية وتطبيق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة عليهم.

 

يا شعبنا العظيم انني اذ أجدد التحية لشهداء معركة الحرية والكرامة فاني ادعو الرئيس الفلسطيني ابو مازن وقيادة م.ت.ف والفصائل الوطنية والاسلامية للقيام بواجبها الوطني حيال الاسرى من خلال العمل على تحريرهم واطلاق سراحهم، مجدداً التحذير من أي استئناف للمفاوضات قبل اشتراط الافراج الشامل عن كافة الاسرى والمعتقلين، وانني اتوجه بتحية خاصة لكافة المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالاسرى وفي مقدمتها هيئة شؤون الاسرى وعلى رأسها الاخ المناضل عيسى قراقع ونادي الاسير وعلى رأسه الاخ المناضل قدورة فارس والهيئة العليا لشؤون الاسرى والحملة الشعبية والدولية لاطلاق سراحي وكافة الاسرى وعلى رأسها المناضلة الاستاذة المحامية فدوى البرغوثي.

المجد للشهداء الابرار

الحرية لاسرى الحرية

عاشت معركة الحرية والكرامة الفلسطينية

أخوكم مروان البرغوثي (أبو القسام)

سجن هداريم

زنزانة رقم 28"