Menu

العراق: الأكراد يشاركون في الاستفتاء.. وسط تهديدات عراقية وتركية وإيرانية

ارشيفية

بوابة الهدف - وكالات / رويترز

صوت الأكراد في شمال العراق، الاثنين، في استفتاء على الاستقلال تنظمه السلطات الكردية، رغم ضغوط بغداد وتهديدات تركيا وإيران وتحذيرات دولية من أنه قد يشعل المزيد من الصراعات في المنطقة.

وقالت مصادرٌ إعلامية، أنّ نسبة التصويت في الاستفتاء وصلت إلى 76 بالمئة في الساعة الخامسة مساء (1400 بتوقيت جرينتش) قبل ساعة من الموعد المحدد من البداية لإغلاق مراكز الاقتراع. وكان من المفترض أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في السادسة مساء لكن تلفزيون "رووداو" قال إن التصويت لا يزال جاريا في عدة بلدات ومدن بالمناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق حيث ما زال المواطنون يقفون في طوابير.

ومن المتوقع أن تكون نتيجة الاستفتاء التصويت ”بنعم“ لصالح الاستقلال بأغلبية مريحة. ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات على الانفصال.

ويمثل الاستفتاء فرصة تاريخية للأكراد -وهم أكبر جماعة عرقية تُركت بلا دولة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل نحو مئة عام- رغم الضغوط الدولية المكثفة لإلغائه.

وفي حين خرجت مجموعة من النساء مبتسمات يرفعن أصابعهن المخضبة بالحبر في دليل على أنهن أدلين بأصواتهن قال كردي اسمه طلعت أثناء انتظاره للإدلاء بصوته في أربيل عاصمة الإقليم ”إن شاء الله راح نتحرر.. احنا مثل شعوب العالم... شوفنا أنجس من هاي.. شوفنا الحصار شوفنا القتل... وإن شاء الله راح ننتصر“. وفقًا لزعمه.

وفي قرية الشيخ أمير القريبة من الخطوط الأمامية لقوات البشمركة غربي أربيل، وقف مقاتلون أكراد في صفوف طويلة للتصويت أمام إحدى المدارس. وخرج معظمهم مبتسما وهم يرفعون أصابع ملطخة بالحبر.

وفي بغداد قال محام يدعى عادل سلمان إن الاستفتاء جاء نتيجة ضعف الحكومة العراقية، مضيفًا أنّ ما يحدث الآن هو تفكك الدولة.

ويقول أكراد العراق كذلك إن الاستفتاء يقر بمساهمتهم الحيوية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن تفوق التنظيم المتشدد على الجيش العراقي في 2014، وسيطر على ثلث العراق.

لكن مع وجود نحو 30 مليون كردي بالمنطقة متناثرين عبر عدة دول في المنطقة، تخشى طهران وأنقرة انتشار النزعات الانفصالية بين الأكراد لديهما.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا قد تقطع تدفق النفط عبر خط أنابيب ينقل الخام من شمال العراق للعالم بما يمثل ضغطا إضافيا على الأكراد.

وأضاف في اسطنبول ”بعد هذا.. دعونا نرى عبر أي قنوات يمكن للحكومة الإقليمية في شمال العراق أن ترسل نفطها وأين ستبيعه“. وقال ”لدينا (خط الأنابيب) وفور إغلاقه فقد انتهى الأمر“.

وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية حكومة كردستان العراق الأسبوع الماضي من أن ”إجراء الاستفتاء، خاصة في المناطق المتنازع عليها، أمر مستفز ومثير للاضطرابات“.

وتجري حكومة كردستان الاستفتاء ليس فقط في الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق بل أيضا في مناطق أوسع في شمال العراق توغلت فيها قواتها في إطار قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وتضم هذه المناطق أعدادا كبيرة من السكان غير الأكراد.

وقالت تركيا إنها لا تعترف بالاستفتاء وستعتبر نتيجته باطلة، وإن حكومة إقليم كردستان تهدد سلام واستقرار العراق والمنطقة بأسرها.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن حكومته تدرس خطوات تتعلق بحدودها مع شمال العراق والمجال الجوي ردا على الاستفتاء.

وقال في حديث مع قنوات تلفزيونية تركية إن أنقرة ستتخذ قرارات خلال مزيد من المحادثات المباشرة مع الحكومة المركزية العراقية بعد الاستفتاء مضيفا أن خطوات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية يجري بحثها.

وتقاتل القوات التركية تمردا كرديا في شمال شرق تركيا بعد انهيار عملية سلام.

* حظر طيران

وأعلنت إيران يوم الأحد وقف الرحلات الجوية المباشرة من وإلى كردستان.

وحث العراق الدول الأجنبية على وقف استيراد النفط الخام مباشرة من إقليم كردستان العراق كما طالب حكومة إقليم كردستان بتسليم المطارات والمواقع الحدودية مع إيران وتركيا وسوريا.

وقال الميجر جنرال يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن إيران تعتبر الاستفتاء ”خيانة“ للأكراد العراقيين.

ونقلت عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء قوله ”إيران قطعت النقل الجوي إلى هذه المنطقة لكننا نأمل أن تغلق الدول الأربع المجاورة حدودها البرية ... أيضا“.

وتدعم طهران جماعات شيعية تسيطر على مواقع أمنية وحكومية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح بصدام حسين في عام 2003.

وعبرت سوريا، التي تعاني من حرب أهلية طاحنة ويسعى أكرادها إلى الحكم الذاتي، عن رفضها للاستفتاء.

وقال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البرزاني إنه يأمل في الحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا وإن الاستفتاء لا يشكل تهديدا لأنقرة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في أربيل ”الاستفتاء لا يعني أن الانفصال سيحدث غدا ولا أننا سنعيد ترسيم الحدود. إذا كان التصويت “بنعم” سنحل مشكلاتنا مع بغداد سلميا“.

*معارضة

ويعارض السكان غير الأكراد في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وحكومة كردستان الاستفتاء خاصة في كركوك الغنية بالنفط والمتعددة الأعراق.

وقال محمد مهدي البياتي أحد كبار القادة في منظمة بدر أبرز فصائل الحشد الشعبي في طوز خورماتو جنوبي كركوك ”العراق ضد الأكراد وكذلك الأتراك والإيرانيون والمنطقة العربية برمتها وأوروبا. سيعيشون في قفص“.

وفي السليمانية معقل الجماعات السياسية المناهضة لمسعود البرزاني بدت الطوابير أمام لجان الاقتراع أقصر منها في أربيل وبدت الدعاية واللافتات للاستفتاء أقل ظهورا فيما يعكس المخاوف من أن يكون تأييد الاستقلال بمثابة استفتاء على الزعيم الكردي.

وقال علي أحمد صاحب متجر في السليمانية ”لن أدلي بصوتي. الاستفتاء ليس أمرا طيبا وقد يشكل خطورة بسبب التهديدات التركية والإيرانية“.

وبعد الحرب العالمية الأولى قسمت بريطانيا وفرنسا الإمبراطورية العثمانية. وظل حوالي 30 مليون كردي بالمنطقة بلا دولة موزعين بشكل أساسي في أربع دول هي العراق وإيران وتركيا وسوريا.

وعانى الأكراد الاضطهاد وكثيرا ما حُرموا من الحق في التحدث بلغتهم. وفي عهد صدام عانى أكراد العراق من حملات لاقتلاعهم من مناطقهم ومن هجوم بالأسلحة الكيماوية.

*مراكز التصويت

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) على أن تغلق في السادسة مساء. ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة.

وقالت مفوضية الاستفتاء إن التصويت متاح لكل السكان المسجلين من الأكراد وغيرهم في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال العراق ولا تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وتقول المفوضية إن عدد من يحق لهم التصويت حوالي 5.2 مليون شخص بينهم المغتربون الذين بدأوا الإدلاء بأصواتهم إلكترونيا قبل نحو يومين.

ويجب على الناخب الرد بنعم أو لا على سؤال واحد في ورقة الاقتراع كتب باللغات الكردية والتركية والعربية والآشورية وهو ”هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟“